سياسة

سياسيون ونشطاء يحاصرون داعمي الانقلاب المغاربة ويطالبونهم بالاعتذار

هاجم سياسيون مغاربة، دعم بعض النشطاء السياسيين لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أول أمس الجمعة، داعين إياهم إلى الاعتذار، وذلك بعد الجدل الذي أثارته تدوينات سياسيين ونشطاء ينتمون لليسار ولحزب الأصالة والمعاصرة، بإعلان دعمهم للانقلابيين في تركيا، وتمنيهم سقوط أردوغان.

ففي مواقف مخالفة لإرادة الشعب التركي وللأدبيات الديمقراطية، عبر عدد من السياسيين والنشطاء المغاربة في تدوينات لهم، عن فرحهم بمحاولة الانقلاب العسكري الذي عرفته تركيا أمس الجمعة، مؤيدين إسقاط الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان من الحكم.

الاعتذار للأتراك والمغاربة

المستشار البرلماني عبد العلي حامي الدين، اعتبر أن خطورة مثل هذه التدوينات المناصرة للانقلاب، يكمن في استعداد أصحابها وقابليتهم لإضفاء الشرعية على أي نكوص ديمقراطي محتمل في المغرب، وتوفي الغطاء له.

ودعا المتحدث في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، داعمي الانقلاب إلى الاعتذار للشعبين التركي والمغربي على الجريرة التي اقترفوها، وأن يقوموا بنقد ذاتي لحفظ ما تبقى من ماء وجههم، حسب قوله.

وشدد القيادي في حزب العدالة والتنمية، على ضرورة تحلي الجبهة الديمقراطية في المغرب باليقضة تجاه هؤلاء الانقلابيين، مؤكدا على أن الجبهة يجب أن تتسع أكثر فأكثر، وفق تعبيره.

دعم الانقلاب اغتصاب للديمقراطية

اعتبر القيادي الاتحادي حسن طارق، أن الانتصار للانقلاب، يعني في العمق اختيار الحكم المطلق للعسكر على الحكم الديمقراطي للإسلاميين المنتخبين، وهو ما يعني خللا معيارياً فظيعا في سلم التفضيلات القيمية، يسمح بقبول اغتصاب كل النظام الديمقراطي نكاية في الخصوم السياسيين والإيديولوجيين.

وأشار البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، في تدوينة على حسابه في فيسبوك، أن دعم الانقلاب العسكري يعد تعبيرا بينا عن هشاشة الثقافة الديمقراطية لدى النخب، مشيرا إلى أن تقديرات الموقف السياسي اتجاه وقائع بهذا الحجم، لا يجب أن تنزاح عن سقف المبدأ، لافتا إلى أن هذا أمر يدعو للقلق إن لم يكن للخوف، وفق تعبيره.

الفرحين بالانقلاب لا ثقة فيهم

وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، هاجم الذين فرحوا بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، معتبرا أنه لا ثقة فيهم، داعيا إلى البحث عن الذين أيدوا الانقلاب في تركيا في ثنايا الأخبار والتعليقات والمواقع الإلكترونية للحذر منهم.

وكتب في تدوينة له على حسابه بموقع فيسبوك، أن “الأمة انتصرت وتركيا انتصرت والديموقراطية انتصرت، وسيخيب الانقلابيون والانفصاليون مهما اختبؤوا وراء الكواليس”، مضيفا أن “القيادة والشعب عندما يلتحمان يصنعان المعجزات ويضمنان الأمن والاستقرار والتقدم”.

درس للمهللين للانقلاب

بدوره، دعا القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، إلى الاستفادة من “درس الشعب التركي وعدد مهم من القوى والأحزاب والشخصيات في انحيازهم للشرعية مهما كان الاختلاف مع السلطة القائمة”، مشيرا إلى أنه “درس للجميع بأن للصندوق حرمة لا تنتهك مهما كانت الظروف وحدة التنافس والتقاطب”.

وكتب على حسابه في فيسبوك، “أرجو أن تهب رياح الفشل على الانقلاب في مصر وأن تصحو بعض العقليات البئيسة المقرفة التي هللت لمحاولة الانقلاب على الديمقراطية في تركيا، كما دعمت سابقا الانقلاب المصري وولغت في دماء الأبرياء أصحاب الشرعية الشعبية، وساهمت في وأد الانتقال وتأجيله، ومكنت للدبابة التي بدكها للديمقراطية تدك حقوق الإنسان والتنمية”.

ما حدث درس لقوى التحكم

الناشط الإعلامي نجيب شوقي، شدد على أن الانقلاب في تركيا عمل مدان، وأن إدانته ورفضه واجب على كل ديموقراطي، مشيرا إلى أن “الشعب التركي أهدى شعوبنا درسا تاريخيا في حماية الشعب للمؤسسات، في ظرفية تحركت فيها قوى النكوص والسلطوية الجديدة للمس بالتجربة التأسيسية المغربية للانتقال الديموقراطي”.

وكتب الناشط في صفوف حركة 20 فبراير، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، إن ما حدث في تركيا “درس على قوى التحكم ومن يدعمها أن يعيه جيدا، وهو أن الشعب مستعد لطرد العسكر بصدور عارية من فوق الدبابة”، مضيفا “شكرا للشعب التركي ورحم الله شهداء الدفاع على إرادة الشعب”.

هؤلاء بعض من دعموا “الانقلاب”

فتاح بناني، رئيس “بيت الحكمة” المقرب من حزب الأصالة والمعاصرة، عبر عن فرحه في بداية الانقلاب العسكري الذي جرى ليلة الجمعة السبت في تركيا، معتبرا أن الانقلاب هو نهاية العدالة والتنمية وأرودغان، كما قام بتقاسم عدة روابط تتحدث عن سيطرة الجيش على تقاليد السلطة.

وبعد تأكده من فشل الانقلاب العسكري قام بناني بتقاسم، وهو زوج خديجة الرويسي القيادية في “البام”، بنشر رابط آخر على صفحته الرسمية على فيسبوك، وكتب أيضا “سواء نجح أو فشل الانقلاب إنها بداية نهاية حزب العدالة والتنمية”.

الناشطة الاتحادية فدوى الرجواني، كتبت في تدوينة لها أيضا، “أردوغان يتوجه للمطار من أجل مغادرة تركيا،.. كان عليه فقط التوجه نحو الحفاظ على علمانية الدولة وضمان استمرار الحريات من أجل البقاء فيها”.

كما كتب الناشط السياسي اليساري، كريم هاني، على صفحته في فيسبوك “مبروك على الشعب التركي نهاية حكم الطاغية أردوغان داعم الإرهاب، الآن يجب محاكمته على كل ما تسبب به من دمار وخراب”.