سياسة

فضيحة تجهيز إقامة عامل إفني بـ 360 مليون سنتيم .. غضب محتشم وصمت مريب

أثار الخبر الذي تداولته معظم وسائل الإعلام المغربية حول فتح وزارة الداخلية لـ “إعـلان عـن طلب عروض” يخص “شراء معدات وأثاث لصالح إقامة عامل عمالة سيدي إفني”، بقيمة مالية فاقت 360 مليون سنتيم، موجة من الغضب وسط نشطاء ورواد موقع التواصل الاجماعي “فيسبوك”، بسبب ما اعتبروه تبذيرا للمال العام في عمالة تفتقر إلى الكثير من البنيات التحتية.

وفي مقابل ذلك، ساد نوع من الصمت حيال هذه القضية التي وصفها الكثيرون بـ “الفضيحة”، حيث تجاهل أكثر النشطاء تواجدا على فيسبوك هذا الملف، بعكس قضية الشوباني التي تحدث عنها الكل بأكثر من تدوينة واستمر التداول فيها لأكثر من أسبوع، قبل أن تظهر فضيحة “عامل سيدي إفني” التي تلاقها البعض بالتجاهل واللامبالاة.

وبتصفح “العمق المغربي” لأغلب صفحات السياسيين والنشطاء والصحافيين الذين انتقدوا بشدة شراء “الشوباني” لسبع سيارات فاخرة لفائدة نوابه بمجلس جهة درعة تافيلالت، وقفت الجريدة على وجود تجاهل تام لهذا الموضوع أو التعليق بشكل محتشم وببضع كلمات فقط، رغم أن المبلغ الذي خصصته وزارة الداخلية لتجيهز مقر إقامة عامل سيدي إفني يمكن أن يشتري “عشر تواركات”، بحسب تعبير الصحافي بومية “أخبار اليوم” يونس مسكين.

فساد سلطة التعيين

الناشط الحقوقي والصحفي تجيب شوقي انتقد في تدوينة موقع “فيسبوك” ما أسماه تغول سلطة التعيين على سلطة المنتخب، حينما اعتبر أن خبر تجهيز إقامة عامل سيدي إفني بـ 360 مليون سنتيم مر مرور الكرام، بعكس “خطأ وكارثة الشوباني”، التي قال إنه “سيكون له ما بعده نظرا لأنه منتخب”.

ودعا شوقي إلى الضغط من أجل تقوية المؤسسات المنتخبة والانتباه جيدا لمن يريد إغلاق القوس والعودة إلى ما قبل 2011، مشيرا أن السلطوية وعقلية الهيمنة على كل كبيرة وصغيرة هي سبب كل مصائب المغاربة، معتبرا أن اختلاف البرامج السياسية والأفكار هو لب وجوهر العملية الديمقراطية.

وكانت وثيقة منشورة على الموقع الرسمي الخاص بالصفقات العمومية، كشفت أن وزارة الداخلية خصصت ما يناهز 350 مليون سنتيم لتجهيز إقامة عامل عمالة سيدي إفني، حيث تم إرفاق طلب العروض بلائحة بنوع المشتريات والأثاث الذي حدد لتجهيز إقامة العامل، كما أرفق بصور توضيحية لطبيعة التجهيزات، فيما أعلنت الوثيقة يوم 27 يوليوز المقبل على الساعة العاشرة والنصف صباحا، لفتح الأظرفة وإعلان الفائز بالصفقة.

العمق المغربي _ أكادير