الفن يواجه الاحتلال.. نجوم هوليود يتعهدون بمقاطعة السينما الإسرائيلية

شهد الوسط الفني العالمي تحركا لافتا بعد إعلان أكثر من 1800 فنان وممثل ومنتج، بينهم أسماء بارزة في هوليوود، عن توقيعهم على تعهد جماعي يقضي بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتهمة بالتواطؤ في سياسات الاحتلال وانتهاكات حقوق الفلسطينيين.
الموقعون شبهوا خطوتهم بمبادرة “صناع الأفلام ضد الفصل العنصري” التي رُفعت في ثمانينيات القرن الماضي ضد نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا، مؤكدين التزامهم بعدم المشاركة في المهرجانات أو العروض أو الإنتاجات المرتبطة بإسرائيل، باعتبارها واجهة تساهم في “التغطية على جرائم الإبادة والفصل العنصري”.
وجاء هذا الموقف على خلفية المشاهد الصادمة الواردة من غزة، حيث توثق تقارير أممية وحقوقية معاناة المدنيين من الجوع والتشريد والموت تحت القصف، وسط إدانات واسعة للهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الآلاف من الضحايا.
التعهد استند أيضا إلى رأي محكمة العدل الدولية التي اعتبرت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، إضافة إلى خلاصات خبراء حقوق الإنسان الذين صنفوا الحرب على غزة في خانة الجرائم التي ترقى إلى “الإبادة الجماعية”.
ومن أبرز الأسماء الموقعة على الوثيقة: الممثلة الحائزة على الأوسكار أوليفيا كولمان، وإيما ستون، ومارك رافالو، وتيلدا سوينتون، وريز أحمد، وخافيير بارديم، وسينثيا نيكسون، إلى جانب قائمة طويلة تضم مخرجين وكتابا وفنانين من مختلف أنحاء العالم.
ويتسع نطاق التضامن الفني الدولي مع الفلسطينيين مع تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، إذ شهد ماي الماضي توقيع نحو 370 فنانا ومخرجا من بينهم واكين فينيكس، وبيدرو باسكال، وغيييرمو ديل تورو، وسوزان ساراندون، وجولييت بينوش، على بيان مشترك يندد بـ”الإبادة الجماعية” في غزة، مؤكدين أن الفن لا يمكن أن يصمت أمام هذا الحجم من الجرائم والانتهاكات.
يشار إلى أن العديد من المهرجانات السينمائية الدولية بدأت تعلي صوت فلسطين بعد سنوات من هيمنة الرواية الإسرائيلية على صناعة هوليوود، لتسلط الضوء بشكل متزايد على المآسي الإنسانية في غزة. وكان آخرها مهرجان البندقية 2025، حيث تُوج فيلم “صوت هند رجب” الذي يروي مأساة طفلة فلسطينية قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلية وهي تتوسل مساعدتها على جائزة لجنة التحكيم الكبرى “الأسد الفضي”، في ختام فعاليات الدورة الـ82 للمهرجان.
اترك تعليقاً