مجتمع

برلماني: تبرير العلمي لمنع مخيم وادلاو مخجل ومسيء للحكومة والبرلمان

اعتبر البرلماني عن دائرة طنجة محمد خيي الخمليشي، أن التبرير الذي قدمه وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، مساء اليوم الإثنين خلال جلسة مجلس النواب، حول أسباب منع إقامة المخيم التربوي لأطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم بوادلاو التابعة لإقليم تطوان، بأنه “تبرير مخجل ويسيء للبرلمان والحكومة، وضحك على الذقون وتهرب بليد من تحمل المسؤولية”.

وأشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية في تعليقه على تصريح الوزير الذي قال فيه إن المنع جاء بسبب وجود طوابق في المؤسسة المحتضِنة للمخيم، (أشار) إلى أن بعض فضاءات التخيييم التابعة لوزارة الشباب والرياضة عبارة عن بنايات تتكون من طابقين إلى ثلاث طوابق.

وأضاف أن “معنى ذلك أن هذه الفضاءات التي تشرف عليها وزارتكم بمقتضى التبرير الذي تقدمتم به، غير صالحة لاحتضان مخيمات للأطفال، فهل ستتدخل مصالحكم لوقف المخيمات بفضاءات تابعة لكم؟”، متسائلا بالقول: “هل يغالط الوزير نفسه أم يغالط الرأي العام؟”، حسب قوله.

يأتي ذلك بعدما منعت سلطات وادلاو بشكل رسمي إقامة المخيم التربوي لأطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم، بعد يوم واحد فقط من انطلاقه، وذلك عقب تراجع وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم بمؤسسة للتعليم الخصوصي، حيث ودَّع الأطفال المخيم مساء اليوم الإثنين، فيما وصلت القضية إلى قبة البرلمان، قدم على إثرها الوزير الطالبي العلمي توضيحاته حول أسباب المنع.

خيي قال في تدوينته مخاطبا الوزير، إن “هذه المؤسسة التعليمية الخاصة بوادلو التي منعتم تنظيم مخيم بها اليوم، سبق لها في السنوات السابقة أن احتضنت عدة مخيمات مرخصة من وزارتكم، إذن ماذا تغير بين الأمس واليوم؟ ما الجديد في الأمر؟ هل تغيرت معايير السلامة أم تغير حرصكم على سلامة أطفالنا؟”.

وتابع قوله: “لنذهب أبعد من ذلك، ولنتسائل كيف تصلح المؤسسة التعليمية الخاصة المكونة من طوابق لاحتضان وإيواء التلاميذ طيييلة سنوات من الدراسة، في حين لا تصلح نفس المؤسسة لاحتضان مخيم لأيام محدودة؟ أليست الطوابق نفسها إذن خطرا على التلاميذ وهم في نفس سن الأطفال الذين التحقوا بهذه المؤسسة من أجل التخييم؟ كيف تكون الطوابق غير خطيرة على التلاميذ طيلة السنة الدراسية وتتحول فجأة إلى خطر محدق في العطلة الصيفية؟”.

وتساءل البرلماني قائلا: “هل دور وزارتكم هو الاقتصار على سحب الترخيص ومنع المخيم والتملص من المسؤولية وعدم التدخل لايجاد حل وكأن الأمر لا يعنيكم؟ أم أن الأصل هو الاجتهاد في إيجاد فضاءات بديلة مناسبة لهؤلاء الأطفال مادام قد ظهر لكم فجاة أن فضاء المدرسة الخاصة غير مناسب؟”.

وأردف في نفس السياق: “أليست في الأصل مسؤولية وزارتكم؟ أليست جمعية الرسالة وغيرها مجرد شريك في برنامج حكومي هو برنامج العطلة للجميع الذي تشرفون عليه وتلتزمون بتوسيع عدد الأطفال المستفيدين منه سنويا؟ أليست هناك بدائل وفضاءات أخرى يمكن اللجوء إليها في هذه الحالة غير إلغاء المخيم وحرمان أطفال من مخيمهم بهذه الطريقة الصادمة؟”.

وختم خيي انتقاده لقرار الوزارة قائلا: “لو أنكم لم ترخصوا للمخيم ابتداء لاحترمنا منطقكم وحرصكم على سلامة الأطفال، أما وأنكم قد سحبتم الترخيص بناء على تحرك السلطات المحلية وبعد أن منحتم فعليا الترخيص للجمعية في بداية الأمر بناء على معاينة للمدير الإقليمي للشباب والرياصة وترخيصه، فهذا أمر مريب حقا. إذن رجاء السيد الطالبي العلمي اطلعوا الرأي العام على السبب الحقيقي ولا تعلقوا المنع على مشجب الطوابق”.

وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي كان قد كشف عن أسباب منع سلطات وادلاو ووزارة الشباب والرياضة لهذا المخيم التربوي للأطفال، موضحا أن المدرسة الخاصة التي كان سيتم تنظيم المخيم بداخلها، “لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة”، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد.

وقال الوزير العلمي خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، مساء اليوم الاثنين، إن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو “ما يخالف شروط السلامة بالنسبة للأطفال”، مضيفا أن الاتفاق المعقود مع الجامعة الوطنية للتخييم هو أن تقترح الجمعيات فضاءات للتخييم ثم تؤشر عليها الوزارة نظرا لكون فضاءات الوزارة غير كافية.

واعتبر الطالبي العلمي في رده على سؤال طرحته برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أن الأسباب التي ذكرها تلخص الإشكال الحقيقي لما وقع، مردفا بالقول: “رئيس بلدية الرباط عاش معنا أيضا نفس المشكل حينما أردنا الحصول على ترخيص لإقامة المخيمات بفضاء الهرهورة، وظل رئيس البلدية يبذل مجهودات طيلة سنتين ورغم ذلك لم نأخذ الترخيص”.

وكان مصدر مطلع قد أفاد لجريدة “العمق”، أن سلطات وادلاو أحضرت حافلات لنقل 250 مستفيدا من المخيم من الأطفال والأطر إلى مدنهم، مساء اليوم الإثنين، بعد تعذر إيجاد حل لهذه “الأزمة” التي تفجرت أمس الأحد، إثر منع السلطات المحلية إقامة المخيم بمؤسسة “المناهل” الخاصة بمبرر أنها “غير مؤهلة لإيواء الأطفال”، قبل أن يتم قطع الكهرباء والماء عن المؤسسة ومنع دخول الأطعمة لساعات.

وأوضح المصدر أن إلغاء هذا المخيم الذي كان من المفترض أن يستمر من 14 إلى 25 يوليوز الجاري، سبَّب حالة من الحزن والغضب والتأثر لدى الأطفال والأطر المشاركين، خاصة وأنهم شرعوا في أنشطتهم أمس واليوم، وكانوا ينتظرون هذا الموعد السنوي بشوق من أجل الاستفادة من فقراته التربوية والثقافية والترفيهية، لافتا إلى أن مسؤولي الجمعية لم يجدوا حلا آخر لاستمرار المخيم بعد قرار منعه.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا المخيم الذي تعرض للمنع، يعتبر واحدا من 4 مخيمات كانت تعتزم جمعية الرسالة للتربية والتخييم تنظيمها بنفس المؤسسة بوادلاو، ضمن المراحل الأربعة للعملية التخييمية لوزارة الشباب والرياضة خلال فصل الصيف الجاري، وهو ما يعني “حرمان مئات الأطفال الآخرين من الاستفادة من التخييم خلال الأسابيع المقبلة لنفس الأسباب”.

واليوم الإثنين، تراجعت وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم التربوي المذكور إثر معاينة قام بها المدير الإقليمي للوزارة بتطوان رفقة باشا وادلاو ومسؤولين آخرين لمؤسسة “المناهل”، بعدما كانت الوزارة ذاتها قد منحت جمعية الرسالة الترخيص لإقامة هذا المخيم، بناءً على المعاينة الإيجابية التي قامت بها مصالح الوزارة للمؤسسة المذكورة قبل انطلاق المخيم، والتي أفادت حينها بأن المؤسسة صالحة للتخييم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    يا من لا يعرف هذا الرجل. لو كنت في هذه الحكومة لطردته حتى ولو تؤدي إلى سقوط الحكومة بأكملها. يظنون اصحاب دلك الحزب انهم سيسيرون الحكومة المقبلة ولكن فلفرحوا قليلا ويبكوا كثيرا أن شاء الله.