وجهة نظر

“بقا فدارك”.. يا له من “دين عالمي جديد”

في هذه اللحظة المأساوية أصبح “بْقا فْداركْ” الدين العالمي الوحيد والقادر على توحيد جميع شعوب الأرض في وقت قياسي ضد العدو الوحيد المشترك بين جميع البشر.

في الماضي كان العدو الوحيد المشترك لدى الإنسان في كل بقاع الأرض هو الشيطان، ولكن الآن الدّين الجديد “بْقا فْدارْكْ” يشير إلى “كورونا” باعتباره أكثر خطورة من إبليس ويقتل الإنسان بدلاً أن يبعده عن الطريق المستقيم فقط.

هل بالفعل شعوب الأرض وكل الأديان اتحدت الآن؟ هل أصبحت مجبرة على التعايش داخل دين عالمي يسمى “بْقا فْدارْكْ”؟ هل “كورونا” جاء لتوحيد الإنسانية والأديان؟

ألا تلاحظون أن الأرض كلها نسي تفي الآونة كل النزاعات الدينية والقبلية والوطنية من أجل محاربة الشيطان الجديد “كورونا” الذي يُوسْوس بسمومه الأجساد وليس النفوس؟

لقد أُجْبِرت الأديان على إغلاق دور العبادة واضطر جميع مؤمنيها إلى اعتناق الديانة العالمية الجديدة “بقا فدارك” من أجل إنقاذ حياتهم وأرواحهم. لم يكن أي دين في الماضي قادراً على تحقيق الكثير من النجاح واستقطاب المؤمنين الجدد أفواجا أفواج وبالمليارات في بضعة أشهر وبدون سيوف وفي اتفاق تام وأصبحنا نسمع أن “بقا فدارك” هو الإله القادر في هذه اللحظة على إنقاذ حياتنا وأرواحنا بدلا من الله!

إذن نحن هنا الآن جميعًا، بغض النظر عن الجنسية واللون والطبقة الاجتماعية والاقتصادية والمعتقد، متحدون في محنة وكرب. نحن هنا في هذه اللحظة متحدون تحت نفس العقيدة و نفس العَلَم الأخضر “بقا فدارك” وليس فقط كمواطنين يدافعون عن بلدهم، بل نجاهد ونحارب من أجل بقاء الجنس البشري بكل تنوعه.

نحن الآن جميعًا جنود الأرض وأنصار الدّين العالمي “بقا فدارك” و جنود نفس الجيش العالمي، جنود البشرية كما لو كانت الأرض وطناً واحدًا وكلنا سكانه. كلٌّ مِنّا جندي عالمي ومتحد مع جميع إخوانه وأخواته في جميع أنحاء العالم ونقاتل عدونا الوحيد “كورونا”!

ها نحن الآن أصابع يد واحدة وأوراق و أثمار شجرة واحدة وسكان وطن واحد!

* الدكتور جواد مبروكي، طبيب نفساني، باحث وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *