سياسة، مجتمع

رسميا: إلغاء مخيم “وادلاو” وسط “صدمة” الأطفال.. والقضية تصل البرلمان (صور)

أعلنت إدارة المخيم التربوي لأطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم بوادلاو التابعة لإقليم تطوان، عن إلغائه رسميا بعد يوم واحد فقط من انطلاقه، وذلك عقب تراجع وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم بمؤسسة للتعليم الخصوصي، حيث ودَّع الأطفال المخيم مساء اليوم الإثنين، فيما وصلت القضية إلى قبة البرلمان، قدم على إثرها الوزير الطالبي العلمي توضيحاته حول أسباب المنع.

حزن الأطفال

وأفاد مصدر مطلع لجريدة “العمق”، أن سلطات وادلاو أحضرت حافلات لنقل 250 مستفيدا من المخيم من الأطفال والأطر إلى مدنهم، مساء اليوم الإثنين، بعد تعذر إيجاد حل لهذه “الأزمة” التي تفجرت أمس الأحد، إثر منع السلطات المحلية إقامة المخيم بمؤسسة “المناهل” الخاصة بمبرر أنها “غير مؤهلة لإيواء الأطفال”، قبل أن يتم قطع الكهرباء والماء عن المؤسسة ومنع دخول الأطعمة لساعات.

وأوضح المصدر أن إلغاء هذا المخيم الذي كان من المفترض أن يستمر من 14 إلى 25 يوليوز الجاري، سبَّب حالة من الحزن والغضب والتأثر لدى الأطفال والأطر المشاركين، خاصة وأنهم شرعوا في أنشطتهم أمس واليوم، وكانوا ينتظرون هذا الموعد السنوي بشوق من أجل الاستفادة من فقراته التربوية والثقافية والترفيهية، لافتا إلى أن مسؤولي الجمعية لم يجدوا حلا آخر لاستمرار المخيم بعد قرار منعه.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا المخيم الذي تعرض للمنع، يعتبر واحدا من 4 مخيمات كانت تعتزم جمعية الرسالة للتربية والتخييم تنظيمها بنفس المؤسسة بوادلاو، ضمن المراحل الأربعة للعملية التخييمية لوزارة الشباب والرياضة خلال فصل الصيف الجاري، وهو ما يعني “حرمان مئات الأطفال الآخرين من الاستفادة من التخييم خلال الأسابيع المقبلة لنفس الأسباب”.

واليوم الإثنين، تراجعت وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم التربوي المذكور إثر معاينة قام بها المدير الإقليمي للوزارة بتطوان رفقة باشا وادلاو ومسؤولين آخرين لمؤسسة “المناهل”، بعدما كانت الوزارة ذاتها قد منحت جمعية الرسالة الترخيص لإقامة هذا المخيم، بناءً على المعاينة الإيجابية التي قامت بها مصالح الوزارة للمؤسسة المذكورة قبل انطلاق المخيم، والتي أفادت حينها بأن المؤسسة صالحة للتخييم.

الوزير يوضح

من جهته، كشف وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي عن أسباب منع سلطات وادلاو ووزارة الشباب والرياضة لهذا المخيم التربوي للأطفال، موضحا أن المدرسة الخاصة التي كان سيتم تنظيم المخيم بداخلها، “لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة”، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد.

وقال الوزير العلمي خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، مساء اليوم الاثنين، إن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو “ما يخالف شروط السلامة بالنسبة للأطفال”، مضيفا أن الاتفاق المعقود مع الجامعة الوطنية للتخييم هو أن تقترح الجمعيات فضاءات للتخييم ثم تؤشر عليها الوزارة نظرا لكون فضاءات الوزارة غير كافية.

واعتبر الطالبي العلمي في رده على سؤال طرحته برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أن الأسباب التي ذكرها تلخص الإشكال الحقيقي لما وقع، مردفا بالقول: “رئيس بلدية الرباط عاش معنا أيضا نفس المشكل حينما أردنا الحصول على ترخيص لإقامة المخيمات بفضاء الهرهورة، وظل رئيس البلدية يبذل مجهودات طيلة سنتين ورغم ذلك لم نأخذ الترخيص”.

يأتي ذلك بعدما حل المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بتطوان، بوادلاو صباح اليوم الإثنين، قصد إجراء معاينة ثانية للمؤسسة ضمن لجنة تضم الباشا ومسؤولين بالدرك الملكي والوقاية المدنية ومسؤولين آخرين، ليتم الإعلان عن عدم صلاحية الفضاء المحتضِن للتخييم بناء على “المعاينة غير الإيجابية” التي خلصت إليها اللجنة، وهو ما جعل المديرية الإقليمية تلغي ترخيصها بإقامة المخيم الذي دخل يومه الثاني.

رأي المؤسسة

بالمقابل، أوضح المدير التربوي لمؤسسة المناهل للتعليم الخصوصي بوادلاو، عبد الباري بوتغراصا، أنه لا دخل لمؤسسته في هذا المنع لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا إلى أن السلطات المحلية ممثلة في لجنة مكونة من الباشا والدرك الملكي والوقاية المدنية والمدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة، هي من قررت إلغاء الترخيص بإقامة المخيم بعد إجراء معاينة جديدة للمدرسة.

وأفاد بوتغراصا في اتصال لجريدة “العمق”، أنه كان قد منح جمعية الرسالة للتربية والتخييم الترخيص لإقامة المخيم بمؤسسته بناءً على رخص القبول التي منحتها وزارة الشباب والرياضة للجمعية بعد معاينتها مرافق المدرسة، قبل أن يقرر إلغاء الترخيص اليوم تبعا لقرار الوزارة بالتراجع عن ترخيصها الأول.

وبخصوص افتقار المدرسة لشروط التخييم وفق ما جاء في معاينة الوزارة، أشار بوتغراصا إلى أن مؤسسته “تتوفر على كل الفضاءات والمرافق اللازمة للتلاميذ كباقي المؤسسات التعليمية الأخرى، ولو لم يكن الأمر كذلك لما تم السماح للتلاميذ بالدراسة فيها طيلة العام”.

وأضاف المدير التربوي للمؤسسة ذاتها بالقول: “أنا أسير هذه المدرسة الخصوصية طيلة العام، وأكتريها كل فصل صيف للهيئات الراغبة في التخييم، ولا علاقة لنا بالمنع”، وفق تعبيره.

هذا وعلمت جريدة “العمق” أن قرار منع المخيم المذكور أثار غضبا كبيرا لدى مسؤولي جمعية الرسالة للتربية والتخييم، خاصة وأن هذه الجمعية تقيم حاليا عدة مخيمات تربوية مرخصة من طرف الوزارة بمناطق مختلفة من المملكة، كما أنها تُعتبر من الجمعيات الوطنية العاملة في الميدان الطفولي وتضم 75 فرعا في مختلف جهات المملكة.

واعتبر البرلماني عن دائرة طنجة محمد خيي الخمليشي، أن التبرير الذي قدمه وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، “تبرير مخجل ويسيء للبرلمان والحكومة، وضحك على الذقون وتهرب بليد من تحمل المسؤولية”، فيما انتشرت تدوينات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، استنكر فيها أصحابها منع إقامة المخيم وحرمان الأطفال من حقهم في التخييم، وفق تعبيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *