“تيمة الروضيات”.. إصدار يغوص في خبايا الشعر العبري بالأندلس الإسلامية

صدر كتاب جديد للكاتبة والباحثة المغربية، الدكتورة فاطمة غمسوسي، تحت عنوان “تيمة الروضيات”، والذي يغوص في خبايا الشعر العبري بالأندلس الإسلامية ومصادره العربية ما بين القرن العاشر والقرن الثالث عشر.
الكتاب صدر عن مؤسسة مقاربات، وهو ضمن سلسة اللغات والحضارات الشرقية التي أطلقها مركز تنوير لتحالف الحضارات والتنمية الاجتماعية والثقافية بفاس المغرب، حيث صدر الكتاب باللغة الفرنسية في حلة من الحجم المتوسط ضمن 300 صفحة.
ويندرج الكتاب ضمن تاريخ الأدب الأندلسي، وتحديدا الأدب المكتوب باللغة العبرية، حيث تتضمن الصفحات الأولى منه عرضا عاما عن الحياة الثقافية والأدبية في الأندلس الإسلامية، مع التركيز على الشعر العبري كما يُمثله ثلة من كبار الشعراء اليهود الذين شكلوا بتأثير من الشعر العربي الانتقال من الشعر الديني المعروف باسم “البيوتيم” إلى الشعر الدنيوي المتحرر من المضامين القديمة، والمنفتح على أغراض شعرية جديدة.
ومن هنا كان اهتمام الباحثة فاطمة غمسوسي بتحديد العوامل الأساسية التي كانت وراء ازدهار الشعر العبري في الأندلس الإسلامية، وخاصة فن الروضيات التي يعمد فيها الشاعر إلى وصف الرياض والبساتين.
وبما أن الروضيات فن أصيل في الأدب العربي القديم، فقد أبرزت الباحثة، بشكل دقيق، المكانة المتميزة التي يحتلها وصف الطبيعة في القرآن الكريم وفي الحضارة العربية الإسلامية بشكل عام، غير أن هذه الوقفة المتأنية لم تحُل دون عنايتها ببيان أثر البيئة الأندلسية التي اشتهرت بحدائقها الغناء وعيونها الجارية وأشجارها الوارفة في ظهور وتطور فن الروضيات.
وانتقلت بعد ذلك لدراسة مفصلة، وقد تكون غير مسبوقة، لفن الروضيات في الشعر العبري، وتفرعه على يد شعراء الأندلس إلى مواضيع متعددة من قبيل وصف الورد والياسمين والسوسن والفاكهة والماء أي وصف أغلب عناصر الطبيعة الأندلسية.
كما أجرت الكاتبة قراءة مستفيضة للشعر العبري، انطلاقا من قصائد مختارة لشعراء يهود أمثال صامويل بن نغريلة وسليمان بن جبيرول وموسى بن عزرا ويهوذا اللاوي، ومقارنته بالشعر العربي إن على مستوى المضمون أو على مستوى الشكل.
اترك تعليقاً