منتدى العمق

كلب حراسة لا يستحي ..!!

 

تمهيد :

انتهت هذه الجولة من الصراع بين إيران من جهة، والغرب الصليبي المتحالف مع الصهاينة من جهة أخرى، مع استمرار الحرب الإعلامية حول تحقيق أهداف الحرب، كلا الطرفين يدعي الإنتصار إذن فمن المنطقي أن يكون هناك منهزم، لقد كان الأمر يشبه تحدي عض الأصابع، ومن يصرخ الأول يكون هو المنهزم حسب قانون اللعبة، في نظري أن كفة النصر تميل نسبيا لصالح إيران، لأن الذي صرخ أولا هو المجرم نتن ياهو، هذا الأخير طلب من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، التدخل العاجل لإيقاف الحرب دون شروط مسبقة، وهكذا كان حيث تدخل ترامب و توقفت الحرب في 24 ساعة، لكن كل هذا في نظري غير مهم سواء من انتصر أو من انهزم، لكن الشيء البالغ الخطورة في رأيي هو مستقبل المنطقة، وخاصة مصير الدول العربية ذات الإستقلال الهش، التي جعلت مصيرها بيد الغرب الصليبي، فكما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة، موجها كلامه إلى الملك السعودي : قائلا “ما كان للسعودية أن تكون موجودة لولا الحماية الأميركية”، أما إيران فقد نتفق معها في أمور كثيرة، و قد نختلف معها كذلك في أمور كثيرة، وخاصة في الجانب الديني ( التشيع ) فهم فعلا ليسوا على شيء، فهناك شرك و خرافة و أمور لا يقدم على فعلها إلا مجنون فقد عقله، إضافة ان تصرفاتها تغلب عليها الطائفية، ولا يمكن الركون إلى كلامها حول التعايش، ومع ذلك يجب أن نكون منصفين مصداقا لقوله تعالى : (… يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )، لكن إيران في الميدان العسكري والتكنولوجي و الدبلوماسي، قوة مؤثرة حاضرة يحسب لها ألف حساب، و لايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، نعم لها مصالح و طموحات وتطلعات إقليمية وهذا من حقها، فهي على الأقل لم تربط مستقبل وجودها بالخارج، وبقيت محافظة على استقلالية قرارها الوطني، رغم الحصار والحروب لم تسلم مصيرها للعدو، كما فعلت الكثير من الدول العربية مع الأسف الشديد، وهذا موضوع الفقرة الأولى…

الفقرة الأولى :

ـ إدفع بالدولار لتبقى حاكما..!!

 

ـ كلب الحراسة الأشقر لا يستحي :

 

وهكذا استأجرت بعض دول الخليج العربي، كلب حراسة أشقر أنيق قوي لكن ليس بأمين،

لاشيء عنده بالمجان حتى النباح، فكلما نبح أخذ مليون دولار، المشكل أنه في العقود الأخيرة، لا يكاد يكف عن النباح ليل نهار، بالمناسبة أو بدونها حتى أرهق كاهل الحاكم العربي، في نباحه الأخير أخذ الكلب الأشقر حوالي ستة تريليون دولار، تخيلوا معي أن كل حركات و سكنات كلب الحراسة هذا، يأخذ عنها مقابل و بالعملات الصعبة اليورو والدولار، إذا نبح أخذ وإذا لهث أخذ وإذا رقد أخذ وإذا ركض أخذ، وإذا حرك ذيله يمينا أخذ وإن حركه يسارا اخذ، يأخذ مستيقظا و نائما حتى إن رفع رجله و عملها يأخذ المقابل، ( إيوا اجمع لحساب يا بالمعطي ) كما يقول المغاربة : ( هاد الكلب غادي يطيح عليهم بغسيل الفندق )، رحم الله كلب حراسة أصحاب الكهف، خدم في الحراسة لما يزيد عن 300عام، وذكره القرآن اثناء تأدية المسكين مهمة الحراسة بدون مقابل، حيث قال عز وجل : (… وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ … ۚ)، أي الفتية في داخل الكهف وهو في الباب باسط ذراعيه بالوصيد، في المقابل نجد الكلب الأمريكي هو كذلك باسط كفيه بالوصيد، لكن أمام الأبناك المركزية لدول الخليج يطالب بالمزيد، المهم كان الله في عون من يدفع لمن لا يشبع ولا يقنع، في الحقيقة أن حكام الخليج صدقوا كلب الحراسة الأمريكي، الذي قال لهم أن هنا خطر الذئب الإيراني قادم، ثم اكتشفوا أن الكلب أشد خطورة عليهم من الذئب، فلربما لو كان حوار و تفاهم مع الذئب الإيراني لكان أفضل لهم وأجدى …

الفقرة الثانية :

ـ معذرة يا عمر عدنا لزمن الذل :

 

قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله..” فعلا لقد كان العرب ضعفاء، متفرقين يقتل بعضهم بعضا بلا دين جامع، ولا هوية واضحة عبادة اوثان و خرافات و شعوذة، وكان في ذاك الزمان قوتان عظيمتان، هما الفرس و الروم تتقاسمان العالم المعروف أنداك، وكان العرب قسمين : المناذرة و الغساسنة كل فريق تابع لإحدى القوتين، الغساسنة كانوا تحث نفوذ الروم ( البزنطيين)، أما المناذرة فكانوا تابعين للفرس وهم في ذلك الزمان مجوس، إلى أن بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم، فتوحد العرب تحث راية الإسلام، ليصبحوا قوة ثالثة يضرب لها ألف حساب، وهذا ما قصده عمر رضي الله عنه عندما قال أعزنا الله بالإسلام، واليوم معذرة يا عمر عاد العرب إلى زمن الذل، بعد أن تركوا الجهاد في سبيل الله وهو ذروة سنام الاسلام، وبدأ حكام العرب يتآمر بعضهم على بعض، و يحتكمون لتغريدات ترامب وبيانات الإتحاد الأوروبي، بدل الإحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله، أنا لا أستبعد عودت العرب إلى زمن الغساسنة و المناذرة، حيث تقتسم أمريكا وإيران دول الخليج العربي، وذلك بعد أن تصبح إيران دولة نووية قوية، ثم دولة إقليمية معترف بها..، هذا قد يراه حكام العرب بعيدا و يراه مسرور المراكشي قريبا…

خلاصة :

نصيحة لوجه الله تعالى لحكام العرب قبل فوات الاوان، لتكن عندكم الثقة في شعوبكم فهي صمام الامان، لا ثقة في الأعداء و تذكروا ما فعل الإنجليز بالشريف حسين، في رأيي هذه التريليونات من الدولارات، التي تذهب لدول صليبية تتقوى بها، كان من الأولى منحها لدول مسلمة سنية، مثل باكستان وتركيا لتطوير الصناعة الحربية، وبعد ذلك تخرج قوات امريكا من قواعدها في الخليج، و تحل مكانها قوات تركية و باكستانية فهم على دينكم و ملتكم، أما امريكا فلا ترى فيكم إلا براميل بترول، و كنوز علي بابا تغرف منها ما تريد و وقت ماتريد، أما حماية امريكا لكم فهذا وهم وسراب، عند الشدة تتخلى عنكم وتتبع مصالحها الوطنية، كما يقول المغاربة : ( لمغطي بديال الناس عريان )، المهم هذا جهدي عليكم ( والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *