تعثر تنفيذ “محضر التسوية” يهدد بموجة احتقان جديدة بكليات الطب

حذرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة من تصاعد موجة الاحتقان الطلابي بسبب ما قالت إنه تأخر غير مبرر في صرف المنح الجامعية والتعويضات عن المهام، بالإضافة إلى غياب رؤية واضحة لتسيير الزمن البيداغوجي.
وفي هذا السياق، قررت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، في بيان لها، تنظيم وقفة يوم الخميس 6 فبراير للتعبير عن الرفض القاطع للوضعية المزرية التي تعرفها كليات الطب وطب الأسنان، وردًا على عدم احترام الآجال المتفق عليها بخصوص عدد من بنود محضر التسوية.
وثمنت اللجنة ما اعتبرته انتصارًا للعدالة لصالح الطلبة عبر إصدار أحكام البراءة في حقهم، معربة عن امتنانها لهيئة الدفاع عمومًا والنقباء خاصة على دعمهم اللامشروط لطلبة الطب والأطباء الداخليين المتابعين، مشيرةً إلى أن هذا الحكم بمثابة تجديد للثقة في المؤسسات الوطنية وإبراز نزاهة واستقلالية القضاء المغربي، مؤكدة أن المغرب يسير بخطى واثقة نحو غدٍ أفضل.
وأكدت عزمها على تعزيز مسار النضال وتقويته والمساهمة في الارتقاء بالعرض الصحي في البلاد، مشيرة إلى أن إسدال الستار على أطول إضراب طلابي في تاريخ المغرب المعاصر، والذي يشكل محطة فارقة في التاريخ النضالي المغربي، يمثل بدايةً لمرحلة جديدة من النضال، موضحة أن النضال له أشكال متعددة والغاية واحدة، وهي خدمة الوطن والمواطن.
ورغم توقيع اتفاق بين اللجنة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بوساطة مؤسسة وسيط المملكة، لفت البيان إلى أنه لا تزال هناك بعض الإشكالات العالقة التي تتفاقم، وعلى رأسها الوضعية المقلقة لدفعة 2023 التي تعيش ارتباكًا غير مسبوق، حيث أقحمت قسرًا في وضعية هجينة تفرض عليها دراسة برنامج سبع سنوات في ست سنوات.
وأضافت اللجنة أن هذا الوضع يفرض ضغطًا مستمرًا بسبب غياب تصور واضح لمسارهم اليومي لغياب ملفات وصفية دقيقة لتكوينهم، داعيةً إلى التدخل العاجل لحل هذه الإشكالية وإيجاد مخرج عادل ومنصف لهم يراعي النظم البيداغوجية المعمول بها عالميًا.
وسجلت اللجنة رصدها لاختلالات جسيمة داخل شعبة الصيدلة، تجعل تكوين طلبتها في بعض الكليات يمر بمنعطف حرج، موضحةً أنه في كلية الطب والصيدلة بوجدة، تعيش الدفعة الثانية من طلبة الصيدلة واحدة من أصعب فترات تكوينها وسط ضبابية بيداغوجية خانقة وتأخر غير مبرر، فضلاً عن برنامج دراسي لا يمتثل لما هو منصوص عليه في دفتر الضوابط البيداغوجية الخاص بالشعبة.
وفي كلية الطب والصيدلة بفاس، يواجه طلبة الدفعة الخامسة خرقًا أكثر حدة يتمثل في حرمانهم من التداريب الإكلينيكية المقررة في سنتهم الخامسة دون أي توضيح رسمي أو مبررات مقبولة، تضيف اللجنة، محذرةً من أن هذا التعطيل يعزز واقع الارتباك الذي تعيشه بعض الكليات ويفتح المجال أمام المزيد من الخروقات التي تمس بجوهر التكوين الصيدلي.
جددت اللجنة دعمها المطلق وغير المشروط لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة، ورفضها التام لأي شكل من أشكال التطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني، معربةً عن تضامنها الكامل مع طلبة المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي الذين تعرضوا لفاجعة حريق السكن الجامعي، داعيةً الوزارة الوصية إلى تحمل مسؤولياتها في توفير أحياء جامعية تستوفي معايير السلامة والكرامة.
وأكدت اللجنة التزامها التام بمواصلة تتبع تنزيل مختلف نقاط الاتفاق وضمان احترام الآجال المحددة، داعيةً إلى إعادة مناقشة هيكلة جدول الامتحانات الذي تمت برمجته دون مراعاة الظروف السليمة لاجتيازه، بما يضمن احترام خصوصية كل كلية.
وشددت على أن مسؤوليتها كطلبة طب وصيدلة لا تقتصر على التحصيل العلمي وحده، بل تمتد لتشمل الدفاع عن قضايا المهنة والوطن والإنسانية جمعاء.
اترك تعليقاً