النمرة غلط

آلو، فلان، لا، آسف النمرة غلط، شكون معايا؟ هذه العبارات قد نسمعها كل يوم عبر هواتفنا المحمولة أو الثابتة، ولكن المشكلة لم تعد عبارات أو اتصالا خاطئا وينتهي الأمر فحسب، بل قد يكون الأمر في بعض الأحيان مقصودا ومتعمدا من شخص ما يريد خلق نوع من المشاكل “الشوشرات” العائلية التي لا يهدأ لها بال أو حال فيما بعد.
في يوم من الأيام بينما أنا جالس لوحدي أتابع برنامجا وثائقيا شيقا وكذلك بعض الأخبار على التلفاز، أهتز هاتفي برنات هاتفية متقطعة بدون إظهار الرقم المتصل تلتها فيما بعد رسالة نصية “عبر الوات الساب” من أحدهم مجهول الإسم مفادها “أنا مشتاقة لك” وبدون تفكير أغلقت الرسالة ووضعت الهاتف على الصامت رغبة مني في عدم خلق المشاكل الداخلية دون سبب.
وذهبت لأتأكد من أن زوجتي مازالت نائمة مع الأطفال في غرفتهم المجاورة، فنظرت إليها فإذا هي في سبات عميق نتيجة تعب النهار والعمل ومعاناة ومشاغل الأطفال، فتأملت كثيراً وأنا في غاية الاندهاش من جرأة الرسالة وباعثها، متسائلا في نفسي من أعطى هذا الشخص الغريب رقميّ حتى يرسل لي هذه الرسالة الغريبة وهذا التوقيت.
وفكرت مليا في زوجتي التي تنام مع أبنائها في هذا الأمان وبهذا النوم العميق في بيتها وبيت زوجها وبرفقة أطفالها بعيدة عن بيت والديها اللذان قضت ونشأت بين احضانهم وكنفهم الدافئ لمـا ما يقارب 28 سنة، واضعا علامات استفهام والدهشة على محياي! سائلا ما الذي جعل هذه الزوجة تترك كل شيء وتأتي للعيش معي في بيت جديد عنها لتهتم بي، تطبخ وتغسل وتسهر على راحتي وراحة اطفالها، بل وفوق كل هذا فهي جد مطمئنة ومرتاحة وواثقة أنها نائمة بجانب رجل يتكفل بحمياتها وحراستها!!
فأمسكت هاتفي وبدون تردد مسحت الرسالة والمكالمة، وقمت بحظر صاحب الرسالة، والتفت إلى زوجتي وعلامات الفخر والبهجة على وجهي، وعدت لغرفتي لأعاود مشاهدة البرنامج التلفزي مرتشفا كوبا من الشاي وقليلا من الماء، تاركا زوجتي وأبنائي ينامون بكل راحة، فأنا وبكل حق رجل لا أخون زوجتي التي وثقت بي وتركت أهلها وبيتها وأخوها من أجلى، فقلت وبكل فخر وسعادة، لن أدمر عائلتي إني أخاف الله رب العالمين وأعشق زوجتي وأبنائي اللذين يساندونني في محنتي وحزني ويتقاسمون معي كل الاشياء في الحياة سواء كانت مرة أو حلوة.
تعليقات الزوار
حياك الله، وأدام عليك وأسرتك الكريمة الأمن والطمأنينة.