إهمال مستمر يهدد نقوشا صخرية نادرة بزاكورة تعود لـ 7000 سنة قبل الميلاد

يعيش دوار “آيت واعزيق” التابع لجماعة تزارين بإقليم زاكورة على وقع قلق متزايد من طرف الساكنة المحلية، بسبب ما وصفوه بـ”الإهمال المتواصل” الذي تتعرض له مواقع أثرية، تتضمن نقوشا صخرية نادرة تعود لفترة ما قبل التاريخ، رغم التوجيهات الرسمية المتكررة حول ضرورة حماية هذه الذاكرة الحضارية وصون الموروث الثقافي للمنطقة.
ويضم الدوار ثلاث مواقع رئيسية للنقوش الصخرية، كل واحد منها يحتوي على مجموعة من الصخور المنقوشة التي تشهد على تعبيرات فنية وتاريخية تعود لعصور موغلة في القدم ترجح الساكنة أنه تعود لما يزيد عن 7000 سنة قبل الميلاد.
ورغم القيمة الثقافية والتاريخية لهذه الكنوز الأثرية، وفق ما أكده عدد من سكان المنطقة في تصريحات لـ”العمق المغربي”، فإن الحماية لا تشمل سوى موقع واحد، حيث يتوفر على ثلاثة حراس دائمين، في حين يظل الموقعان المتبقيان عرضة للإهمال والتخريب.
وأكد السكان الإهمال تسبب في تحطم عدد من الصخور المنقوشة، نتيجة لاقتحام بعض الفلاحين لهذه المواقع واستعمالهم آليات ثقيلة لتسوية الأراضي، ما أدى إلى تدمير أجزاء من النقوش الأثرية التي لا تقدر بثمن، موضحين أن غياب المراقبة والحماية يشجع على مزيد من التخريب، في ظل صمت الجهات المعنية وعدم تدخلها لحماية هذا التراث.
ورغم أن هذه المواقع تستقطب يوميا عددا من السياح المغاربة والأجانب، فإن البنية التحتية التي تؤدي إليها تفتقر لأدنى الشروط الأساسية، حسب ما أورده المتحدثون، فالطريق رقم 17 الرابطة بين مدينة زاكورة وجماعة تزارين، والتي تعد المعبر الرئيسي نحو المواقع الأثرية، تضم حوالي 13 كيلومترا غير معبدة، مما يصعب من وصول الزوار والسياح، ويحد من إمكانية الاستثمار السياحي في المنطقة.
ويزيد الوضع سوءا – حسب تعبير الساكنة – أن المتحف المحلي الذي تم تشييده سنة 2018 ليكون فضاء لعرض هذه الكنوز الأثرية وتعزيز الوعي بأهميتها، ظل مهملا ومغلقا لسنوات، دون أي استغلال يذكر، ليظل حبرا على ورق.
وأمام هذا الوضع، عبر أبناء المنطقة عن استيائهم العميق من ما يصفونه بـ”اللامبالاة الرسمية”، مؤكدين عزمهم الاستمرار في النضال من أجل حماية النقوش الصخرية، ورد الاعتبار لهذا التراث الوطني الذي يتهدده الضياع، في وقت يعرف فيه العالم صحوة كبيرة لحماية الذاكرة الجماعية للإنسانية.
وختم أحد المتحدثين بالقول: “لن نصمت، سنظل نطالب بحق هذه الأرض وتاريخها في الحماية والاعتراف، فهذه النقوش ليست فقط تراث آيت واعزيق، بل هي ملك لكل المغاربة، ولكل الإنسانية”.
اترك تعليقاً