الرياضة TV، سياسة

التوفيق: الشرك الأكبر في زماننا هو الأنانية .. والعلمانيون أصبحوا أصوليين

قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إنّ معنى “التزكية” في قوله تعالى: “هو الذي بعث في الأميين رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم” هو تطهير الناس من الشرك، موضحا أنّ المفسرين غالبا ما يربطون هذا المفهوم بالشرك المتعلق بعبادة الأصنام. إلا أنّ الشرك الأكبر في عصرنا، بحسب التوفيق، يتجسد في الأنانية.

وأضاف التوفيق خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته بلجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس المستشارين، أن هناك من يدعي أنه إله لكن إذا كان كذلك فلا يمكن له أن يعبد إلاها آخرا، عندما يقول: “أشهد أن لا إله إلا الله”، فهو اعتراف بأنه ليس إلها، مضيفا: “حتى فلاسفة اليونان تناولوا هذا المفهوم قبل الإسلام، حيث قالوا: إذا كنت تعترف بوجود إله، فهذا يعني أنك لست إلها”.

ومضى شارحا: “يقول الله تعالى “ويعلمهم الله الكتاب والحكمة”، وهذا الترتيب لا يعيره الكثيرون الأهمية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتعلّم الحكمة أو يطبّق تعاليم الكتاب ما لم يتخلص من أنانيته، والكتاب يحتوي على أوامر ونواهٍ (افعل ولا تفعل).

وشدد المسؤول الحكومي على أن الأنانية هي أصل كل مشاكل الإنسان منذ بداية التاريخ، وهي التي تفسد العلاقات بين الرجل وزوجته، وبين الجيران، وهي التي تسبب الانقسامات داخل الدين الواحد، وهي مرض أصاب الأمة الإسلامية وأدى إلى الفُرقة والحروب والعداوات بين الدول.

ولفت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى أنه “حتى في السياسة، نجد الأنانية واضحة. على سبيل المثال، صدر هذا العالم في خضم النقاشات السياسية الحالية بفرنسا كتاب حول حرب الأنانيات، وفي عام 2012، أصدر الاشتراكيون كتابا تناول نفس الفكرة”.

وشددت المتحدث، على أن مشكلة الإسلام اليوم ليست في النصوص، بل في التربية، إذ يجب على الأسرة أن تربي الطفل على العطاء والتواضع، وألا يكون أنانيا، مبرزا أن العطاء ليس بالضرورة مالا؛ الكلمة الطيبة صدقة، ونشر السلام صدقة، ونقل ذلك إلى المدرسة التي يجب أن تتجاوز التعليم الأكاديمي المحض (القراءة، الكتابة، الحساب)، لتُعنى بالتربية الأخلاقية وغرس القيم.

وفي سياق حديثه عن النقاش الذي دار بينه وبين وزير الداخلية الفرنسي حول العلمانية، أشار التوفيق إلى أن “العلمانية لم يعد مضمونا فيها الحياد، حيث أصبح عدد من العلمانيين أصوليين، لا يكتفون بالمطالبة بفصل الدين عن الدولة، بل يرفضون الدين تماما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Marocain
    منذ 8 أشهر

    احسن حاجة هي يسكت تصحيح زلة بخطأ