مجتمع

كنز داخلي لا نحسن استثماره .. نصائح لجعل عقلك الباطن مصدر السعادة والنجاح

رغم أن مفهوم العقل الباطن قديم نسبيا إلا أن شعبيته ما تزال ضيقة للغاية. ورغم ما للعقل الباط من أهمية كبيرة في حياتنا اليومية فكثير من الناس لا يعرفون عن وجوده شيئا أو أن ما يعرفونه مجرد اسم بدون دلالات واضحة. ونظرا لأهمية الموضوع نتوقف عنده من خلال هذا التقرير الذي أعدته “فوربيس الشرق الأوسط”.

وحسب نفس المصدر يعتبر كتاب “قوة عقلك الباطن” من أفضل كتب التنمية الذاتية.

يقول الدكتور “جوزيف ميرفي”: “إنه من الحماقة أن تؤمن بالمرض وبمقدرة الأشياء على إلحاق الأذى بك، بدلاً من أن تؤمن بالصحة التامة والرخاء والأمان والعناية الإلهية”.

لماذا يوجد إنسان سعيد وآخر حزين؟ ولماذا يوجد إنسان فرح وثري وآخر بائس وفقير؟ ولماذا يوجد هناك إنسان خائف وقلق وآخر ملئ بالثقة والإيمان؟ ولماذا يوجد إنسان يمتلك منزلاً فخماً وجميلاً بينما يوجد إنسان يحيا في حي فقير؟ ولماذا يحقق إنساناً نجاحاً باهراً بينما يفشل إنسان آخر فشلاً ذريعاً؟ ولماذا يوجد إنسان عبقري في عمله بينما يوجد إنسان آخر يكدح طوال حياته دون أن يحقق شيئاً يساوي ما بذله من جهد ووقت؟

هل يوجد إجابة على تلك الأسئلة؟ الإجابة هو عقلك الباطن.

ما هو العقل الباطن؟

عقلك الباطن هو غرفتك المظلمة الكبيرة. وهو المكان الذي تتطور فيه حياتك الخارجية.

لذلك فليس اسمك، ولا طريقة ملبسك، ولا والديك، ولا جيرانك، ولا السيارة التي تقودها هي ما تحدد ما تكون ومن تكون، إنما أنت في الحقيقة تجسيد للمعتقدات التي تتخذ شكلاً وصورة وتمتزج بالضوء والظل داخل غرفتك المظلمة.

عقلك الباطن محايد يستقبل أي عادة بأنها شيء ملائم له، ومهما كان حكمك، أو حكم العالم من حولك عليها بالسلب أو الإيجاب، لهذا السبب عندما نلقي بأفكار سلبية داخل عقلنا الباطن بشكل متكرر، فإننا نفاجأ بشدة لكون تلك الأفكار قد أحدثت تأثيراً في تجاربنا اليومية وعلاقتنا بشكل متكرر. في الواقع من النادر أن تجد شيئا يحدث لنا دون أن يكون لنا دور في حدوثه بهذه الطريقة.

كيف تؤثر المعتقدات والأفكار السلبية على حياتنا؟

قد تتفاجأ عندما تعلم أن كل المعتقدات والأفكار التي ترسخت بداخلك منذ مرحلة الطفولة المبكرة ما زالت تعيش بداخلك، ولا يزال لديها من القوة ما تستطيع أن تؤثر به على حياتك، لذلك السبب حان الوقت كي نغير معتقداتنا ونطور أفكارنا. على سبيل المثال: إذا كنت تخشى أنك ستصاب بالأنفلوانزا لأن شخصا في مكتبك قد عطس، فإن خوفك سيتحقق ويحدث ما تتوقعه وما تخشاه، قال أحد الحكماء :(ما كنت أخشاه بشدة قد لحق بي).

الكنز بداخلك:

في داخلك يوجد منجم تستطيع من خلاله استخلاص كل شيء ترغب فيه، لتحيا حياة تتسم بالبهجة والفرح والثراء. تستطيع أن تحقق في حياتك المزيد من السلطة والثروة والصحة والسعادة والهناء من خلال عقلك الباطن. لذلك يجب أن تتعلم كيف تستخدم هذه القوة وأن تفهمها لكي تستطيع أن تستفيد منها في جميع جوانب حياتك.

طريقة عمل عقلك الباطن:

النقطة الرئيسية التي يتعين عليك تذكرها، هي ما دام عقلك الباطن يقبل فكرة ما، فإنه يبدأ في تنفيذها لذلك راقب ما تقوله، عليك أن تنتبه لكل كلمة حتى لو كانت تافهة لذلك لا تقل (أنا سوف أفشل، إنني سوف أفقد وظيفتي، لا أستطيع أن ادفع الإيجار) إن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل أن يشرع فوراً إلى تحقيقه.

كذلك فنجاح هذه الوسيلة يعتمد على الإيمان الراسخ والواثق بأن الأفكار هي حقيقة في العقل، ولكي يكون لأي شيء وجود جوهري في مملكة العقل يتعين الاعتقاد في وجود هذا الشيء فعلاً.

فكر في الخير، يتدفق الخير إليك، وإذا فكرت في الشر يأتي ذلك الشر، فأنت رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم.

الفرق بين العقل الواعي والعقل الباطن:

يجب أن تتذكر أنهما ليسا عقلان. فهما مجالان للنشاط داخل عقل واحد لا غير، فعقلك الواعي هو العقل المفكر الذي يقع عليه عبء الاختيارات، مثلاً أنت تختار بيتك، كتابك، شريك حياتك،… وتتخذ قراراتك بعقلك الواعي وهو مخزن الذاكرة ومركز الانفعالات.

أما عقلك الباطن فهو يتقبل ما يُطبع داخله أو ما يؤمن به عقلك الواعي، فهو لا يملك القدرة على المساءلة أو التشكيك فيما يتلقاه من معلومات، ومن ثم فإذا أعطيته افتراضات خاطئا، سوف يقبله كشيء حقيقي ويقوم بتحويله إلى أحوال وتجارب وأحداث. فهو مثل التربة التي تقبل أي نوع من البذورن سواء كانت صالحة أو فاسدة، فأفكارك سريعة النمو مثل البذور.

بعض الأساليب الفعالة لتلقين عقلك الباطن:

اعلم أن عقلك الباطن فيه ذكاء لا حدود له وقدرة مطلقة. فعليك أن تفكر بهدوء في ما تريده وشاهده وهو يتحقق من هذه اللحظة وصاعدا، وذلك بعدة طرق.

طريق التخيل:

إن أسهل وأوضح طريقة لصياغة فكرة ما وتشكيلها في عقلك هي أنك تستطيع أن تتصور بخيالك ما هي الصورة التي تريد أن تتحقق وتريدها أن تحصل، وفي يوم من الأيام ستظهر تلك الفكرة في عالمك المحسوس إذا كنت متمسكا بالصورة الذهنية في عقلك. هذه الطريقة في التفكير تشكل انطباعات في عقلك، وهذه الانطباعات بدورها تتجسد كحقائق وتجارب في حياتك. يتخيل المهندس نوع وشكل المبنى الذي يريد بناءه، فيرى شكله النهائي الذي يرغب أن يكون عليه.

طريقة الفيلم السينمائي العقلي:

هناك مقولة قديمة تقول (الصورة تساوي ألف كلمة) ويجب أن نشدد على حقيقة أن العقل الباطن سوف يساعد على تحقيق أي صورة تحتفظ فيه، وذلك بالطبع يجب أن يكون مصحوبا بالأيمان التام والثقة في تحقيقها. قم بتهدئة عقلك واسترخ، وادخل في حالة من النعاس التي بدورها تقلل نشاطك الذهني وتخيل الشيء الذي تريده كأنك تشاهده على شاشة السينما الذي صنعته في خيالك بكل ثقة أنه سوف يتحقق.

طريقة الشكر:

يمكن تحقيق الكثير من الرغبات من خلال الشكر والامتنان، فدائما القلب الممتن والشاكر والحامد قريب دائما من خالق الكون الذي يغرقنا بنعمه، فيجب أن نشكره فيزيدنا من نعمه، فمن خلال ترديد عبارات الشكر والامتنان سوف تشعر بالرضا والقبول.

طريقة بودين:

تشارلز بودين هو أستاذ في معهد “روسو” بفرنسا وكان معالجاً نفسياً لامعاً ومدير الأبحاث في مدرسة “نيونانسى العلاجية”.

أعلن أن أفضل وسيلة لترك أي انطباع في العقل الباطن كانت من خلال الدخول في نعاس أو حالة قريبة من النوم لأنه ينخفض الانتباه بعد ذلك يتم توصيل أي فكرة للعقل الباطن بهدوء وترديدها مراراً وتكراراً.

طريقة الجدل:

تستمد هذه الطريقة جذورها من نهج “د. فينيس بار خورست كويمبي”، هو أحد رواد العلاج الروحي والعقلي، وكان مؤسس الطب النفسي والجسدي.

وهي تعتمد على الاستدلال الروحي حيث إنك تقنع المريض بأن مرضه يرجع إلى اعتقاد كاذب وزائف، ومخاوف لا أساس لها، وأنماط سلبية تسكن العقل الباطن، كأنك تجري محادثة جدلية داخل قاعة محكمة في عقلك لتكتشف أن قد سيطرت عليك أفكار سلبية وكئيبة، فيجب أن تتحرر منها لكي تشفى.

من أجل أن يتغير عالمك، لا بد من أن تغير عقلك من الداخل إلى الخارج!

أن كل أفعالك وتجاربك والأحداث والظروف التي مررت بها هي ردود أفعال عقلك الباطن لأفكارك، وتذكر أن الشيء الذي تعتقد فيه ليس هو الذي يحقق النتيجة، ولكن الاعتقاد الذي في عقلك هو الذي يجلب النتيجة.

كف عن الإيمان بالمعتقدات الباطلة ومخاوف البشر والخرافات. وابدأ في تغيير أفكارك وحياتك بإيجابية ومن ثم سوف تنطلق قدماً للأمام ولمكانه أعلى.

نبذة عن الكاتب الدكتور جوزيف ميرفي:

عالم بارز في حركة تنمية القدرات البشري، وهو رئيس محرر “ديفاين ساينس” في لوس أنجلوس لثلاثة عقود تقريبا وهو الوريث الروحي لبعض الكتاب مثل “جيمس آلان” “ديل كارنيجي ” “نابليون هيل” ” نورمان فينست بايل” والأب الروحي للكتاب والمتحدثين التحفيزيين المعاصرين أمثال “توني روبيز” “ايرل نايتنجال “.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *