مجتمع

صدمة بمنزل ضحية الطائرة الإثيوبية بتيفلت.. وعائلته تحكي آخر لحظاته (فيديو)

“إرضي عليا يا الوالدة”، آخر عبارة ودع بها الدكتور بن أحمد شهاب والدته وهو على متن طائرة بوينغ 737 ماكس، التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية التي تحطمت لحظات بعد ذلك يوم الأحد الماضي، عبارة مازالت ترددها الأم المكلومة وهي تحس بصوت ابنها الراحل يرن في أذنيها “ارضي عليا أ الوليدة”، ووقع الصدمة عليها قاس بعدما انفطر قلبها واعتصر كبدها ، فلم تتوقع يوما أن تستفيق على خبر مؤلم مثل هذا.

ابنها أحمد لم يعد على سفينة هذه الحياة، فقد غاص في بحر الموت اللامنتهي وحتى جثته لا تعرف هل سيجدها المحققون ليكون لها قبر تبكي عليه وتتحدث معه: “ها أنذا يا أحمد يا بني أخاطب قبرك أسكب عليه دمعا ساخنا وأنا أتذكرك طفلا صغيرا أحملك على ظهري ثم فتى يافعا أرافقك إلى المدرسة قبل أن تكون إطارا أفتخر بك وأعتز بكفاءتك وعملك وإنجازاتك”.

جريدة “العمق” زارت عائلة المرحوم بن أحمد شهاب، بجماعة “مقام الطلبة” بمدينة تيفلت، وتحدثت مع شقيقته سعاد شهاب التي انعقد لسانها بسبب هول الصدمة، قبل أن تستجمع قواها قائلة: “اتصل بكل إخوته وأخبرهم بأنه مشتاق إليهم كثيرا، واتصل أيضا بوالدتي وقال لها إرضي علي، قبل أن يكرر طلبه للوالدة وهو على متن الطائرة، وتجيبه بقولها: أنا راضية عليك وباركة عليك من الخدمة سير ريح مع وليداتك شوية”.

تنهدت سعاد ثم راحت تستكمل قائلة: “أخي يمكن أن تؤلف حوله الكتب، فهو مجاهد في سبيل الله، يصلح في الأرض ولا يفسد فيها، كان يحارب الفقر والأمية في بلدته، وكان صديقا للضعفاء والفقراء، ويقف بجانبهم، وتفتخر به ساكنة المنطقة”، مضيفة أنه تعلم في فرنسا وحصل على الدكتوراه هناك وكان بإمكان أن يعمل خارج المغرب ويعين في مناصب عليا وتلقى عروضا كثيرة، لكنه اختار الوطن، لأنه كان يكرر “بلادي محتاجة لي”.

وبدوره قال الطيبي اليزلي، وهو خال المرحوم بن أحمد شهاب، إن عائلته تعيش على وقع صدمة كبيرة، إذ لم تتوقع يوما أن تكون وفاته بهذه الطريقة المأساوية، مضيفا أنه كان في مهمة من أجل الوطن، وقبل أن يسافر زار والدته الأربعاء الماضي بمنزل العائلة بتيفلت وأخبرها بالأمر.

ويحكي الطيبي، كيف تلقت عائلة المرحوم خبر وفاته، قائلا: “سمعنا خبر تحطم طائرة بإثيوبيا واعتبرنا الخبر عاديا، إلى المساء وبعد صلاة المغرب توصلنا بخبر أن بن أحمد كان ضمن ركاب هذه الطائرة”، مضيفا بقوله: “أخبرنا أصدقاؤه أنه لم يكن مقررا أن يستقل تلك الطائرة، إلا أنه أصر عليهم بأنه يريد الذهاب في هذه الرحلة”.

ويعرف منزل عائلة المرحوم بن أحمد منذ أمس الاثنين تقاطر المئات من المعزيين من ساكنة مدينة تيفلت وأصدقائه وزملائه في العمل، ووزراء ومسوؤلين كبار، من أجل تقديم واجب العزاء، في الوقت الذي ينتظر فيه أن تصل زوجته البلجيكية وأبناؤها وأشقاء المرحوم المتواجدين بالديار الأوروبية مساء اليوم الثلاثاء.

يشار أن طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية، قد تحطمت، صباح يوم الأحد، بعد إقلاعها بـ6 دقائق، ما أسفر عن مقتل 157 راكبا، كان ضمنهما مغربيين، ويتعلق الأمر بن أحمد شهاب الذ كان يعمل مديرا جهويا للتنمية المستدامة بجهة درعة تافيلالت، والحسين السيوتي أستاذ جامعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وكانا بصدد المشاركة في ندوة دولية حول البيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *