وجهة نظر

..كن متسامح..!

العنوان جميل أليس كذلك ؟ ومن الصعب عليك أن ترفض العرض وتتجاهل الدعوة إلى التسامح، كيف لا وهو خلق نبيل قد دعى له سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، لكن اليوم ومع الأسف الشديد أصبح هذا (التسامح) يوظف سياسيا وبشكل خبيث ومغرض، لقد أصبح ينتابني شعور غريب من الريبة والشك عند سماع هذا المصطلح الجميل ، في الحقيقة لست ضد التسامح مطلقا لكنني لست مستعدا لأن أخدع أو ألذغ عدة مرات.!! ببساطة لست”خبا “، وقد صدق من قال : (بنية السياسة في هذا الزمان على سوء الظن) وهذا صحيح مع الأسف ، لهذا أشك في كل دعوة لحضور نشاط ثقافي فني او رياضي تحث شعار ” التسامح “، لأن اتخاذ هذا الخلق كشعار لتأطير بعض الانشطة الثقافية المنظمة من طرف جهة رسمية مثلا :- (حكومة أو وزارة او جامعة..) ، أو من طرف جهات غير رسمية أي جمعيات المجتمع المدني.

أعتقد شخصيا ان هذه الأنشطة ليست بريئة بالمرة وهي تشبه “حصان طروادة ” ، لأن أعداء الأمة قد يستغلون هذه الأنشطة كي يتمكنوا من غسل أدمغة الشباب وقلب الحقائق ، ولكم أيها السادة الكرام بعض الأمثلة لتوضيح الصورة :

” 1 ” – قد تجد مراطون “التسامح ” مثلا لكنه ملغوم حيث يندس بعض العدائين الصهاينة وسط الجمهور ثم يرفعون أعلام و لافتات مستفزة تدعم الإحتلال الصهيوني لفلسطين وقد يستغلون النشاط و يدلون بتصريحات معادية للفلسطينين في وسائل الإعلام.

” 2 ” _ نشاط تنظمه الجامعة وهو عبارة عن ندوة ” علمية ” كما يزعمون حول التسامح و التعايش في الماضي و الحاضر ، فجأة يظهر صهيوني قادم من جامعة فلسطين المحتلة و يأخذ الكلمة ، ثم يوجه نقدا لاذعا للفلسطينين الذين يرفضون التسامح حسب زعمه ولا يقبلون التعايش مع “إسرائيل” ويريدون رميها في البحر ، وهي المسكينة منفتحة على كل جيرانها العرب وتريد التعايش معهم بسلام..!!

” 3 ” – مهرجان مثلا ينظم تحث شعار لنغني معا من أجل” السلام و التسامح ” و قد تجد فيه مغني متطرف صهيوني تخصص ضابط إيقاع وهو في نفس الوقت ( ضابط ) “موساد” ” 3 ” – ملتقى المرأة العالمي من أجل “التسامح” ، حيث يتم إقحام صهيونيات يمارسن الشذوذ هنا قد يصبح ” قالب ” التسامح مزدوج يا ” حمادي ” عليك في هذه الحالة التسامح مع المحتل الصهيوني ومع سحاقيات بني صهيون كذلك..!! ، في الحقيقة هناك أمثلة كثيرة للإختراق التطبيعي تحث هذا الشعار الجميل والجذاب نكتفي بهذا القدر ، وهذا كافي أيها السادة لتعلموا خبث المنظمين ومن ورائهم وتكتشفوا كذلك حجم المؤامرة التي تستهدف تخريب عقول الشباب ، لهذا عندما يسلمك أحدهم دعوة لحضور نشاط مشبوه تأكد جيدا من صفة هذا الشخص فقد يكون سمسار “مدسوس” أو من نوع ” كاري حنكو ” ، وبعد التأكد من صفته لا بأس أن تطرح عليه بعض الأسئلة الإستفسارية الخفيفة كأن تقول له مثلا : إشرح لي شعار النشاط – ومع من سيكون هذا التسامح ؟ ولماذا نتسامح معه و لمصلحة من سيكون هذا التسامح ؟ وهل ستستفيد الأمة من هذا التسامح ؟ في النهاية قد تكتشف ان هذا النشاط ( الثقافي ) ماهو إلا واجهة لتلميع صورة الكيان الصهيوني الدموي ، وأن مكتب الإتصال وراء تنظيمه و”الفنانين ” و”الراقصات” هم مجرد ضباط في جهاز ” الموساد ” الصهيوني ، ولقد قاموا بقتل عشرات الفلسطينين في الضفة وغزة و مهرجان” التسامح ” يشكل لهم فرصة جيدة لغسل الأيدي الملطخة بدماء الأبرياء و” تبييض ” الأسلحة.

إن أغلب القادة التاريخيين الصهاينة تخرجوا من مدرسة المستعمر الأوروبي و استفادوا من كل أساليبه و حيله الديبلوماسية ، وخاصة المدرسة الإنجليزية حيث المكر مع الخبث والخديعة فهم اصحاب الشعار الدبلوماسي الماكر (تكلم بلطف واضرب بعنف )..!، لهذا عندما قلت وخاصة ” الإنجليز ” فأنا أعني ما أقول ، فإن كان الإستعمار كله قبيح فالإستعمار الإنجليزي يعد الأقبح على الإطلاق ، ولكم بعض الأسباب التي تؤكد ذلك : -1- مشكل الصراع على”كاشمير” سببه انجليزي عندما فصلوا باكستان و بنغلاديش عن الهند -2- تدميرهم الخلافة العثمانية بتحريض العرب ضد الأتراك والعمل على تخريب الخلافة من الداخل – 3 – فصل الكويت عن العراق سببه تدخل إنجليزي وأنتم تعرفون بقية القصة

– 4 – مشكل احتلال فلسطين سببه الإنتذاب البريطاني “وعد بلفور” المشؤم

– 5 – فصل جنوب السودان عن شماله عمل خبيث ورائه الإنجليز .

هذا فقط غيض من فيض ، و الأمة المسلمة لازالت تعاني من دسائس البريطانيين و مكرهم إلى اليوم ، عودة إلى موضوع الشعار المخادع الذي تعلمه الصهاينة من أسيادهم الإنجليز، حيث يكون لهذا الشعار وجهان الأول ظاهري وهو للتسويق الإعلامي و التمويه ، والثاني باطني وهو الحقيقي الذي يعمل المستعمر على تنزيله بعد خداعه السذج بالوجه الظاهر..!،

وهذا يذكرني في أيام الطفولة عندما كنت أذهب للسينما قصد مشاهدة أفلام الرعب ( ليكزورسيزم ) ، حيث يقف الجني في صورة بشر لكن ظله يفضحه عندما تظهر عليه قرون و ذيل انياب و مخالب طويلة ، في الحقيقة صورة بشعة تخالف الظاهر الذي كان يتخذ فيه شكل آدمي جميل بدلة أنيقة ربطة عنق وجه وسيم و حلاقة عصرية ، أرجو أن أكون قد قربت لكم صور الخداع بهذا التشبيه ، و هذه أيها السادة هي بالضبط حقيقة شعارات المستعمر الغربي بالأمس عندما احتل أغلب دول العالم ، حيث اتخذ عدة شعارات كاذبة لحملته الإستعمارية منها مثلا _ ” 1 “_ تحضير الدول المتوحشة ” 2 “_ نشر القيم الغربية : ( حقوق الإنسان – حقوق المرأة – ديموقراطية..) “3 “- محاربة التطرف والإرهاب… والحقيقة هي نهب خيرات هذه البلدان.

واليوم ” إسرائيل ” تكرر نفس اللعبة مع العرب حيث ترفع شعار ( السلام ) و تعمل ضده تماما بإشعال الحروب ، و يتحدثون كذبا عن ” مفاوضات سلام اتفاقيات سلام نشر ثقافة السلام ” ، لكن الواقع هو سفك الدماء و هدم المنازل وشن غارات مدمرة على غزة ، ثم عندما يتحدث الصهاينة عن نشر ثقافة التسامح والتعايش هذا يعني في الواقع جدار الفصل العنصري و تهجير الفلسطينيين من أرض أجدادهم وهدم منازلهم و تجريف أرضهم ، هذا هو التعايش والتسامح كما يفهمه بنوا قريظة..في الحقيقة أغبط العدو في مسألة واحدة ، هي استعداده الدائم للحرب حيث يعمل ليل نهار على أن يكون جيشه في كامل الجهوزية لخوض حرب محتملة، فلا يكاد يخرج من حرب حتى تراه يستعد للقادمة..! وهذا طبيعي لانه يشعر على انه غريب في هذا الوطن ، لكن قليل من الدول بحيث يمكن عدها على رؤوس أصابع اليد الواحدة هي التي تجاريه في هذا الإعداد الحربي ، نذكر منها جمهورية إيران وتركيا و دولة غزة العظمى رغم قلة الإمكانيات و الحصار الظالم ، يقول المثل : ( إذا أردت السلام فاستعد للحرب ) ، لكن الدول العربية و المسلمة تريد سلام مع الأعداء”مجاني” صدقة لله و الإحسان 😄 ، و المفارقة العجيبة هي ان فيهم نزلت آية (..و أعدو لهم..) وقد يستمعون لها بخشوع في تراويح رمضان الكريم مرتلة بصوت شجي ، وقد يبكي البعض و يكبر الآخر نظرا لتأثرهم الشديد بحلاوة الترتيل لكن لا حياة لمن ” ترتل” ، وكما يقول المغاربة لمن يضيع وقته سدا في سبيل تنبيه ناس غافلين قد تودع منهم ولا يرجى منهم خير لا حاكم ولا محكوم إلا من رحم ربك وقليل ماهم..! : – ( لمن كتعاود زابورك أداود) 😄

خلاصة :
مسرور المراكشي ينصح أبالمعطي و يحذره من مكر الأعداء ويقول له : – ” إلى اسمعتي يا بالمعطي لكلام اكثر بزاف فالتلفزة على قضية التسامح والتعايش أو السلام اعرف راه الحرب اقريبة مافيها شك وجد الزرواطة أو دير الزكروم أو اجمع راسك لا يهزك الما أو يفوزوا بيك القومان “😄

ملاحظة :
” تبييض ” السلاح كلمة مسجلة حقوق الطبع محفوظة .
أنشره بقدر كرهك لمن له أكثر من وجه منافق يظهر ما لا يبطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *