مجتمع

موسم جني ثمار الأركان ينطلق بقرى سوس

انطلق بمختلف مناطق سوس موسم جني ثمار الأركان التي يستخرج منها زيت الأركان ومساحيق التجميل المعروفة على الصعيد العالمي.

وتعرف غابات شجر الأركان منذ أسبوع حركة غير طبيعية، بعد إعلان السلطات المحلية عن فتح الباب أمام ملاك الأراضي التي توجد بها أشجار الأركان لبدء جني الثمار التي تصبح ناضجة في هذا الوقت من السنة، حيث تصبح عملية جنيها سهلة.

وعاينت جريدة “العمق المغربي” في إحدى غابات الأركان بمنطقة امسوان شمال مدينة أكادير، العشرات من الأشخاص ممن يشتغلون في جمع الثمار ونقلها إلى منازلهم، حيث تحفظ بعناية داخل أكياس.

بهذه المنطقة المعروفة بكثافة أشجار الأركان وبالمساحة الكبيرة التي تغطيها هذه الشجرة، تخرج النساء والرجال خلال عملية جمع التمار، طيلة مدة تزيد عن 15 يوما، وحسب المساحة التي تغطيها هذه الأشجار والتي تسمى بالأمازيغية “أكدال” أي ضيعة أشجار الأركان.

وتسمى ثمار الأركان عندما تكون خضراء ب “أبلزيز”، وعندما تنضج وتصبح يابسة، يتحول اسمها إلى “تفيشت”، حيث يصبح لونها أنذاك أسودا.

بعد أن تنتهي عملية جمع ثمار الأركان، ويتم الاحتفاظ بها في أكياس داخل مستودعات خاصة، تبدأ النساء عملية أولية لاستخراج الزيت، وهي عملية إزالة القشرة من التمار، ليصبح اسم هذه الثمرة بعد ذلك “أقاين”، حيث يتم بعد ذلك وضعها في الماء ليوم كامل، وتوضع في الشمس حتى تجف، وهي عملية يراد منها تسهيل كسر التمار لاستخراج الثمرة التي تطحن ليستخرج منها زيت الأركان.

العمل الشاق من أجل استخراج زيت الأركان لايقتصر هنا عند استخراج ثمار يصبح لونها أبيض، وتسمى “تيزنين”، بل تشرع النساء في وضع هذه الثمار في إناء فوق النار ويتم تحريكها حتى تصبح رطبة ويتغير لونها من جديد، لتبدأ عملية طحنها بواسطة “أزرك” (رحا)، حيث يخرج ذلك الطحين بلون بني ويصبح لزجا قبل أن تبدأ العملية الأخيرة وهي عملية استخراج زيت الأركان القابل للأكل من خلال عصره بالأيدي.

عندما يستخرج هذا الزيت الثمين، يستعمله البعض في الأكل فيما آخرون يختارون بيعه في المدينة لكسب بعض المال، حيث يصل ثمنه بمدينة أكادير مثلا إلى 200 درهم للتر الواحد.

أما الزيت الثاني الذي يستخرج من ثمار الأركان فهو يستعمل لصنع بعض مساحيق التجميل وزيوت تستعمل لتقوية الشعر، كما يستعمل في صناعة الصابون والشمبوان.

يذكر أن زيت الأركان المتعدد الاستعمالات والمنافع يحظى، باهتمام كبير، إذ أصبح منذ سنوات من بين صادرات المغرب نحو الخارج بحكم، اقتصار أشجاره على المغرب وبالضبط بسوس وجزء من إقليم الصويرة.

شجرة الأركان التي لا تحتاج إلى السقي كما باقي الأشجار وتقتصر على ما تمتصه جدورها من باطن الأرض، تعتبر من أكثر الأشجار تحملا للحر والجفاف كما أنها تعيش لمئات السنين، حيث كان الأمازيغ القدماء يقدسونها.