مجتمع

بعد حرمانهم من مخيم وادلاو .. أطفال وأولياؤهم يحتجون بطنجة و”الرسالة” تعقد لقاء عاجلا (صور)

احتشد عشرات الأطفال رفقة أوليائهم ومؤطريهم، في وقفة رمزية صامتة بمدينة طنجة، احتجاجا على منع إقامة مخيم تربوي تشرف عليه جمعية الرسالة للتربية والتخييم بمنطقة وادلاو التابعة لإقليم تطوان، أمس الإثنين، رافعين لافتات كُتب عليها “أطفالنا خط أحمر”، فيما أعلنت الجمعية المذكورة عقد لقاء مستعجل، اليوم الثلاثاء، من أجل مناقشة الخطوات المقبلة للرد على قرار المنع.

الوقفة الرمزية التي تم تنظيمها بساحة مسجد السوريين بطنجة، شارك فيها أطفال المخيم القادمين من الفروع الأربعة لجمعية الرسالة بطنجة، وذلك فور عودتهم من وادلاو، في شكل تعبيري للتنديد بـ”حرمان الأطفال من الاستفادة من المخيم الذين انتظروه لشهور، واستنكارا للظروف العصيبة التي عاشوها داخل المخيم بعد قطع الكهرباء والمياه عنهم، أول أمس الأحد”، وفق تعبير أحد المحتجين.

ومنعت سلطات وادلاو بشكل رسمي، أمس الإثنين، إقامة المخيم التربوي لأطفال جمعية الرسالة، بعد يوم واحد فقط من انطلاقه، وذلك عقب تراجع وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم بمؤسسة للتعليم الخصوصي، حيث ودَّع الأطفال المخيم مساء أمس عائدين إلى مدنهم، فيما وصلت القضية إلى قبة البرلمان، قدم على إثرها الوزير الطالبي العلمي توضيحاته حول أسباب المنع.

من جانبها، قررت جمعية الرسالة للتربية والتخييم عقد لقاء استثنائي ومستعجل بمدينة طنجة، اليوم الثلاثاء، من أجل مناقشة الخطوات التي ستقوم بها في النازلة، و”لتحصين حقوق الجمعية وحق الطفولة المغربية في التخييم”، واصفة قرار منع المخيم بـ”الظلم الذي مورس على الأطفال والأطر”.

واعتبرت “الرسالة” في بلاغ لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن ما قاله وزير الشباب والرياضة في جوابه على سؤال مرتبط بالمنع خلال جلسة مجلس النواب، أمس الإثنين، “مجرد تبريرات واهية”، مشيرة إلى أن “أعداء الطفولة أبوا إلا أن ينغصوا على الأطفال هذا المخيم”، وفق تعبيرها.

وقدمت الجمعية الشكر لكل الأطفال المستفيدين من المخيم “الذين عانوا من تغول التسلط الذي حرمهم من التخييم، وأكرم وفادتهم بالترهيب بإخراج مربيهم خارج المخيم وقطع الكهرباء عنهم، ورغم ذلك صبروا وما تأففوا عساهم يظفرون بمخيم آمن”، موجهة الشكر أيضا لأطر الجمعية “الذين وقفوا وقفة رجل واحد ودافعوا عن الأطفال”.

وقدمت الهيئة ذاتها، وفق البلاغ، اعتذارها إلى أمهات وآباء الأطفال عن حرمان أبنائهم من التخييم، مقدمة لهم الشكر على “تفهمهم هذه المحنة والظلم الذي تعرضت له الجمعية”، مشددة على أن الجمعية “بذلت أقصى ما في وسعها بكل تبصر وحكمة من أجل ينعموا بمخيم ممتع هادف”، وفق تعبير البلاغ.

وتفجرت “أزمة مخيم وادلاو” عقب منع السلطات المحلية انطلاق فعاليات التخييم بمؤسسة “المناهل للتعليم الخصوصي” بعد وصول 250 مستفيدا من الأطفال والأطر، أول أمس الأحد، رغم توفر جمعية الرسالة على ترخيص وزارة الشباب والرياضة، قبل أن يتم قطع الكهرباء والمياه عن المؤسسة ومنع إدخال الطعام ومحاولة إخلاء المدرسة من الأطر والأطفال.

وأمس الإثنين، تراجعت وزارة الشباب والرياضة عن ترخيصها لإقامة المخيم التربوي المذكور إثر معاينة قام بها المدير الإقليمي للوزارة بتطوان رفقة باشا وادلاو ومسؤولين آخرين لمؤسسة “المناهل”، بعدما كانت الوزارة ذاتها قد منحت جمعية الرسالة الترخيص لإقامة هذا المخيم، بناءً على المعاينة الإيجابية التي قامت بها مصالح الوزارة للمؤسسة المذكورة قبل انطلاق المخيم، والتي أفادت حينها بأن المؤسسة صالحة للتخييم.

وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي كان قد برر منع المخيم بكون المدرسة الخاصة التي كان سيتم تنظيم المخيم بداخلها، “لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة”، مطالبا الجمعية بتغيير المكان من أجل الحصول على ترخيص جديد، مشيرا إلى أن المؤسسة المذكورة مكونة من 4 طوابق، وهو “ما يخالف شروط السلامة بالنسبة للأطفال”، وفق تعبيره.

وكان مصدر مطلع قد أفاد لجريدة “العمق”، أن سلطات وادلاو أحضرت حافلات لنقل 250 مستفيدا من المخيم من الأطفال والأطر إلى مدنهم، مساء أمس الإثنين، بعد تعذر إيجاد حل لهذه “الأزمة”، موضحا أن إلغاء هذا المخيم الذي كان من المفترض أن يستمر من 14 إلى 25 يوليوز الجاري، سبَّب حالة من الحزن والغضب والتأثر لدى الأطفال والأطر المشاركين، خاصة وأنهم شرعوا في أنشطتهم أمس واليوم، وكانوا ينتظرون هذا الموعد السنوي بشوق من أجل الاستفادة من فقراته التربوية والثقافية والترفيهية.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا المخيم الذي تعرض للمنع، يعتبر واحدا من 4 مخيمات كانت تعتزم جمعية الرسالة للتربية والتخييم تنظيمها بنفس المؤسسة بوادلاو، ضمن المراحل الأربعة للعملية التخييمية لوزارة الشباب والرياضة خلال فصل الصيف الجاري، وهو ما يعني “حرمان مئات الأطفال الآخرين من الاستفادة من التخييم خلال الأسابيع المقبلة لنفس الأسباب”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت تدوينات غاضبة من قرار منع المخيم وحرمان 250 طفلا وإطار من التخييم، معتبرين أن ما وقع “يكشف زيف شعار: العطلة للجميع، ويؤكد أن الحقيقة تقول إن العطلة ليست للجميع”، وفق تعبير أحدهم، مشيرين إلى أن جمعية الرسالة “تقوم بتأطير ما يقارب 4000 طفل خلال المحطة الصيفية الحالية وهو أعلى معدل وطني”.

وتُعتبر “الرسالة” من الجمعيات الوطنية العاملة في الميدان الطفولي وتضم 75 فرعا في مختلف جهات المملكة، وتهدف حسب أوراقها التعريفية، إلى “المساهمة في تربية إنسان متكامل ومتزن نفسيا وفكريا وجسميا وفق الهوية الحضارية الإسلامية”، انطلاقا من الشعار الذي تعتمده “أمر التربية هو كل شيء.. وعليه يبنى كل شيء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *