أخبار الساعة، سياسة

عمار: خطاب الملك رسالة أخوة للشعب الجزائري وتأكيد دولي على مبادرة المغرب (فيديو)

اعتبر الصحافي والمحلل السياسي المغربي المقيم بألمانيا، عبد الرحمان عمار، أن دعوة الملك محمد السادس للحوار مع الجزائر، التي وردت في خطاب العرش الأخير، ليست جديدة في حد ذاتها، مشيرا إلى أنها تكررت في ما لا يقل عن ست مناسبات رسمية منذ سنة 2008.

غير أن عمار يرى أن ما يميز هذه الدعوة الأخيرة هو طابعها الإنساني والوجداني، حيث خصّ الخطاب الشعب الجزائري بوصفه “شعبا شقيقا”، دون أن يوجه الرسالة مباشرة إلى النظام الجزائري، وهو ما يراه المحلل خلال مروره بقناة “دوتش فيله” الألمانية، دلالة على أن السلطة في الجزائر لم تُبد تجاوبا مع دعوات الحوار السابقة، بل ظلت على موقفها المتشدد.

وكان الملك محمد السادس قد جدد، في خطابه بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش، تأكيد التزام المغرب الراسخ بالانفتاح على محيطه الجهوي، وخاصة تجاه الجزائر، مشددا على ثوابت المملكة في اعتبار الشعب الجزائري “شعبا شقيقا”، تربطه بالمغاربة علاقات إنسانية وتاريخية عميقة.

وقال العاهل المغربي إن يد المغرب ما تزال ممدودة إلى الجزائر، معربا عن استعداد الرباط للحوار الصريح والمسؤول، في إطار من الأخوة والصدق، بهدف تجاوز القضايا الخلافية العالقة، وبناء مستقبل مشترك يخدم مصلحة الشعبين.

وفي قراءته السياسية للخطاب، لفت عمار إلى أن الموقف المغربي بدا وكأنه موجَّه إلى المجتمع الدولي أكثر من كونه رسالة داخلية أو ثنائية، خاصة في ظل الشكر الذي خصّ به الملك كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال على دعمهما لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهو ما يعكس، برأي المتحدث، حرص المغرب على الظهور بمظهر الطرف المبادر إلى الحلول، في مقابل “تشبث الجزائر بمواقف متصلبة”.

وبشأن آفاق المصالحة بين البلدين، وإمكانية أن تؤدي إلى إحياء حلم الاتحاد المغاربي، وصف عمار هذا الاحتمال بـ”الضعيف”، لاعتبارات جيوسياسية معقدة، من بينها استمرار الخلاف حول قضية الصحراء، واتهام المغرب للجزائر بالسعي لتشكيل محور مغاربي مواز يضم تونس وليبيا وموريتانيا، في إقصاء واضح للمملكة.

وأضاف أن المشهد الإقليمي يعقده أكثر الوضع الداخلي في ليبيا، واصطفاف تونس – بشكل غير معلن – مع الجزائر، ما يجعل أي تقارب إقليمي شامل أمرا غير وارد في الظرف الراهن. وبنبرة واقعية، استبعد عمار استجابة الجزائر للدعوة الملكية، واصفا ذلك بـ”الاحتمال الصعب”، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي وفرته الجزائر لجبهة البوليساريو، سياسيا وماليا، عبر عقود، ما يجعلها، فعليا، “طرفا مباشرا في النزاع” رغم إنكارها المتكرر لذلك.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الضغوط الخارجية، وخاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، قد تكون عاملا حاسما في تغيير المعادلة، معتبرا أن “تدخلا أمريكيا مباشرا قد يُفضي إلى تليين المواقف الجزائرية وإعادة فتح قنوات الحوار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *