الأسرة، مجتمع

أمهات يشتكين عنف أطفالهن في ظل استمرار الحجر .. وأخصائية تقدم نصائح

الأطفال والعنف

نهاد بجاج – صحافية متدربة

لم يكن تأثير الحجر الصحي الذي تعرفه دول عديدة بالعالم، وضمنها المغرب بسبب ما فرضه فيروس كورونا المستجد، محصورا في في الجانب الاقتصادي، بل تعداه إلى ما هو اجتماعي، وخاصة بين فئات الأطفال التي وجدت نفسها مجبرة على البقاء في المنزل دون إدراك واعي لما يدور حولها.

وهكذا، أضحى مجموعة من الأباء والأمهات يشتكون من تصرفات أبنائهم خلال الآونة الأخيرة، وهي التصرفات التي يطبعها العنف، خاصة في ظل استمرار التباعد الاجتماعي وما يفرضه من البقاء في المنزل لأطول وقت ممكن وعدم الخروج إلى الشواطئ من أجل الاستجمام خوفا من الإصابة بالعدوى.

طفلي أصبح عدوانيا

خديجة (اسم مستعار)، سيدة تقطن بمدينة سلا، وأم لطفلين، تشكو من تصرفات ابنها البكر “عمران” ذي السبع سنوات، قائلة إنه “أصبح عدوانيا بشكل مخيف”، وأن سلوكاته، بعد فترة الحجر الصحي التي دامت أزيد من ثلاث أشهر، أصبحت يغلب عليها طابع العنف، وهو الأمر الذي لم يكن في السابق، حسب تعبيرها.

وتؤكد خديجة في تصريح لجريدة “العمق”، أن ابنها قبل الحجر الصحي ليس هو اليوم، “كثيرة هي الأشياء التي تغيرت فيه، تصرفاته، وسلوكاته، وممارساته، لقد أٔصبح عنيفا لدرجة يصعب علي التحكم فيه، خاصة مع أخته الصغرى التي طالما كان يقضي معها وقت ممتعا”، مضيفة أنها تحاول بذل قصار جهدها لفهمه لكنها تفشل في ذلك.

وأشارت المتحدثة، بأنها تشعر بالقلق الشديد تجاه ابنها، خاصة في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، فهي تحمل مخاوف مزدوجة، فمن جهة تفكر بأن حالة طفلها ممكن أن تتعقد أكثر إذ بقي في المنزل، ومن جهة خائفة من خروجه من المنزل لأنه مخافة أن يصاب بالعدوى، رغم أنها متأكدة بأن “السفر ممكن أن يغير من نفسيته ومن سلوكاته أيضا، خاصة أنه يحب السفر والذهاب إلى البحر”.

وتابعت خديجة في تصريح لجريدة “العمق”، بالقول، “ابني بحاجة ماسة إلى السفر، فأنا متأكدة بأنه سيساعده كثير، لكن الأجواء حالياً غير مطمئنة بالمرة”.

من جانبها، تقول مريم وهي صاحبة محل للمواد الغذائية وأم لطفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، إن “الحجر المنزلي كان فرصة لتوطيد العلاقات الأسرية، والابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب الأفكار والأولويات، واكتشاف مواهب جديدة لدى الأطفال”.

وأوضحت في تصريح مماثل لجريدة “العمق”، أن طفلتها تغير مزاجها مؤخرا، كما أنها أصبحت تشعر بالملل و”الروتين”، الأمر الذي جعلها تشعر بالكآبة أحيانا، لأنها اعتادت السفر رفقة ابنتها والاستمتاع بأجواء الصيف التي تكون مختلفة.

وأشارت مريم إلى أن ابنتها ترى في العطلة الصيفية متعة تستحقها بعد كل موسم دراسي، فهي فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالجو الصيفي الذي يحمل طابعاً خاصا.

اخصائية: الحجر الصحي يشكل ضغطا نفسيا على الأطفال

وفي هذا الصدد تقول الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي، إن “العطلة تشكل فترة مناسبة لإنجاز وتحقيق الأهداف المؤجلة، ويمكن إنجاح العطلة الصيفية رغم غياب السفر نظرا لظروف الجائحة”.

وأضافت الأخصائية النفسية في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحجر الصحي شكل ضغطا نفسيا على الأطفال “خصوصا إذا كانت العائلة تقطن في منزل ضيق، حيث يكون هناك غياب الأماكن المخصصة للعب، إلى جانب انقطاع الأطفال عن المدرسة وعن أصدقائهم الأمر الذي يجعلهم في حالة من التوتر والقلق الذي ينتج عنه العناد والتمرد المسحوب بمشاعر الخوف التي تكون لذا الأطفال لأنهم عاجزين عن تحليل الواقع وما يحدث”.

وأشارت المرابطي إلى أن “قضاء العطلة الصيفية في المنزل هو فرصة لتحسين الصحة العامة، حيث يمكن تنظيم العديد من الأنشطة والبرامج اليومية، فالآباء يمكنهم تطوير هذه الأنشطة أكثر، وذلك من خلال زيارة مواقع مختصة في الأنشطة التربوية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *