مجتمع

بعد منع مخيمها .. “الرسالة” تحرج الطالبي وتهدد باللجوء إلى القضاء

اتهمت جمعية “الرسالة” للتربية والتخييم، وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العالمي، بـ”مغالطة الرأي العام” بعد تصريحه في البرلمان حول أسباب منع إقامة مخيم تربوي لأطفال الجمعية بمنطقة وادلاو التابعة لإقليم تطوان، وتراجع وزارته عن ترخيصها لهذا المخيم، مهددة باللجوء إلى القضاء لـ”حماية حقها وحق الأطفال في التخييم”.

وفيما يشكل “إحراجا” للوزير الطالبي، قدمت الجمعية المختصة في العمل الطفولي والتخييم، تفاصيل المساطر القانونية والإدارية التي سلكتها من أجل تنظيم مخيمها بمؤسسة “المناهل الحديثة” للتعليم الخصوصي بوادلو، محملة وزارة الشباب والرياضة مسؤولية الإلغاء، واصفة قرار المنع بأنه “تعسفي ولا يستند على أي أساس قانوني”.

الجمعية أوضحت في بلاغ لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، عقب لقاء استثنائي لمكتبها الوطني انتهى في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء بمدينة طنجة، لمناقشة الخطوات التي ستقوم بها في هذه النازلة، أن “ما حصل من تعسف يُعد سابقة في تاريخ الجمعية الحافل بالإنجازات في مجال التخييم، رغم تحملها عبء توفير فضاء خاص نيابة عن الوزارة الوصية وسلكها جميع المساطر المنظمة لولوج فضاءات التخييم”.

وتفجرت “أزمة مخيم وادلاو” عقب منع السلطات المحلية انطلاق فعاليات التخييم بمؤسسة “المناهل للتعليم الخصوصي” بعد وصول 250 مستفيدا من الأطفال والأطر، يوم الأحد المنصرم، رغم توفر جمعية الرسالة على ترخيص وزارة الشباب والرياضة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه عن المؤسسة ومنع إدخال الطعام ومحاولة إخلاء المدرسة من الأطر والأطفال، قبل أن يتم إلغاء المخيم من طرف السلطات.

“جبر الضرر”

وكشفت الجمعية في بلاغها، أنها لم تتوصل بأي قرار كتابي مسبق يفيد منع تنظيم المخيم بمؤسسة المناهل الحديثة بوادلو، مشيرة إلى أن “إلغاء الرخص جاء في اليوم الثاني بعد دخول الأطفال والأطر للمخيم دون أن تكلف الوزارة نفسها إيجاد فضاء بديل حفظا لحقوق الأطفال في التخييم، ودون مراعاة لحالتهم النفسية جراء هذا الإلغاء”، وفق تعبيرها.

وطالبت “الرسالة” الوزير بـ”جبر الضرر النفسي الذي تعرض له الأطفال المستفيدون من المخيم، والضرر المادي الذي تعرضت له الجمعية، وذلك بتمكينها من فضاء بحمولة 250 فردا لأربع مراحل” من التخييم بالمؤسسة المذكورة، معلنة “رفضها المطلق لجواب الوزير الذي غالط فيه الرأي العام كون المؤسسة غير صالحة للتخييم، وتُسائله عن وضعية باقي فضاءات الوزارة من حيث الأمن والسلامة والبنية التحتية”.

ولفتت إلى أن مخيم وادلو يندرج ضمن البرنامج الوطني للتخييم “عطلة للجميع” ويتوفر على رخصة قبول من وزارة الشباب والرياضة بعد القيام بكافة الإجراءات، مشددة على أنها “جمعية وطنية رائدة في مجال التخييم تتوفر على 75 فرعا بمختلف ربوع الوطن، وظلت منذ تأسيسيها تعمل على تربية النشء على قيم المواطنة والسلوك المدني”، وفق البلاغ ذاته.

وساءلت الهيئة ذاتها الوزير الطالبي عن “الوفاء بوعوده المتعلقة بإخراج قانون ينظم مجال التخييم وإحداث فضاءات جديدة”، مشيرة إلى “احتفاظها بكامل حقوقها في اللجوء إلى كافة الوسائل القانونية والقضائية حماية لحقها وحق الأطفال في التخييم”، مقدمة الشكر لـ”أمهات وآباء وأولياء الأطفال المحرومين من المخيم على صبرهم وتفهمهم، ودعمهم ومساندتهم للجمعية في هذه المحنة المهزلة”، ولـ”مجهودات أطر الجمعية بالمخيم”.

وأثار قرار منع المخيم غضبا وسخطا عارمين من طرف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن “حرمان الأطفال من حقهم في التخييم بشكل قانوني، خرق سافر للدستور”، مشيرين إلى أن “رئيس الحكومة يقف عاجزا أمام تصرفات رجال السلطة”، فيما أثار تبرير وزير الشباب والرياضة للمنع سخرية واسعة على “فيسبوك”، بعدما أرجع الطالبي السبب إلى عدد طوابق مدرسة “المناهل”.

المساطر القانونية

الجمعية التي يرأسها مصطفى الخير، أفادت بأنها حصلت بدايةً على الموافقة الكتابية من مؤسسة “المناهل الحديثة” بوضعها تحت تصرف الجمعية خلال أربع مراحل تخييمية تنطلق من 14 يوليوز 2019 وتنتهي في 4 شتنبر 2019 بحمولة 250 مقعد في كل مرحلة، حيث قامت الجمعية بتوجيه الموافقة إلى وزارة الشباب والرياضة -القطاع الوصي- للقيام بمعاينة الفضاء ومنح رخص القبول.

وأضافت أن مصالح المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بتطوان قامت بمعاينة فضاء المؤسسة، ليتم الحصول على رخص القبول من الوزارة الوصية بناء على المعاينة الإيجابية للمؤسسة، وهو ما جعل فروع الجمعية المستفيدة من المخيم تقدم عقود الازدياد والشواهد الطبية وأوراق السفر للمديريات الإقليمية التابعة لها.

وأشارت إلى أن الفروع المعنية حصلت على أوراق السفر المؤشر عليها من لدن المدراء الإقليمين إضافة إلى إجراءات التأمين، مردفة بالقول: “عوض أن يثمن وزير الشباب والرياضة مجهودات الجمعية في توفير فضاء للتخييم نيابة عن وزارته، لجأ الى تقديم مبرر واه تحت قبة البرلمان لشرعنة عملية إلغاء رخص القبول”، على حد تعبير البلاغ.

وشددت الهيئة الطفولية على أنها قامت بـ”مجهودات لتدبير هذه الأزمة بالحكمة والتبصر وتغليب مصلحة الأطفال”، موجهة التحية إلى جمعيات المجتمع المدني التي تضامنت معها في هذه “المحنة”، منوهة بالمنابر الإعلامية التي “حرصت على مواكبة الحدث، ونقلت مجريات مهزلة حرمان أطفال مخيم وادلو من التخييم إلى الرأي العام الوطني”.

وكان وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي قد برر منع المخيم بكون المدرسة الخاصة التي كان سيتم تنظيم المخيم بداخلها، “لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة”، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد، مشيرا إلى أن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو “ما يخالف شروط السلامة بالنسبة للأطفال”، وفق تعبيره.

وأول أمس الإثنين، احتشد عشرات الأطفال رفقة أوليائهم ومؤطريهم، في وقفة رمزية صامتة بمدينة طنجة، احتجاجا على منع إقامة، رافعين لافتات كُتب عليها “أطفالنا خط أحمر”، بعدما تراجعت وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم المذكور، حيث ودَّع الأطفال المخيم في ثاني أيامه على وقع “الصدمة والتأثر” حسب شهادات مسؤولي الجمعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    تسمى بوزارة الشباب أين ذهبت العقول النيرة أين الضمير ليست الأقوال والوعود هي الأساس بل القلوب والواقع الأطفال هم أجيال المستقبل يجب على الجميع الإهتمام بهم

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    Bien

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    سبحان ألله، حزب العدالة والتنمية يرى الشر في كل مكان في حين فقد أحسنت الوزارة المعنية أن منعت التخييم في مدرسة لا تصلح له .

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    تحية لجمعية الرسالة جمعية قانونية تحترم القانون