مجتمع

بعد ارتفاع “قتلى” باب سبتة .. مطالب بإغلاق “معبر الموت”

ارتفعت النداءات المطالبة بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة، بعد تزايد حالات الوفيات في المعبر خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها وفاة شاب من مدينة الفنيدق في العشرين من عمره، أول أمس السبت، جراء سقوطه من منحدر بالمعبر، ما أثار موجة غضب في صفوف نشطاء حقوقيين وإعلاميين بالمنطقة.

وأطلق مرصد الشمال لحقوق الإنسان “ONDH” نداءً لإغلاق المعبر تحت هاشتاغ “أغلقوا معبر الموت”، من أجل دعوة الجهات المعنية إلى إغلاق معبر باب سبتة المتخصص في تهريب السلع والبضائع من المدينة المحتلة، في ظل ارتفاع حالات الوفيات، إضافة إلى مآسي أنسانية أخرى من مبيت في العراء والتعرض لشتى أنواع العنف النفسي والجسدي والرمزي.

وأمس الأحد، شيعت مدينة الفنيدق جنازة الشاب يوسف سدراوي، البالغ من العمر 20 سنة، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، إثر سقوطه من منحدر بمعبر سبتة وارتطام رأسه بالأرض، وذلك أثناء انتظاره دخول سبتة لتحميل البضائع، يوم الخميس المنصرم، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بجروح خطيرة، ليصبح الضحية العاشر لـ”معبر الموت”.

المرصد أوضح في بلاغ له، توصلت به جريدة “العمق”، أن هذه المعاناة التي يتكبدها المغاربة من ممتهني التهريب المعيشي بالمعبر المذكور، تأتي “مقابل مبالغ هزلية، في حين تجني الحيتان الكبرى من كبار المهربين بتواطؤ من بعض المسؤولين الملايير سنويا”، وفق تعبيره.

ولفت المرصد الحقوقي ذاته، إلى أن دعوته لإغلاق المعبر تأتي في سياق “تصاعد وفيات العديد ممن دفعتهم الحاجة والفقر والتوزيع غير العادل للثروات والفساد، لركوب مجازفة الاشتغال في ظروف لاإنسانية بمعبر الذل، وفي ظل الحوادث الاخرى التي يعرفها المعبر الحدودي”.

وسجل المرصد “عجز المؤسسات المركزية والجهوية والمجالس المنتخبة المحلية عن إيجاد حلول عملية وواقعية لما يقع هناك من مآسي باستثناء تقارير وندوات ولقاءات “علمية” تنتهي بكؤوس من الشاي وقطع من الحلوى، ليعود منظموها إلى سباتهم من جديد إلى حين وقوع مأساة أخرى”.

ويرى المرصد أن هناك “حلا واحدا يحفظ حياة الإنسان وكرامته، يتجسد في تنمية حقيقية بالمنطقة رافعتها تتمثل في الاستفادة مما تذره المشاريع العملاقة من أرباح وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، والمؤسسات الاقتصادية الأخرى التي لا تستفيد منها الساكنة سوى نزع ملكية أراضيها مقابل دراهم معدودة، والدفع بالقطاع السياحي على طول السنة باستثمار مؤهلات المنطقة الجغرافية، التاريخية، الثقافية الجيواستراتيجية”.

وأشار إلى أن “أي حل لا يحفظ حياة وكرامة الإنسان، بما فيها حقه في الشغل، لا يمكن إلا أن يكون حلا يحسن شروط العبودية، هو حل مرفوض مهما كانت مبرراته ودوافعه، وأن الثورة على ما يجري بمعبر الموت والذل بالبحث عن حلول عملية وواقعية هو الطريق الوحيد لحفظ كرامة المواطن المغربي”.

ويسجل معبر باب سبتة المحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني.

وخلال شهر شتنبر الماضي، لقيت سيدة من ممتهنات التهريب المعيشي بمعبر سبتة، مصرعها إثر سقوطها من مرتفع صخري بالمعبر عقب محاولتها قضاء حاجتها البيولوجية تحت جنح الظلام، تاركة وراءها 4 أطفال، حيث كانت قضت ليلتها في العراء أمام المعبر ضمن طابور انتظار طويل لممتهني التهريب المعيشي قصد الدخول إلى المدينة المحتلة في الصباح الباكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *