أزمة مخيم وادلاو.. الوزارة تتراجع عن ترخيصها وتساؤلات عن مصير 250 طفلا وإطارا (صور)

علمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع، أن وزارة الشباب والرياضة تراجعت عن ترخيصها لإقامة مخيم تربوي للأطفال تنظمه جمعية الرسالة للتربية والتخييم بمؤسسة للتعليم الخاص بمنطقة وادلاو التابعة لإقليم تطوان، بمشاركة 250 مستفيدا أغلبهم من الأطفال، وذلك بعدما رفضت السلطات المحلية، أمس الأحد، إقامة المخيم بمبرر أن هذه المؤسسة التعليمية تفتقر لشروط التخييم.

وأوضح المصدر أن المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بتطوان، حل بعين المكان صباح اليوم الإثنين قصد إجراء معاينة ثانية للمؤسسة ضمن لجنة تضم الباشا ومسؤولين بالدرك الملكي والوقاية المدنية ومسؤولين آخرين، ليتم الإعلان عن عدم صلاحية الفضاء المحتضِن للتخييم بناء على “المعاينة غير الإيجابية” التي خلصت إليها اللجنة، وهو ما جعل المديرية الإقليمية تلغي ترخيصها بإقامة المخيم الذي دخل يومه الثاني.

وكانت وزارة الشباب والرياضة قد منحت جمعية الرسالة الترخيص لإقامة هذا المخيم، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، بناءً على المعاينة الإيجابية التي قامت بها مصالح الوزارة للمؤسسة المذكورة قبل انطلاق المخيم، والتي أفادت بأن المؤسسة صالحة للتخييم وفي المستوى، كما منحت إدارة المدرسة الترخيص للجمعية لإقامة هذا المخيم.

مصدر “العمق” أفاد بأن مدير المخيم توصل اليوم الإثنين بشكل رسمي بقرار المنع بحجة افتقار المؤسسة التعليمية الخاصة لشروط  التخييم، حيث قامت المديرية الإقليمية للشباب والرياضة بإلغاء رخص القبول التي منحتها سابقا لفروع جمعية الرسالة بالمدن المشاركة في المخيم، وهي طنجة، تطوان، العرائش، عرباوة، سلا، أصيلة، الحسيمة.

وكشف المصدر أن “السلطات تطالب إدارة المخيم بإخلاء المؤسسة وتؤكد أن قرارها هذا يهم شروط التخييم بالمؤسسة المذكورة ولا يستهدف جمعية الرسالة، خاصة بعد إلغاء الوزارة لترخيصها”، لافتا إلى أن مسؤولي الجمعية يقومون بمحاولات من أجل إيجاد حل لتفادي إلغاء المخيم، ويعتبرون أن الجمعية هي “ضحية لمشكل إداري بين السلطات المحلية والمؤسسة التعليمية الخاصة المحتضنة للمخيم”.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن أطر ومسؤولي الجمعية إضافة إلى آباء وأولياء الأطفال المشاركين في المخيم، يتساءلون عن مصير أبنائهم بعد تراجع الوزارة عن ترخيصها، وهل ستقوم مصالح وزارة الشباب والسلطات المحلية بتوفير فضاء آخر بديل لإكمال فعاليات المخيم الذي انطلقت فيه الأنشطة التربوية والثقافية والترفيهية منذ أمس الأحد، أم سيبقى الأطفال عرضة للإهمال، وفق تعبير المصدر.

هذا وحاولت جريدة “العمق” أخذ وجهة نظر المدير الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بتطوان حول الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون رد، وستعود الجريدة لإيفاد رأي المديرية الإقليمية فور توصلها بتفاعل المسؤول المذكور مع هذا الموضوع.

يُشار إلى أن السلطات المحلية لوادلاو كانت قد سمحت مؤقتا بانطلاق المخيم، أمس الأحد، رغم قرار المنع، حيث شرعت إدارة المخيم في إقامة أنشطتها، عقب عودة الكهرباء والمياه إلى المؤسسة بعد ساعات من قطعها من طرف مسؤولي المدرسة.

وتُعتبر “الرسالة” من الجمعيات الوطنية العاملة في الميدان الطفولي وتضم 75 فرعا في مختلف جهات المملكة، وتهدف حسب أوراقها التعريفية، إلى “المساهمة في تربية إنسان متكامل ومتزن نفسيا وفكريا وجسميا وفق الهوية الحضارية الإسلامية”، انطلاقا من الشعار الذي تعتمده “أمر التربية هو كل شيء.. وعليه يبنى كل شيء”.