وجهة نظر

الكرة “قرقوبي” الشعب..!!

الفرق بين مغرب الأمس واليوم :

الكلام عن الفلاحة وعلاقتها بارتفاع الأسعار، أثمان الخضر والفواكه واللحوم في البر، و أثمان الأسماك في البحر وخاصة السردين صديق الطبقة الفقيرة، في ثمانينات القرن الماضي عندما كانت الداخلية، في عهد وزير الداخليه البصري تسمى أم الوزارات، نظرا لسطوتها الأمنية حيث كان التنصت على كل شيء، وزراء و نواب أغلبية او معارضة و طلبة..، ومع ذلك كانت هزات شعبية و انتفاضات عنيفة، بسبب زيادة بسيطة لا تتجاوز 20 سنتيم أو 50 على الأكثر، أو عندما تختفي بعض السلع الأساسية من السوق مثلا الدقيق أو السكر، فيأتي الخطاب السامي ليطمئن الشعب، و تصدر تعليمات صارمة بالضرب بيد من حديد، على يد المتلاعبون بقوت المواطنين، ثم تعود المياه إلى مجاريها ( أو مريضنا ما عندو باس )، أما اليوم فعن ارتفاع الأسعار حدث ولا حرج، الزيادة تكون ب 5 داهم و 10 حتى 15 درهم دفعة واحدة، ولا من يحرك ساكن بل هناك من يبرر هذا المنكر، لقد ترك الشعب مع الأسف وحيدا يواجه جحيم الغلاء، لقد تحدى رئيس الحكومة الشعب المغربي علانية، في مهرجان خطابي حيث قال : (.. اللي ما مربيش غادي نعاود ليه التربية.. )، في الحقيقة سنطيحة أو جرأة و وقاحة غير مسبوقة، لقد مر زعماء كبار قامات و رؤساء حكومات محترمين، (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، ولم يوجهو خطابا للشعب المغربي بهذا الأسلوب، هذا ( المربي) يا حسرة كان وزيرا للفلاحة، في رأيي أن ليس بينه وبين الفلاحة غير الخير و الإحسان، أين درس هذه الفلاحة..؟ ماهو موضوع بحثه لنيل الدكتورة في الفلاحة..؟ هل له مؤلفات في ميدان الفلاحة..؟ ففي عهده الميمون وضع مخطط ( المغرب الأخضر)، فكانت كارثة و زلزال ضرب الفلاحة المغربية برا و بحرا، لن أتكلم عن ارتفاع سعر السمك واللحوم والفواكه والخضروات، فقط كي أختم هذه الفقرة أعطيكم مثلا شافيا كافيا، الهندية أو الزعبول أو كرموس النصارى و نقارن ثمنها بين الأمس واليوم:

ـ ثمن الهندية في مغرب الأمس :

كانت تغطي السهل والجبل خضراء طول العام، إنها ثروة وطنية ” أڤوكا ” الفقراء، لا تحتاج إلى سقي أو أسمدة وهي تمنع انجراف التربة، مفيدة للبيئة لأنها مأوى لكثير من الطيور والحيوانات البرية، ثمنها رخيص والجميع يشارك في وليمة الهندية صيفا، في وقت الوفرة ثمن الصندوق بين 5 إلى 10 داهم على الأكثر… عندما يأتي المغربي عند صاحب عربة الهندية، لا يتحدث معه عن ثمن الحبة الواحدة، بل يكون التفاوض على ثمن ( التعريݣة) أي إلى أن يشبع الزبون، الله على ايام زينة كما قالت فرقة الغيوان… في الحقيقة لو كنا دولة القانون كما نزعم، لتمت محاكمة وزير الفلاحة على هذه الكارثة الوطنية، أو على الأقل يقدم استقالته و اعتذاره للشعب المغربي، لأن الحشرة القرمزية ظهرت عندما كان وزيرا للفلاحة، لم يحدث لا هذا و لا ذاك بل تمت ترقيته، حيث أصبح رئيسا للحكومة وأراد إعادة التربية للمغاربة… إيوا قولوا باز…!!
ـ فاكهة الهندية في مغرب اليوم :

لقد أصبحت تباع مع الأسف في الاسواق الممتازة، بعد أن كانت تعرض في الشوارع و الدروب متاحة للجميع، حبة الهندية اليوم يتراوح سعرها من 5 إلى 10 دراهم، وهذا كان سعر صندوق الكرموس بالتمام، لقد أحرقت حقول الهندية عن بكرة أبيها في السهل والجبل، كانت انواع جيد أصيلة من الهندية في الرحامنة، و في قبيلة أيت بعمران هناك مثلا نوع يسمى (موسى)، و أخر يسمى ( أشفري) و ثالث يسمى ( عيسى)، المهم اليوم الباقي الله فإن كان الشعراء قديما، تحسروا على ضياع الأندلس، مثلا في مرثية الشاعر لسان الدين ابن الخطيب : ( جادك الغيث.. )، فاليوم مع حكومة حزب “الغراب” الوطني، فإن الشعب المغربي يرثي هلاك الهندية و يتحسر على ذاك الزمن الجميل، ولسان حاله يقول : (.. يا زمان الوصل بالهندية لم يكن وصلك إلا حلما في الكرا أو خلسة المختلس..)، وكما يقال : ( دوام الحال من المحال ) و للصبر حدود، لقد قرب صبر الشعب المغربي على النفاذ، حيث كانت شرارة الإحتجاج من مراكش..
ـ يوم القبض على مافيا السمك :

إن هذه الأيام المباركة شهدت أكبر فضيحة، حيث انكشف أخيرا الغطاء عن عصابة من اللصوص، مافيا السمك مصاصي دماء الفقراء، بالدارجة ( أتورقو أو تبرقو ) أو حصلوا (حصلة تاعت لكلاب )، وأصبح الرأي العام المغربي يعرف بدقة ثمن الحوت، من المنبع الميناء إلى المصب عند المواطن، بعد مروره بسماسرة انتزعت الرحمة من قلوبهم، حولوا حياة البسطاء إلى جحيم، بسبب الغلاء الفاحش منذ تولي حكومة الغراب التسير، في الحقيقة يرجع الفضل بتحقيق هذا النصر على مافيا السمك في مراكش، إلى الله ثم إلى الشاب المناضل عبد الإله مول الحوت، الذي تكلم بتلقائية و عفوية عن حبه للمساكين،حيث يبيع كيلو سردين طري ب 5 دراهم، ورفع شعار ( اللي عندو ياكل او للي ماعندو ياكل)، بعد أن أصبح المغرب محجوز ا فقط لأصحاب المال والثراء، يأكلون ما يشاؤن و يسرحون و يمرحون بلا حسيب ولا رقيب، أما الشعب فهو كمن يتابع مبارة تنس، جالس يحرك رأسه يمينا و شمالا يتابع نهب ثروات البلاد، لكن النقطة التي أفاضت الكأس، هي عند إرسال لجنة المراقبة وتم إغلاق حانوت عبد الإله، حيث خرج الحي عن بكرة أبيه، و تم حصار اللجنة والسلطة المركزية، و سرى خبر إغلاق الحانوت في باقي أحياء مراكش، وبدأت الأمور تسير في اتجاه التصعيد، لولا حكمة الملك حفظه الله الذي كان تدخله في الوقت المناسب، وعاد عبد الإله ليفتح الحانوت و يبع السردين ب 5 دراهم…. لكن الأمر لم ينتهي هنا، لأن المخزن يريد فهم سر هذا التلاحم الجماهيري مع مول الحوت…!!!
ـ علاقة السرديلة بالسبرديلة :

السرديلة عند أهل مراكش هي مفرد سردين، السبرديلة هي حذاء الرياضة، ربما وجد خبراء الأمن في مراكش علاقة جدلية بين، السرديلة من جهة و السبرديلة من جهة أخرى، في هذا التلاحم الجماهيري و الوعي السياسي المتزايد، السر هو بقاء فريق الكوكب المراكشي في القسم الثاني، وعلى إثر ذلك عادت الجماهير المراكشية إلى هموم المعيشة، الحل هو أن تقدم ولاية مراكش دعما قويا، لفريق الكوكب المراكشي كي يصعد إلى القسم الأول، ولما لا دعم فريق المولودية المراكشي كذلك، وهكذا يمكن تفريق جمع المواطنين، ويصبح همهم هو الفوز بالبطولة أو المشاركة في إحدى البطولات القارية…
خلاصة :
فتح محل بيع السمك لعبد الإله، أمر جيد لكن الأهم منه هو تسعير اثمان باقي المنتجات، مسرور المراكشي يتمنى لكم شهر رمضان مبارك، وأن يمر في أجواء روحانية، ويكون فاتحة خير على فقراء المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *