سياسة

رئيسة “برلمان” البام: لم نتبرأ من مسؤوليتنا الحكومية ولايمكن محاسبة الأحزاب في لحظة غضب

رفضت نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، اتهام حزبها بالتبرأ من مسؤوليته الحكومية في خضم احتجاجات “جيل z”، مؤكدة أن “البام” لم تبنى خطاب المعارضة من قلب الحكومة.

وفي هذا الصدد، قالت ككوس، خلال حلولها ضيفة على برنامج “نبض العمق”: “أستغرب من اتهام حزب الأصالة والمعاصرة بتبييض صورته أمام الرأي العام ومحاولة التنصّل من مسؤوليته الحكومية، وذلك في ظل القول إن السياسيين والأحزاب السياسية صامتة ولا تتواصل ولا تتفاعل وتغيب وتختبئ في فترات الأزمات، في حين أن حزب الأصالة المعاصرة باعتباره حزبا سياسيا واعيًا بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ورغم أنه في الحكومة، فإنه يملك الشجاعة والجرأة ليخرج ويتواصل ويعلن عن عدد من مواقفه سواء بخصوص القطاعات الحكومية أو الأزمة الحالية”.

وأضافت: “لا يمكن اتهام حزب تحمل مسؤوليته الدستورية والمواطِنتية، بأنه يخرج ويتواصل مع الناس ويفتح بابه للحوار مع المحتجين، بأنه يركب الموجة أو يبيّض يديه أو يتبرأ، فمن العيب أن نتهم هذا الحزب بذلك، وهناك أزمة تواصل”، مجددة رفضها اتهام حزب الأصالة والمعاصرة بتبني خطاب المعارضة بالقول: “لم نتبنَّ يومًا خطاب المعارضة”.

كما رفضت نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، اعتبار مواقف حزبها تجاه بعض القطاعات الحكومية نوعًا من تبنّي خطاب المعارضة، مؤكدة أن الانتقادات الصادرة عن نواب الحزب تندرج ضمن أدوارهم الرقابية التي يخولها لهم الدستور، وقالت في هذا الصدد: “نحن كبرلمانيين لدينا الحق في أن ننتقد، ولدينا الحق في أن نراقب العمل الحكومي، فعملنا عمل رقابي وتمثيلي للأمة وللمواطن، وليس العكس، ومن خلال ذلك نقوم بواجبنا”.

وأضافت أن الحزب داخل قبة البرلمان وجّه انتقادات وُصفت أحيانًا بـ”اللاذعة” حتى لوزرائه، غير أن تلك المواقف “لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية”، وفق تعبيره، معتبرة أن ما يُفتقد اليوم هو تسليط الضوء على النقاشات البرلمانية الجادة داخل اللجان، التي تُسجَّل كلها في محاضر رسمية يمكن الرجوع إليها، موضحة أن هذه المحاضر تكشف كيف يتوجه نواب الأصالة والمعاصرة بانتقاداتهم إلى وزراء من أحزابهم أو من أحزاب الأغلبية الأخرى، مضيفة: “ما ينقص هو غياب التغطية الإعلامية ورفع السرية عن اجتماعات اللجان البرلمانية، حتى يتمكن المواطن من الاطلاع على عمل ممثليه”.

ودعت ككوس إلى تفعيل قناة البرلمان المنصوص عليها في النظام الداخلي، معتبرة أن من حق المواطن معرفة ما يقوم به النائب الذي انتخبه، قائلة: “تجربة جائحة كوفيد أظهرت أهمية بث جلسات البرلمان، وعلى هذا الأساس يجب اليوم أن تُرفع السرية عن أشغال اللجان، وأن يُفعّل البث العمومي للجلسات، لأن العمل البرلماني هو عمل رقابي وتشريعي في خدمة الأمة”.

وفي تعليقها على الاحتجاجات التي يقودها شباب جيل “زد”، وما إذا كانت بمثابة استفتاء شعبي غير معلن على فشل الأحزاب، شددت ككوس على رفضها القاطع لهذا التوصيف، موضحة أن “الأحزاب تقوم بأدوارها في ظل إمكانيات وصلاحيات محددة”، وأن النقاش حول الأداء الحزبي “يحتاج إلى وقت ومناظرات طويلة”، لأن تقييم العمل الحزبي، بحسبها، لا يمكن اختزاله في لحظة غضب اجتماعي.

وقالت: “ألا يثق الشباب في السياسة شيء، وأن لا يثق في الأحزاب شيء آخر، ولكن القول إن الأحزاب فشلت، فهذا يعمّق الأزمة ويضعف الأحزاب أكثر”، مشددة على أن “دولة الحق والقانون لا يمكن أن تقوم بدون أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات وتعبيرات مدنية”، معتبرة أن التغيير في المغرب لا يمكن أن يتحقق خارج الأطر الحزبية.

وأقرت ككوس بأن الأحزاب تعاني من “أعطاب حقيقية”، مشيرة إلى أن أبرزها يهم الجانب التواصلي وآليات التداول الداخلي وتجديد النخب، وأضافت: “الشباب اليوم يقول: منذ وُلدت وأنا أرى نفس الوجوه في قيادة الأحزاب، وهذا يولّد لديه شعورًا بعدم تمثيله داخل الهيئات التقريرية”، معتبرة أن غياب الأثر المباشر لبرامج الأحزاب وشعاراتها على الحياة اليومية للمواطن يفاقم أزمة الثقة.

وعن الأسباب العميقة التي قادت إلى هذا الوضع، قالت ككوس إن هناك “هجومًا ممنهجًا على الفاعل الحزبي وتسفيهًا للعمل السياسي”، مشيرة إلى أن بعض الاختلالات الداخلية لا تعني فشل التجربة الحزبية ككل، وتابعت: “لا يمكن، بسبب ملف أو مشكل أو قضية، أن نحكم على حزب كامل له إرادة الإصلاح ومحاربة الفساد وتجديد النخب بأنه فشل، لأن هناك أحزابًا تعمل بجدية من داخل مؤسساتها”.

وفي ما يتعلق بدور الأحزاب في الاحتجاجات الاجتماعية، قالت ككوس إنها لا تنفي مسؤولية الأحزاب عن الواقع القائم، لكنها ترفض توصيفها بالفشل المطلق، موضحة أن “جزءًا من القصور مردّه إلى ضعف التواصل والتأطير والتكوين، وهي وظائف دستورية منصوص عليها في الفصل السابع من الدستور”.

وأردفت: “مسؤولية الأحزاب قائمة، لأن بعضها لا يحترم مواعيد مؤتمراته ولا يجدد نُخبه، ولا ينفتح كما دعا الملك محمد السادس في خطبه على الشباب والنساء والمجتمع، وهذه مسؤولية سياسية وأخلاقية يجب أن تُتحمّل”.

وشددت ككوس على أن “الأحزاب مطالبة بالقيام بدورها التأطيري والتكويني والتواصلي”، غير أن ذلك، بحسبها، “يجب أن يُفهم في سياق الصعوبات البنيوية التي تعيشها الحياة الحزبية داخليًا”، مؤكدة أن هذه المعيقات “لا تُسقط المسؤولية، لكنها تستوجب إصلاحًا عميقًا من الداخل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *