خارج الحدود

ماكرون يصف ما يحدث بغزة بـ”المأساة”.. وبريطانيا تحذر من “أطنان طعام تتعفن” على الحدود

تصاعدت حدة الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الثلاثاء، ما يحدث في القطاع بأنه “مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة يجب وقفها”، فيما حذرت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة من أن “أطنان الطعام تتعفن على حدود غزة بدلا من إيصالها لمن يتضورون جوعا”.

وفي مقابلة مؤثرة مع قناة “تي إف 1” الفرنسية، بدا ماكرون متأثرا بشدة بعد عرض مقطع فيديو لطبيب طوارئ يصف الوضع المأساوي في غزة، قائلا: “لا يوجد ماء، لا توجد أدوية، لا يمكن إجلاء الجرحى. ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عار”. ولم يكتف ماكرون بذلك، بل طالب بالضغط على إسرائيل وإعادة النظر في اتفاقيات الشراكة القائمة بينها وبين الاتحاد الأوروبي. ورغم قوة تصريحاته، تمسك الرئيس الفرنسي بموقفه المتحفظ عند سؤاله عن استخدام مصطلح “إبادة جماعية”، معتبرا أن “ليس من دور المسؤولين السياسيين استخدام هذا المصطلح، بل يعود ذلك للمؤرخين في الوقت المناسب”.

وفي نيويورك، لم تكن نبرة المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافونت، أقل حدة، حيث أدان التمديد المخطط له للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدا أن بلاده تعارض آلية توزيع المساعدات التي اقترحتها إسرائيل. ودعا بونافونت إسرائيل إلى “رفع العوائق أمام الإمدادات الإنسانية ونشاط عمال الإغاثة في غزة فورا”، معتبرا أن آلية إسرائيل لإدخال المساعدات “تتعارض مع القانون الدولي ولا تلبي الاحتياجات”، ومشددا على أن “انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي لن تسهم في أمنها وتعرض استقرار المنطقة للخطر”.

من جانبها، أكدت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، رفض بلادها لدعم أي آلية مساعدات في غزة “تسعى لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية”. ودعت وودوارد إسرائيل إلى التعاون الفوري مع الأمم المتحدة لاستئناف إيصال المساعدات للقطاع المحاصر.

في المقابل، حافظت البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة على موقفها الداعم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أن واشنطن اتخذت خطوات لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. وألقت البعثة الأمريكية باللوم على حركة حماس، معتبرة أنها “رفضت مقترحات متعددة لواشنطن وقطر ومصر للإفراج عن باقي الأسرى”، وأنها “تواصل إطالة أمد الصراع برفض التخلي عن سلاحها والإفراج عما تبقى من أسرى”. ودعت الولايات المتحدة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة للعمل مع مؤسسة المساعدات الخاصة بغزة.

إلا أن هذا الموقف الأمريكي لم يلق صدى لدى المسؤولين الأمميين، حيث اعتبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن طريقة توزيع المساعدات في غزة التي وضعتها إسرائيل “ليست هي الحل”، واصفا استمرار حصار غزة بأنه “سيئ” وأن “الوزراء الإسرائيليين يفخرون بذلك”. وأكد المسؤول الأممي أن “إسرائيل تفرض ظروفا غير إنسانية على المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *