منوعات

هل سيستمر الذهب في زخمه الصعودي أم يبدأ في التباطؤ؟

الذهب

في ظل الزخم الصعودي المستمر في أسعار الذهب، ومع ارتفاع سعر المعدن النفيس بنسبة 40% تقريبًا خلال العام الماضي وقرابة 20% في النصف الأول من عام 2025، يترقب المستثمرون ما يخبئه لهم المعدن النفيس في الأشهر القادمة؟.

ورغم أن الأسواق لم تشهد سوى انخفاضات عرضية في شهري يونيو ويوليو، إلا أن السعر الحالي يتجاوز 3300 دولار للأونصة مرتفعًا من حوالي 2409 دولارات في أغسطس الماضي، عند هذا المستوى المرتفع، يتحول التركيز من المكاسب السريعة إلى التمركز الاستراتيجي في مورد يُنظر إليه تقليديًا على أنه تحوط وليس أصلًا عالي العائد، إليكم نظرة مفصلة على القوى التي تُشكل أسعار الذهب في الأشهر القادمة وكيف يمكن للمستثمرين المخضرمين والجدد التعامل مع السوق.

استقرار دون ارتفاع حاد

أظهر سعر تداول الذهب مرونة ملحوظة، حيث ارتفع بثبات خلال عامي 2024 و2025، وعلى عكس التقلبات الحادة لبعض الأصول، يعكس أداء الذهب ثقة المستثمرين في موثوقيته على المدى الطويل، ومع بداية شهر أغسطس، هناك مؤشرات على احتمال تباطؤ وتيرة النمو.

قد يبدو سعر الذهب وكأنه يمر بتقلبات حادة في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا التفسير مُضلّل بعض الشيء، فالتقلبات الحادة في النهاية ترتفع وتنخفض، لكن أسعار الذهب لم ترتفع إلا خلال معظم عامي 2024 و 2025، باستثناء بعض الانخفاضات الطفيفة، ارتفع سعر الذهب بنحو 40% عن مستواه قبل عام، بعبارة أخرى، ارتفع سعر المعدن من 2409 دولار أمريكي في الصيف الماضي إلى أكثر من 3300 دولار أمريكي الآن، مما يوفر فرصة جيدة للمستثمرين الذين يريدون تحقيق ربح في وقت سريع من أصل يُعرف تقليديًا بأنه مصدر محافظ للقيمة أكثر منه مصدر دخل.

ماذا سيحدث لأسعار الذهب في الأشهر القادمة؟

لقد اعتاد المستثمرون على ارتفاع أسعار الذهب بشكل مطرد، لدرجة أن فكرة ركود السعر في أغسطس تبدو غريبة، ورغم أن التنبؤ بسعر أي أصل مستقبلي أمرٌ غير مؤكد بطبيعته، وخاصةً بالنسبة للمعادن الثمينة كالذهب، إلا أن هذا الافتراض يبدو الأكثر أمانًا هذا الشهر، ويعود ذلك إلى عدة عوامل:

– أسعار الفائدة ثابتة:

من غير المرجح أن يؤثر قرار البنك الاحتياطى الفيدرالى بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير حتي اجتماعه القادم فى منتصف سبتمبر علي سعر الذهب سلبًا أو ايجابًا، ففي النهاية، غالبًا ما تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة إلى ارتفاع أسعار الذهب، حيث يبحث المستثمرون عن أسواق أخرى لأموالهم مع انخفاض العوائد في أماكن أخرى، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب، في المقابل، قد تؤدي زيادات أسعار الفائدة إلى ارتفاعه (وإن لم يكن دائمًا)، ومع ابقاء سعر الفائدة عند مستوياتها الحالية فى المستقبل المنظور، فمن غير المتوقع أن يبتعد الذهب كثيرًا عن مستوي 3300 دولار للأونصة الذى بدأ به في شهر أغسطس.

– صعوبة تحليل قراءات التضخم:

يبلغ التضخم الآن 2.7% أي ما يقارب نقطة مئوية كاملة فوق هدف 2% الذي تحدث عنه البنك الاحتياطي الفيدرالي كدافع لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، ومع ذلك، يظل هذا المعدل أقل بكثير من معدل 9% الذي تم تسجيله في منتصف عام 2022، قد يؤدي ارتفاع حاد في التضخم إلى ارتفاع أسعار الذهب، ولكن إذا ظل معدل التضخم عند مستواه الحالي أو انخفض بشكل طفيف، فمن المرجح أن يكون تأثيره على سوق أسعار الذهب ضعيفًا.

– الطلب قد يتطور على تنويع المحفظة الاستثمارية:

قد يؤدي الطلب على تنويع المحفظة الاستثمارية إلى ارتفاع سعر الذهب كما حدث في السنوات الأخيرة، حيث بحث المستثمرون عن أصول الملاذ الآمن التي قد تساعدهم في التحوط من التضخم، لكن أداء سوق الأسهم كان قويًا مؤخرًا، حتى لو جاء ذلك عقب تقلبات كبيرة في الربيع، وبالتالي، يبقى أن نرى أين سيتجه الطلب على تنويع المحفظة الاستثمارية، وبالتالي سعر الذهب، مع ذلك، ومع تقلبات التضخم الدورية قد يرغب المستثمرون الأذكياء في إضافة الذهب إلى محفظتهم الاستثمارية مستقبلًا.

توقعات السوق: صعود، هبوط، أم استقرار؟

تشمل سيناريوهات أسعار الذهب المحتملة لشهر أغسطس ما يلي:

– مكاسب متواضعة مدفوعةً بمفاجآت التضخم أو تجدد الطلب عليه كملاذ آمن.

– حركة جانبية مدعومة بمزيج من استقرار أسعار الفائدة وبيانات تضخم معتدلة.

– انخفاضات طفيفة، إذا ظلت ثقة السوق مرتفعة في أسواق الأسهم والسندات، مما يقلل من جاذبية الذهب الفورية.

خلاصة للمستثمرين: فكر على المدى الطويل وليس اليوم

يحذر خبراء الأصول من المبالغة في ردة الفعل تجاه تغيرات الأسعار اليومية وخاصةً في الذهب، تكمن الاستراتيجية الأكثر فعالية في فهم دور الذهب كأداة تحوط طويلة الأجل من التضخم ومثبت للمحفظة وأداة للحفاظ على رأس المال.

إذا كنت تستخدم الذهب في محفظتك، ففكّر في:

– التراكم الثابت خلال فترات الانخفاض بدلاً من ملاحقة التحركات السريعة.

– التوزيع المتوازن: عادةً من 5% إلى 15% من إجمالي الأصول، حسب ملف المخاطر.

– تجنب المضاربة على تقلبات الأسعار قصيرة الأجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *