وجهة نظر

اليوم هو عيدنا..

“اليو هو عيدْنا والله ينصرْ سِيدنا”، ليستْ مجرد مقطع دارج ملحن ويُنشد، أو جزء من أهازيج تلهج بها القلوب قبل الحناجر.. بل إنها أنشودة مغربية صِرْفٌ، تحمل في ثناياها الكثير من الخصوصية المميزة للعلاقة الوطيدة بين العرش العلوي الشريف والشعب المغربي الوفي، على مدى قرابة أربعة قرون في حياة المملكة.

إن نظام الملك في المغرب كما هو معلوم، ذو خصوصيات عديدة وفريدة، منها أنه الأقدم على الإطلاق في قارتنا الإفريقية بل والوحيد المستمر، وهو من بين الأكثر عراقة عالميا. حيث تذكر بعض المظان التاريخية أنه الثاني في عراقة الزمن بعد نظيره الياباني وأقدم من البريطاني، وباقي الملكيات جميعا في العالم.

والملك محمد السادس، الذي تولى عرش أسلافه الميامين في مثل هذه الأيام خلفا لوالده الملك الحسن الثاني سنة 1999، هو الملك الثالث والعشرون في شجرة ملوك وسلاطين الدولة العلوية الفيلالية الأشراف، التي ينتهي أصلها إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، من علي وعائشة رضي الله عنهما.

وهذا المحتد النبوي الشريف وحده إذا ما عدنا إليه، فإنه مكمن اجتماع المغاربة على حكم هذه الدولة الشريفة النسب، ومدعاةُ حبهم الجم لأمير المؤمنين سبط الرسول الكريم، الذي يبادلهم حبا بحب وودا بود، وقد نوه جلالته بذلك في أكثر من مناسبة، منها خطاب العرش الأخير حيث ذكر “التلاحم الدائم، والتجاوب التلقائي، بين العرش والشعب”.

ومن المحطات السنوية السعيدة، التي يجدد فيها المغاربة تعلقهم بأهداب عرشهم، وولاءهم للمتربع عليه، مناسبة تخليد عيد العرش المجيد.

أكثر من ذلك وأعمق، فحلول الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، عرشَ أسلافه الغُرِّ المنعمين، ليست مجرد مناسبة لتجديد تعلق المغاربة بأهداب عرشهم والتعبير عن آيات التحلام بين العرش والشعب، والتضرع إلى الله سبحانه بالدعاء أن يُبقي المتربع على هذا العرش ذخرا وملاذا لأمته، وإنما هي علامة فارقة، وخصوصية مميزة، لهذه المملكة الضاربةِ جذورُها في أعماق التاريخ الحافل والمشهود..

فلا ضير والحالة هاته، أن يخرج الرجال والنساء والولدان لاستقبال ملكهم المحبوب، وأن تصدح حناجر النساء بالأهازيج وأن يعم العزف والغناء، وأن يقال بصدق: اليومْ هو عيدْنا والله ينصرْ سيدنا”، تعبيرا عن حب جلالته واحترامه الأبوي، وإعرابا عن السعادة الغامرة بمناسبة ذكرى تقلده أمر الدولة/الأمة المغربية، التي هو الضامن لاستقلالها والعامل على صون وحدتها، والقائم بشؤون المواطنين فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *