منتدى العمق

اليد ممدودة للجزائر ولكن…

من الواضح أن الخطاب الملكي بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء يعكس تحولا جوهريا في ملف الصحراء المغربية في بعده الاقليمي ، حيث بات واضحا ان زمن سياسة  “اليد الممدودة” لم يكن ضعفا أو ود مبالغ فيه كما فهمه الأخرين، بل كان يعكس فقط قيم المملكة السمحة في حسن الجوار والمصير المشترك لسكان المغرب العربي الكبير، لكن هذا الخطاب الملكي جاء للحسم؛ أن صحيح يدنا ممدودة لكل المبادرات الحسنة والسعي للخير بين الشعوب الشقيقة، ولكن لا تهاون ولا تنازل في سيادتنا على صحرائنا، ونحن ماضون في تكريس واقع ملموس لا رجعة فيه، بعيدا عن الشعارات البائدة والنواعير المدفوعة.

حيث أكد الملك في خطابه أن خيار الاستفتاء الذي يطالب به البعض، دفنه المغرب في رمال الحمادى وأصبح ليس فقط متجاوزا، بل غير واقعيا وهذا ما أكدته حتى الأمم المتحدة، عبر مبعوثيها الأمميين، الذين أكدوا في عدد من تقاريرهم السنوية، استحالة تنزيل الاستفتاء، خاصة وإن علمنا أن الجزائر ترفض إحصاء عدد اللاجئين الصحراويين في تندوف للمزايدة السياسة وخدمة أطماعها في الوصول للأطلسي، مستغلة مآسي المحتجزين في المخيمات.

في وقت تتحدث تقارير للاستخبارات الاسبانية أن ساكني المخيمات في تندوف لا يتعدى 5000 شخص، أما ما تبقى، فهم خليط من الموريتانيين والازواد والطوارق تم توطينهم في مخيمات الذل والعار لخدمة البروباغاندا والمتاجرة والاسترزاق باهم.

حلم الجزائر بالوصل للمتوسطي بالتوسل بوهم إنشاء جمهورية مزعومة، حلم ولد ميتا، ولم يحتاج المغرب الا إلى دفن هذا الميت، فمن بين أبرز الإشارات الى تصحيح فهم “اليد الممدودة” ما أكده جلالته في خطابه، أن من يريد أن يلامس رمال الساقية الحمراء المحروسة، ووادي الذهب الأغر، لا يملك إلا خيار الاندماج في مبادرة التعاون التي يقودها المغرب في ولوج دول الساحل إلى الأطلسي.

إنخراط مبتدأه وخبره، الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادته على كامل ترابه، وليس شعارات حقبة الستينيات وتقرير المصير والعالم الثالث، وغيرها من ترهات الجارة الشرقية، التي صارت قضية الصحراء المغربية، ملاذا لتغطية على مشاكلها الداخلية وتنفيس أزماتها البنيوية ولو عن طريق صنع بعبع وهمي.

الخطاب الملكي كان رسالة قوية توضح أن وقت اليد الممدودة قد انتهى (يدنا ممدودة ولكن..)، وأن الوقت هو للشراكات التي توزن بميزان الموقف من مغربية الصحراء، هي الحل الوحيد والأخير.

فطوبي لمن ثقلت موازينه!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *