المغاربة يترقبون خطاب الملك وسط آمال في التغيير والإصلاح

يترقب المغاربة، اليوم، بكل اهتمام، الخطاب الملكي السامي الذي سيلقيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، وهو الحدث الدستوري الذي يُنظم سنوياً في كل ثاني جمعة من شهر أكتوبر داخل قبة البرلمان.
ويُعد هذا الموعد مناسبة محورية في الحياة السياسية للمملكة، حيث يشكل انطلاقة رسمية للدورة التشريعية الجديدة، ويُوجّه فيه جلالة الملك رسائل سامية لأعضاء البرلمان والحكومة حول القضايا الراهنة ذات البعد الوطني والاجتماعي.
ويكتسي خطاب هذه السنة طابعاً خاصاً واستثنائياً، إذ يحظى باهتمام واسع من طرف مختلف شرائح المجتمع المغربي، على اختلاف أعمارهم وفئاتهم الاجتماعية والفكرية. فبعد أن كان الاهتمام بخطاب افتتاح البرلمان يقتصر في الغالب على الفاعلين السياسيين والمختصين في الشأن العام، فإن الظرفية الحالية جعلت من هذا الخطاب محط أنظار جميع المواطنين، لما تحمله المرحلة من تحديات وانتظارات كبرى.
وتأتي هذه الأهمية المتزايدة في ظل حركية سياسية جديدة تعرفها الساحة الوطنية، تجسدت في ما بات يُعرف بـ “حركة Gen Z”، وهي حركة أطلقها مجموعة من الشباب المغاربة عبر منصة Discord، التي أصبحت فضاءً للنقاش الحر والتفاعل بين آلاف الشباب حول قضايا الشأن العام.
وتعبر هذه الحركة عن وعي جماعي متزايد ورغبة صادقة في التغيير الإيجابي، حيث يطالب أعضاؤها بإصلاحات عميقة في قطاعات أساسية كالتعليم، والصحة، والتشغيل، إلى جانب الدعوة إلى محاربة الفساد وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، بما يضمن عدالة اجتماعية حقيقية وفرصاً متكافئة لجميع المواطنين.
وقد اتسمت هذه الدينامية بمظاهرات واحتجاجات سلمية في مختلف ربوع المملكة، عبّر من خلالها المواطنون عن تطلعهم إلى التغيير والإصلاح.
وفي ظل هذه الأجواء، ينعقد خطاب صاحب الجلالة اليوم في سياق دقيق وحساس، حيث يُنتظر أن يشكل منعطفاً مهماً نحو تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، وتوجيه الحكومة نحو اعتماد مقاربة أكثر واقعية وفعالية في معالجة القطاعات الحيوية التي تلامس الحياة اليومية للمغاربة.
وبعد فشل الحكومة في تدبير هذه القطاعات حسب رؤية هذه الحركة، يظل الملاذ الأخير بالنسبة إلى فئات واسعة من المواطنين هو المؤسسة الملكية، باعتبارها الضامن للاستقرار والعدالة الاجتماعية، والقادرة على إعادة الثقة في المسار الإصلاحي للمملكة.
ويُعلق المواطنون آمالاً كبيرة على هذا الخطاب الذي يُنتظر أن يحمل رؤية واضحة ومباشرة لتعزيز الإصلاح وترسيخ الحكامة الجيدة والمساءلة والنزاهة في تدبير الشأن العام، بما ينسجم مع تطلعات الجيل الجديد من المغاربة، الساعي إلى بناء مغرب أكثر عدلاً وكرامة وإنصافاً.
اترك تعليقاً