أدرجتها ضمن لغات الترجمة.. هل تفتح “غوغل” آفاقا واعدة أمام اللغة الأمازيغية؟

تفاعل عدد من النشطاء والباحثين في اللغة الأمازيغية بحماس مع إعلان شركة “غوغل” عن إدراج اللغة الأمازيغية ضمن خيارات الترجمة الآلية، لتصبح الأمازيغية متاحة للعالم بأسره بحرفي تيفيناغ واللاتيني. ويعتبر العديد من المهتمين بالشأن الأمازيغي هذه الخطوة غير المسبوقة احتفالا بالتراث الثقافي الأمازيغي، فما الذي تعنيه هذه الخطوة للمجتمع الأمازيغي؟
وحول الموضوع، يقول مصطفى أوموش ،ناشط حقوقي ومفتش تربوي وباحث في اللغة والثقافة الأمازيغية، إن إدراج اللغة الأمازيغية في المجال الرقمي يعد “حدثا مهما وفخرا لنشطاء الحركة الأمازيغية وللمهتمين باللغة والثقافة الأمازيغيتين”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ” المهمة “ستفتح بابا واسعا من أجل التواصل مع جميع شعوب العالم عن طريق الترجمة. كما ستفتح آفاقا للغة الأمازيغية في البحث العلمي والذكاء الاصطناعي من خلال تواجدها مع لغات عالمية.
واعتبر أوموش في تصريح لجريدة “العمق” أن هذا الإدماج “بداية بالنسبة لنشطاء الحركة الأمازيغية، الذين ينتظرهم العمل والاشتغال في جميع المجالات خصوصا مجال اللسانيات لتكون لدى اللغة الأمازيغية لغة معيارية على مستوى شمال إفريقيا “، لتوفير لغة تواصل بين شعوب شمال إفريقيا “أمازيغ “بشكل خاص، ثم مع شعوب العالم عن طريق التكنولوجيا، كما أفاد بأن هذا الحدث تزامن مع انطلاقة تدريس اللغة الأمازيغية عن بعد من طرف المعهد الملكي للغة الأمازيغية “مووك”.
وتابع أوموش ضمن تصريحه أن “العمل والاهتمام باللغة الأمازيغية مازال بطيئا نظرا لكونها من اللغات الرسمية للمغرب”، مسترسلا أن اللغة في بداية شق طريقها لذلك يجب تظافر الجهود والعمل لتصل اللغة الأمازيغية لمكانتها المستحقة كلغة رسمية ووطنية ولغة أم، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، أشار المتحدث نفسه إلى وجود تحديات تعيق خدمة الترجمة من بينها كثرة فروع اللغة الأمازيغية على مستوى شمال افريقيا قائلا”نجد كلمة في مجموعة من الفروع لها معاني مختلفة ،لذلك يجب اختيار المصطلحات بعناية والاشتغال على مستوى ترجمة غوغل”.
من جهته، وصف الباحث والأكاديمي في اللغة والثقافة الأمازيغية، يحيى شوطى في تصريح لجريدة “العمق” هذه الخطوة بأنها ذات “رمزية كبيرة وأهمية معتبرة” في المجال الرقمي، مضيفا أن ” هذه الخطوة تنضاف لسابقاتها والتي ترمي لتقوية حضور الأمازيغية في الفضاء الرقمي وأن تكون ضمن التحولات التكنولوجية المتسارعة” .
كما أقر شوطى بان هذا الإدراج سيفتح للغة الأمازيغية آفاقا جديدة خاصة في مجال تعليم وتعلم الأمازيغية في صفوف الناطقين بغيرها، مضيفا أن هذه الخطوة ستعزز حضور استعمال الأمازيغية في الفضاء الرقمي ولو بشكل نسبي في البداية. كما أبرز التحديات والاشكاليات المحتملة التي ستواجهها والتي تبقى” طبيعية ومتوقعة”، بحسب المتحدث.
وأشار الأكاديمي ذاته إلى أن الترجمة الآلية هي بمثابة ذاكرة كبيرة من النصوص الأصلية من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف، سيكون معه ضروريا توفير نصوص متعددة باللغة الأمازيغية الممعيرة والمنضبطة للقواعد النحوية والتركيبية للغة الأمازيغية.
وشدد الباحث شوطى على ضرورة عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على إقامة شراكة مع مؤسسة “غوغل” ليضع رهن إشارتها كل المنجز اللغوي الأمازيغي الصادر لتعزيز هذه الترجمة”، مشيرا في الوقت نفسه إلى صعوبة الحديث عن حصيلة الرقمنة في ظل عدم نشر الوزارة أي تقرير مفصل عن الموضوع، إلا أنه أكد على على أهمية المجهودات المبذولة سواء من طرف المعهد أو من طرف الحكومة في تسريع ورش الرقمنة في الأمازيغية.
اترك تعليقاً