التساقطات المطرية/ الفيضانات الأخيرة بالجنوب الشرقي خلاصات وعبر

– هل تحقق الأمن المائي؟
لا لم يتحقق الأمن المائي طالما أن الأمر تعلق بمياه عابرة رغم أنها كانت بكميات كبيرة جدا تعد بالملايين من الأمتار المكعبة، وحتى يتحقق الأمن المائي لابد من القول بكون هذه التساقطات المطرية المهمة ستساعد على تحقيق الاكتفاء من مادة الماء لمدة محددة سواء منها الصالح للشرب أو المعدة للسقي.
– خسائر وفوائد:
لابد من التأكيد وبغض النظر عن توفر العناصر الضرورية لوصف الفيضانات الأخيرة بأنها كارثة طبيعية، فأن المؤكد أنها أحدثت خسائر بشرية ومادية منها على الخصوص أنها أتت على محصولات فلاحية مهمة منها البطاطس والتفاح فضلا عن عدد مهم من الأشجار وكذا المعدات الفلاحية ومعدات الطاقة الشمسية وعدد من التجهيزات المعدة لاستخراج المياه وكذا تغطية الأراضي الفلاحية بأوحال سيجعل من الصعب ممارسة الأنشطة الفلاحية المعتادة بها دون إحداث أشغال كبرى ومكلفة بها.
إلا أنه ورغم هذه الخسائر لابد من القول كذلك أن كمية المياه التي مرت عبر الوديان والشعاب قد أفادت بشكل مهم أراضي فلاحية كانت مهددة بجفاف حاد والتي عرفت موت عدد كبير من الأشجار والنباتات كما كانت سببا في توقف أنشطة فلاحية كزراعة الحبوب بمختلف أنواعها والخضر وكذا البحث عن الكلإ للحيوانات (الأغنام والأبقار) كما أن هذه التساقطات قد أحيت آمالا لدى ساكنة المنطقة وتبشر بموسم فلاحي واعد هذا فضلا عن تغذية حقينة السدود بكميات مهمة من الماء.
– تجاوز الأزمة وتفادي تكرار هذه الفيضانات:
جدير بالتأكيد أن الأضرار البليغة التي أحدثتها هذه الفيضانات خصوصا بالفلاح الصغير تجعل من الواجب على كل الفاعلين والجهات المعنية البحث في كيفية تعويض المتضررين وذلك عبر مساطر وبمعايير محددة تبدأ من إحصائهم والترافع عنهم لدى الجهات المعنية.
إنه لتفادي تكرار ما حدث وباعتبار أن المناطق الأكثر تضررا هي تلك القريبة جدا من منابع الوديان مما يتعين معه الإسراع في تشييد سدود كبرى وأخرى تلية بناء على دراسات يتم إنجازها لهذا الغرض وهذا ما سيساعد أولا على حماية الأرواح البشرية وكذا المستغلات الفلاحية والمنازل وكل الممتلكات المهددة بالأضرار والقريبة من مجاري المياه، وفي مستوى ثان والذي لا يقل أهمية عن الأول يتجلى في الحفاظ على الماء لمدة كبيرة مما سيساعد على تغذية الفرشاة المائية وكذا ترشيد استعماله.
الأستاذ رشيد أغزاف
باحث ومهتم بالشأن التنموي الترابي
اترك تعليقاً