وجهة نظر

أين الديبلوماسية المغربية مما يحدث بمحيط المملكة؟

هناك أحداث غير مطمئنة بالمرة تجري حولنا… فقبل يومين غاب المغرب عن اهتمام وأجندة مجموعة “بريكس” التي تضم كلا من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، بينما تمت دعوة كل من الجزائر ومصر والسينغال من قارتنا.

واليوم مجموعة السبع تتجاهل “سبع” الأطلس في سياق سعيها للتواجد في أفريقيا كجزء من حربها ضد محور الصين-روسيا، وتفضل عوض ذلك استدعاء ومغازلة كل من السينغال وجنوب أفريقيا …، رغم أن جنوب إفريقيا عضو في بريكس وانتقدت علانية استراتيجية ومسؤولية الغرب بشكل عام والناتو بشكلٍ خاص عن اندلاع الحرب الأوكرانية، والسينغال أصبح مرشحا فوق العادة للانضمام لهذا التكتل (بريكس)، كما أن الرئيس السينغالي ماكي سال كان في زيارة منذ بضعة أيام فقط إلى موسكو واستقبل من طرف بوتين ووجه انتقادات لاذعة للغرب حول مسؤوليته في مخلفات الأزمة الأوكرانية ودوره في أزمة الغذاء العالمية.

استراتيجية كل من السينغال وجنوب أفريقيا تبدو لي أكثر واقعية وذكاء وجرأة من الاصطفاف المغربي الصِّرف إلى جانب التحالف الأوروبي الأمريكي. هذا التحالف الذي يبقى حسب تقديري وحسب استقراء التاريخ القريب منه والبعيد، الأقل موثوقية، ويكفي للتدليل على ذلك أنه (الحلف الأوروبي الأمريكي) يستعد في إطار حلف الناتو لترسيم استعمار ثغري سبتة ومليلية من طرف إسبانيا من خلال تمديد حماية الحلف، وبالتالي تواجد قواته بالمدينتين وجعل الحدود المغربية عمليا ساحة محتملة للحرب المقبلة بين القوى النووية.

بقي أن نطرح التساؤل التالي الذي يندرج في نفس السياق: لماذا تمت دعوة المغرب للمشاركة في الاجتماع العسكري الذي انعقد في قاعدة رامشتاين (الألمانية كذلك) يوم 26 أبريل الماضي من أجل مناقشة الجهود العسكرية لدعم أوكرانيا، في حين تم تجاهله في القمة الحالية المتعلقة بالمبادرة والتنسيق الدبلوماسيين، (هذه القمة التي باتت أشبه ما تكون بعملية توزيع أدوار المرحلة التاريخية المقبلة) بينما تمت دعوة دول أفريقية أخرى؟

وإذا كان من المعروف أن جنوب أفريقيا دولة غير صديقةٍ لنا، فإن استئثار السينغال بدور محوري جديد في إطار الاستراتيجية الغربية قد يجعل منه منافسا إقليميًا لنا وقد ينتهي به الأمر إلى حصر امتدادنا الجغرافي جنوبا وإضعاف انتشارنا في القارة، بعدما كان ولقرون طويلة بلدا صديقا وحليفا، مما سيجعل المغرب بلدًا محاصرا شمالا من طرف الحلف الأطلسي وجنوبا من طرف السينغال الحليف الجديد للناتو، وشرقا بالطبع من طرف الجزائر التي باتت رقما مرشحا للارتقاء في تصنيف الحلف الصيني الروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *