وجهة نظر

محمد العادل: إلى أولئك الذين يتحدثون عن أردوغان والإنتقام !

تروج بعض الأبواق الإعلامية أن اردوغان وحكومته تمارس الآن عملية “انتقام” واسعة من خلال حملة الإعتقالات في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية وجهاز القضاء والإدارة العمومية على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة
ومن المهم توضيح النقاط التالية:

– ان المحاولة الإنقلابية الفاشلة استهدف أمن تركيا واستقرارها وكيانها ومشروعها الحضاري ومكتسباتها، وقتلت المواطنين الأتراك وأرعبتهم واعتدت على المؤسسات الدستورية، والأهم من كل ذلك حاولت اغتيال الزعيم أردوغان الذي اختاره الشعب التركي، وهذه أمور لا يمكن بأي حال التعامل معها والرد عليها بلغة التسامح، بل ان الشعب التركي هو من يطالب اليوم بالقصاص الكامل من هؤلاء الخونة والمرتزقة

– ان المعلومات الدقيقة تؤكد بأن القائمين على هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة قد حصلوا على دعم استخباري ولوجستي من أطراف خارجية وهو ما اعطاهم الجرأة على خيانة وطنهم وشعبهم، إضافة إلى حصولهم على تسهيلات من عناصر خائنة داخل الاجهزة العسكرية والأمنية والقضائية والادارية، وهذا الأمر يستوجب عملية تنظيف واسعة لجميع هذه الأجهزة قبل البدء في إعادة هيكلتها

– أن المعركة قد أصبحت واضحة أمام الشعب التركي، فتركيا ونهضتها ومشروعها الحضاري هو المستهدف، وأن جماعة فتح الله غولان الإرهابية التي خانت الدولة والشعب التركي وتحوّلت إلى آلة تخريب ومرتزقة في يد أطراف خارجية منزعجة من نهضة تركيا واستقلال قرارها السياسي وتنامي دورها الاقليمي والدولي، وهذه الجهات الدولية لم تعد مجهولة لدى الأتراك وقيادتهم

– ما يجب أن تدركه بعض الدول الشقيقة والصديقة التي لا تزال تحتضن بعضالمؤسسات التعليمية وغيرها التابعة لجماعة فتح الله غولان الإرهابية، أنهم أمام خطر كبير، فمؤسسات هذه الجماعة تستخدم أوكارا للتجسس وتجنيد الخونة والمرتزقة، فعلى هذه الدول أن تحدّد موقفها وتختار صداقة تركيا والشعب التركي أو جماعة غولان الإرهابية

– وكما قال الزعيم أردوغان “نحن لن ننتقم لكنّنا سننفذ القانون بصرامة” وتركيا دولة مؤسسات، فمن تمّ اعتقالهم لا يعني بالضرورة أن جميعهم متهمون بالضلوع في العملية الانقلابية الفاشلة، لكن مصلحة الدولة تقتضي اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة لتكشف التحقيقات عن الخونة والمرتزقة وارتباطاتهم الداخلية والخارجية

– لاشك ان أبواق الدعايات الرخيصة وإعلام العار ومرتزقة الكلمة سيروجون كثيرا ويتحدثون طويلا عن ” حقوق الانسان في تركيا ” ويتناسون حقوق الشعب التركي واختياراته، وحقه في الدفاع عن وطنه وأمنه ومكتسباته وقيادته التي اختارها عبر آلية الديمقراطية وصناديق الإقتراع

– وأنا أسأل أبواق الدعايات الرخيصة وإعلام العار ومرتزقة الكلمة، ماذا لو نجحت المحاولة الانقلابية الفاشلة، المؤكد أنها كانت ستعلّق المشانق في الميادين وتقتل وتشرّد وتجرّ الوطن إلى حرب أهلية لا محالة، فكيف سيكون موقفهم آنذاك ؟؟؟ أعتقد أنهم لن يتحدثوا حينها عن حقوق الانسان بل سيقولون أن الجيش التركي قام بثورة تصحيح !!!

– نحن واثقون بأن تركيا ستخرج أقوى ممّا كانت عليه فربّ ضارة نافعة، لأن الشعب التركي خرج في استفتاء شعبي تلقائي ليؤكد دعمه للمسار ويجدد ثقته في قيادته، وسنرى جميعا تركيا الجديدة وهي أقوى سياسيا واقتصاديا وأكثر فاعلية لدورها الاقليمي والدولي، وهو ما يستوجب مراجعات عميقة لعلاقاتها الخارجية والفرز بين العدو والصديق

– خلاصة القول ان الشعب التركي لم ينتصر لنفسه فقط بل انتصر الى شرعية الشعوب في كل مكان، وأعطى درسا للعالم كلّه أن إرادة الشعوب لا تقهر ابدا

ــــــــــ
محمد العادل / رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الإستراتيجية بأنقرة