وجهة نظر

شكرا تركيا لقد فضحت الانقلابيين عندنا

ما أن بدت لنا الدبابات تملأ شوارع اسطنبول، والقنوات الإعلامية تبحث هنا وهناك عن أي خبر تستبين به حقيقة ما يقع، حتى انطلقت بعض الأصوات من بلادي تكشر عن أنيابها وتخرج المستور من مواقفها وفكرها الانقلابي وعداوتها للديموقراطية واحترام إرادة الشعوب.

فنطقت الشابة رحاب حنان تغرد خارج سرب المغاربة تقول: الخوف كل الخوف على الشعب التركي..وعلى تركيا من حرب أهلية، غير ذلك لا يهم..العسكر دتاتورية وتنظيم الإخوان دكتاتورية” ونقول لها إذا كان ما صنعه الإخوان في تركيا من معجزات اقتصادية واجتماعية جعلت الشعب كله يحاصر الانقلابيين فمرحبا بالدكتاتورية في كل وطن عربي إن كانت تأتي للأمة بكل هذه التنمية والخيرات والكرامة والعزة أمام جميع الدول، كم نتمنى لهذه الدكتاتورية أن تحكم تونس وليبيا واليمن وسوريا ومصر وكل دول إفريقيا السوداء حتى يعم السلم و يتفشى الرخاء وينطلق قطار التنمية نحو بناء مدن جديدة ومطارات جديدة وتوفير جميع ظروف العيش الكريم للمواطن الإفريقي والعربي الذي قهرته الانقلابات.

ورغم ذلك فإن تركيا ليس بها أي دكتاتورية سوى دكتاتورية الانقلاب والإرهاب والتمرد على الشرعية…فلماذا لا تسمون الأشياء بمسمياتها وتقرون أن تركيا تعيش قمة الديموقراطية واحترام اختيارات الشعوب يا من يغتالون حق الشعب في اختيار من يريد ويفرضون عليه وصايا التحكم ويعقدون مؤتمرات تقنين الكيف والحشيش ضدا على إرادته وضدا على هويته وأصوله، إن أخطر الدكتاتوريات هي عندما يتهم النزهاء والديموقراطيون بأنهم دكتاتوريات.

وتقول أخرى الناشطة الاتحادية نجوى رجواني: أردغان يتوجه للمطار من أجل مغادرة تركيا ..كان عليه فقط التوجه نحو الحفاظ على علمانية الدولة وضمان استمرار الحريات من أجل البقاء فيها. عن أي حرية تتحدثين، حرية الجنس لتكثير أبناء الزنا والشوارع، وأكل رمضان علنا والحق في الإجهاض لربط علاقات غير شرعية، أم عن حرية سب الدين والتعدي على حقوق الآخرين؟

ألم تكونوا إلى حد قريب تطالبون الإسلاميين بالديموقراطية والتقدمية وتتهمونهم بالظلامية والعدمية، وعندما صاروا أكثر ديموقراطية منكم معشر الحداثيين نقضتم العهد وصرتم تدافعون عن الانقلابات العسكرية وتتمنوا نجاحها؟

ويأتي رئيس بيت الحكمة لحزب البام فيعبر عن فرحه لنهاية أردغان، ولكن الله خيبه كما خير اليسار المغربي الذي كنا نعتقد إلى حد قريب أنه يؤمن بالمؤسسات واحترام حق الشعب وصناديق الاقتراع، وإذا به ذو توجه انقلابي دموي لا يحترم الشعوب ولا يعترف لها بحقها في الاختيار ولا في دفاعها عن وطنها ومؤسساتها ورئيسها. لم أكن أعرف أن الانقلابيين يعيشون معنا في وطننا، ولكن بعد هنيهة تذكرت أن الراحل الحسن الثاني قد عانى الويلات من هذه الكائنات الانقلابية، ونغصت عليه حياته وفرضت عليه نمطا خاصا في المعاملة والتدبير واعتماد المقاربات الأمنية الداخلية.

إنهم فوتوا على هذا الوطن العديد من فرص الانتقال الديموقراطي، وها هم اليوم يتماهون مع الفكر الانقلابي ويكشروا عن أنيابهم استعدادا أبديا لمص دماء هذا الشعب الأبي الذي يستحق كل خير وكل أمن وكل استقرار.
إن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.