قصر آيت بن حدو.. تراث عالمي يضيئه نور السينما ويطفئه إهمال المسؤولين

في قلب الجنوب المغربي، وعلى ضفاف وادي أونيلة، يقف قصر آيت بن حدو بإقليم ورزازات شامخا كأحد أبرز المعالم التاريخية التي تخلّد عبقرية المعمار المغربي التقليدي.
هذا القصر المصنّف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذي جذب أنظار العالم بفضل جماله وأصالته، يعيش اليوم مفارقة صارخة: تنيره أضواء السينما مؤقتًا، ليغرق بعدها في ظلام دامس يعكس واقعه المعيشي الصعب.
وكشفت مصادر مطلعة لجريدة “العمق المغربي”، أن سكان دوار آيت بن حدو غير بعيد عن “هوليود إفريقيا” يعيشون يوميا معاناة حقيقية بسبب غياب الإنارة العمومية داخل القصر، خاصة في فصل الشتاء حيث يحلّ الليل مبكرا، مشيرة إلى أن هذا الوضع لا يمس فقط راحتهم وأمنهم، بل يعكس تهميشا مستمرا لحق من أبسط حقوق العيش الكريم.
وشددت المصادر ذاتها، على أن قصر آيت بن حدو ليس مجرد موقع أثري يستقطب الزوار في وضح النهار، بل هو حي سكني يقطنه السكان ويتنقلون عبر أزقته الضيقة ليلا، في ظل ظروف صعبة، حيث يجد الأطفال والشيوخ وحتى الزوار أنفسهم محاصرين بالعتمة، ما يزيد من خطر السقوط والتعرض للحوادث، فضلاً عن إحساس دائم بعدم الأمان.
وفي مفارقة مثيرة، تضيف مصادرنا: “حين يتم تصوير أفلام أو أعمال أجنبية في القصر، يتم جلب أحدث تجهيزات الإضاءة ليبدو المكان مضاء بشكل رائع، غير أن هذا المشهد ينتهي مع نهاية التصوير، لتعود الأوضاع كما كانت، مظلمة ومهملة”.
السكان، بحسب المصادر نفسها، طرقوا أبواب المسؤولين مرات عديدة، غير أن الوعود تكررت دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ. ويتساءل المتحدث بمرارة: “كيف يُعقل أن يظل قصر يجذب آلاف السياح سنويا، ويُستخدم كخلفية لأفلام عالمية كبرى، غارقا في الظلام كل ليلة؟”
اترك تعليقاً