الطالبي العلمي: المغرب امتلك شجاعة قراءة الماضي لتحصين الحاضر

قال راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، إن من سمات الإصلاحات التي اعتمدتها المملكة، الامتداد في مجالات وقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، والشجاعة في قراءة الماضي، وتحويله إلى تاريخ حي يحفز على الوحدة، والجرأة في الإصلاح دون تردد، والثقة في الذي ننجزه.
وسجل الطالبي في كلمة له خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية في موضوع التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، أن ” هذا ما تُوِّجَ بدستور 2011 ذي الجوهر التحرري، الذي يكفل الحقوق في مختلف أبعادها، ويضع لها المؤسسات والمقتضيات القانونية التي تكفلها”.
وأضاف رئيس مجلس النواب، ضمن الندولة الدولية التي احتضنها البرلمان المغربي يومي الجمعة والسبت أن “المغرب ينجز ما هو بصدد إنجازه، دون قطائع حادة، وبناء على التراكم، وفي إطار التوافق. وتلكم من سِمات النموذج المؤسساتي والديمقراطي المغربي”.
ولفت الطالبي، إلى أنه كرئيس لمؤسسة تشريعيةّ، وكبرلماني لعدة ولايات، “فإنني أعيش، وأَلْمس من موقع المسؤول والممارس، الديناميات الإصلاحية التشريعية العميقة التي كانت توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة في المغرب الحافز في اعتمادها، وأثر التشريعات التي تم سنُّها، تَمَثُّلاً لتوصيات الهيأة، وأساسا إٍعمالا للحق، وتحصينا لحاضر ومستقبل بلادنا، إذ إن إحداث الهيأة كما قال صاحب الجلالة “كان قرارا سياديا وإراديا”.
وأبرز الطالبي، أنه فضلا عن الرعاية الملكية السامية، فإن ما يزيد من قيمة هذه الندوة هو أنها جمعت بين من كانوا في صلب اشتغال هيأة الإنصاف والمصالحة كممارسة مطبوعة بطابع مغربي، والهيئات الحقوقية الدولية والمغربية، والمشرعين أي البرلمانيين، والسلطة التنفيذية، والمجتمع المدني الوطني العامل في مجال حقوق الإنسان بمفهومها الواسع”.
وقال رئيس مجلس النواب: “ما أحوجنا في عالم اليوم، وفي سياق ازدهار خطابات التعصب والانطواء والتوترات والأنانيات الوطنية أحيانا، إلى مثل هذه اللقاءات، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا هي من جوهر الإنسية، والضمير أي الحقوق بمعانيها وأجيالها المختلفة، إذ الأمر يتعلق بقضايا توحد المؤمنين بالعيش المشترك والاختلاف”.
وتابع: “قد كنا سعداء، بأن نستقبل نخبا من مختلف القارات ومن جهات المغرب، ومن الهيئات الدولية. وكم سعدنا، بأن استقبلنا، هنا قامات إفريقية حقوقية وفكرية وأدبية، ومن بينها كاتب إفريقي كبير حاصل على جائزة نوبل، أحد الرموز الكبرى للثقافة الإفريقية”.
وأردف: “أعتذر إن كنت أشرت بالتحديد إلى إفريقيا، ليس فقط لأننا على أرض إفريقية أصيلة، ولكن أيضا لأننا نعرف معاناتها في السابق من الاستعمار ومن الظلم، ومعاناتها اليوم من نظام دولي غير عادل وغير منصف، وحيث يدفع الأفارقة ثمن الإرث الاستعماري، وثمن الاختلالات المناخية وجور الحكامة العالمية”.
اترك تعليقاً