مريم الزعيمي تسائل ذاكرة فاطمة المرنيسي

“فاطمة.. السلطانة التي لا تُنسى” فيلم من توقيع المخرج عبد الرحمان التازي، وهو سيرة ذاتية تستعيد مسار الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، منذ طفولتها بمدينة فاس مسقط رأسها حيث نشأت في أسرة محافظة، ومرورا بمختلف محطات حياتها التي تميزت بنضالها ودفاعها عن حقوق النساء.
حيت استطاعت الفنانة مريم الزعيمي ان تنفتح على فئة من الجمهور المغربي المثقف منه خصوصا ، من خلال مساءلة الذاكرة الادبية للكاتبة وعالمة الإجتماع الأيقونة فاطمة المرنيسي، يُعتبر دور الفنانة مريم الزعيمي في هذا الفيلم من الأدوار التي أثرت بشكل كبير في القصة وأضفت عليها طابعًا مميزًا خصوصا عندما استطاعت بكل ابداع محاكاة الشخصية و أن تتفوق على ذات الفنان تتقن وتغوص في تجسيد الشخصية وأن تساهم في نقل الرسالة الفنية والإنسانية التي يعرضها الفيلم بموصفات عالمية على مستوى الاداء.
فاطمة المرنسي هي إحدى الشخصيات التاريخية التي ارتبط اسمها بالفن والسياسة في المغرب. كانت سلطانة ومفكرة، تمثل رمزا للمرأة المغربية في سياقات متعددة، وتُعتبر إحدى الأيقونات في تاريخ المغرب الحديث. يعرض الفيلم قصة حياتها ونجاحاتها، حيث تسلط الضوء على شخصيتها القوية، تأثرها بالظروف الاجتماعية والسياسية، وكيف استطاعت أن تشق طريقها رغم التحديات. في هذا الفيلم، تتقمص مريم الزعيمي شخصية فاطمة المرنسي بكل تفاصيلها، بما في ذلك ملامح الشخصية المعقدة والمتعددة الأبعاد. من خلال أدائها المتميز، استطاعت الزعيمي أن تقدم فاطمة المرنسي كرمز للقوة والحكمة، وأيضًا للمرأة التي تواجه التحديات وتحارب من أجل تحقيق أهدافها في مجتمع يُظهر تحديات للمرأة في مختلف المجالات.
مريم الزعيمي، من خلال قدراتها التمثيلية العالية، نجحت في نقل جميع جوانب شخصية فاطمة المرنسي بشكل حيّ وواقعي. قدّمت الزعيمي أداءً متميزًا يعكس القوة الداخلية لهذه المرأة، وما تعيشه من صراع داخلي بين رغباتها الشخصية والضغوط المجتمعية. استطاعت أن تبرز جوانب الحزن والفرح، القوة والضعف، الطموح والصراع، بشكل يجعل الجمهور يتعاطف مع الشخصية ويشعر بما تمر به.
تسم الزعيمي في هذا الدور باستخدامها للأسلوب الجسدي والمكاني لتوضيح تحول الشخصية. فهي لا تقتصر على النصوص فقط، بل تُضفي على كل حركة وعاطفة عمقًا وتفردًا يعكس شخصية فاطمة المرنسي. من خلال لغة الجسد، تعبيرات الوجه، والقدرة على إيصال المشاعر الداخلية، أضافت الزعيمي بعدًا إنسانيًا مؤثرًا لهذا الدور.
في الختام يعتبر دور مريم الزعيمي في “السلطانة التي لا تنسى: فاطمة المرنسي” هو واحد من الأدوار التي تبرهن على قدرتها الاستثنائية في تجسيد الشخصيات التاريخية والإنسانية بطرق مبدعة ومؤثرة. من خلال هذا الدور، قدمت الزعيمي شخصية فاطمة المرنسي بشكلٍ مبهر، حيث أثبتت أنها قادرة على تجسيد القوة والضعف، الطموح والصراع، وجعلت من هذه الشخصية رمزًا لا يُنسى في تاريخ الفن المغربي…
* مهدي الخمال، باحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس بالرباط.
اترك تعليقاً