حر أكادير يدفع الساكنة لغزو الشواطئ تحت ضوء القمر

لم يعد مشهد الشواطئ الممتلئة في مدينة أكادير يقتصر على ساعات النهار، فقد دفعت موجة الحر الشديدة التي تشهدها المنطقة السكان والزوار إلى تغيير عاداتهم في الاصطياف، محولين رمال الشاطئ إلى ملاذ ليلي هربا من ارتفاع درجات الحرارة. وتشهد شواطئ المدينة وضواحيها حركية لافتة بعد غروب الشمس، حيث تفترش مئات الأسر الرمال للاستمتاع بنسمات البحر، في ظاهرة حولت الاصطياف النهاري إلى امتداد يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.
ويأتي هذا الإقبال المتزايد على السباحة والسهر ليلا كرد فعل مباشر على الطقس الحار الذي تعرفه عدد من المدن المغربية هذه الايام والذي يظل مسيطرا على أجواء المدينة حتى في الفترات المسائية، مما يجعل المنازل خيارا أقل راحة.
ويستغل المصطافون الإنارة المتوفرة على طول الكورنيش لقضاء أوقاتهم، بينما ينخرط الأطفال في اللعب على الشاطئ وفي مياه البحر، في مشهد يعكس تكيفا اجتماعيا مع الظروف المناخية الاستثنائية.
وقد صاحب هذا التوجه الجديد نحو الاصطياف الليلي نشاط اقتصادي للباعة الجائلين الذين يوفرون المشروبات والوجبات الخفيفة للمصطافين. وفي المقابل، تطرح هذه الظاهرة تحديات جديدة تتعلق بضرورة تعزيز الأمن والنظافة لضمان سلامة وراحة الجميع، خاصة مع تزايد الأعداد التي تختار الشاطئ كوجهة مسائية رئيسية.
وتأتي هذه الموجة الحارة، التي وصفتها مصالح الأرصاد الجوية بالاستثنائية، نتيجة صعود كتل هوائية صحراوية جافة وحارة، مصحوبة بظاهرة “الشركي” التي تزيد من الإحساس بالحرارة.
اترك تعليقاً