مجتمع

“التلاعب” يفسد فرحة منتجي الدواجن برمضان ومهنيون ينددون بتجاهل البواري لمطالبهم

يتخوف الكثير من منتجي دجاج اللحم من وضعية السوق خلال شهر رمضان، الذي سيحل بعد أسابيع، نظرا لتراجع الاستهلاك، “وتلاعب” شركات المفاقس في الإنتاج، وهو ما يعني لهؤلاء المهنيين الاضطرار إلى بيع لحم الدجاج بأقل من كلفته، وتعريض المزيد منهم إلى الإفلاس.

وكشفت مصادر مهنية لجريدة “العمق” أن سوق الجملة للدواجن بمدينة الدار البيضاء استقبل، صباح اليوم الخميس، 26 شاحنة من دجاج اللحم، وتراوح ثمن الجملة بين 17.50 درهم و18 درهما، وهو سعر، بحسب المهنيين، بالكاد يغطي تكاليف الإنتاج.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد أعبود، إن الأسعار متروكة لمنطق العرض والطلب وتتعرض لـ”تلاعب” شركات المفاقس في الإنتاج، “دون أي أثر للدعم الذي تخصصه الدولة للقطاع منذ سنوات”.

وتابع المتحدث أن ثمن الكتكوت وصل اليوم إلى 14 درهم، ونبه إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، منتقدا غياب أي إجراءات حكومية لتخفيض تكاليف الإنتاج، موضحا أن رمضان يعد فترة صعبة للمهنيين، بحيث تنخفض الأسعار في بدايته في ظل تراجع الإقبال على الدجاج.

وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم أن انخفاض أسعار الدجاج لا يستمر في العادة طيلة شهر الصيام، بل “إن الأسعار تلتهب عادة في الأسبوع الأخيرمن شهر الصيام، نظرا لارتفاع الطلب مع اقتراب عيد الفطر”.

وأضاف أن الركود الذي يخيم على بيع دجاج اللحم في رمضان، يصاحبه أيضا “تلاعب” شركات المفاقس في الإنتاج، موضحا أنها تخفض أيضا من الإنتاج، لكن يظل سعر الكتكوت مرتفعا، وهو ما يضع المربين في وضعية صعبة، ويهدد بإفلاس المزيد منهم، بحسب تعبيره.

واستنكر أعبود “تجاهل” وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، لطلب عقد لقاء تقدمت به جمعيته، لمناقشة مشاكل الإكراهات التي يعاني منها المهنيون، مشيرا إلى أنها راسلته منذ شهر، كما سبق أن راسلت سلفيه، لكن “دون استجابة”.

ونبه إلى الوضعية الصعبة التي يعيشها العديد من مربي الدجاج، جراء تراكم الديون عليهم، قائلا إن 50 في المائة منهم أفلسوا، و”هذا مسلسل بدأ منذ سنة 2010، وتفاقم في سنة 2020، إبان جائحة كورونا”.

جدير بالذكر أن وزير الفلاحة أقر، قبل أسابيع، بتأثير غلاء الكتاكيت على ارتفاع أسعار لحوم الدجاج، وهو العامل الذي اشتكى منه منتجو الدجاج في العديد من المرات، بحيث يتهمون شركات المفاقس بالتلاعب في الإنتاج من أجل رفع الأسعار.

وقال البواري، في جواب كتابي على سؤال للفريق الحركي بمجلس النواب، إن القطاع عرف في الآونة الأخيرة بعض الإكراهات التي أدت إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج، و”ذلك جراء ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، بما فيها أسعار الكتكوت، والتي تخضع لسياسة العرض والطلب”.

وأشار البواري إلى أن سلسلة الدواجن حققت رقم معاملات سنوي يناهز 41,70 مليار درهم، كما توفر فرص عمل تقدر بنحو 150 ألف منصب شغل مباشر، بالإضافة إلى 350 ألف منصب غير مباشر.

وخلال سنة 2023، بلغ الإنتاج من اللحوم البيضاء وبيض الاستهلاك، على التوالي، 745 ألف طن و 6,1 مليار وحدة، فيما بلغ الاستهلاك السنوي للفرد 20,6 كلغ من اللحوم البيضاء و169 بيضة، مع نسبة تغطية للحاجيات تصل إلى 100%، يقول المسؤول الحكومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *