تراجع إنتاج التين الشوكي بدكالة وسط معاناة الفلاحين من انتشار الحشرة القرمزية (فيديو)

يعد التين الشوكي من المزروعات الأساسية في منطقة دكالة، حيث شكّل عبر سنوات طويلة مصدر رزق للعديد من الأسر، وكان سكان القرى يعتمدون عليه سواء عبر بيعه في الأسواق أو استهلاكه يوميا. غير أن انتشار الحشرة القرمزية أدى إلى تراجع كبير في هذا المنتوج، ما دفع بعض الفلاحين إلى البحث عن طرق بديلة لمواجهة هذه الآفة.
في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، روى أحد فلاحي المنطقة تجربته مع التين الشوكي، مشيرا إلى أن النبتة تحتاج إلى متابعة يومية خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ تنتشر الحشرة القرمزية بسرعة وتتسبب في أضرار جسيمة للنبات. وأوضح أن علاج النبتة المتكرر يتطلب صبرا كبيرا، معربا عن ارتباطه العاطفي بهذه الفاكهة التي يشعر بألم داخلي عندما يصيبها المرض.
خلال السنوات الماضية، جرب الفلاح العديد من المواد لمكافحة الحشرة، مثل الجافيل وبعض الأدوية المخصصة لمكافحة الفئران، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة. وبعد تجارب متكررة، توصل إلى خلطة مركبة تتكون من الوقود والملح والصابون البلدي ودواء “الخانزة” المعروف في المناطق الجبلية. وأكد أن هذه الوصفة تحتاج إلى نحو عشرين يوما لتظهر فعاليتها، حيث تبدأ الحشرة بالموت تدريجيا وتعود النبتة للنمو بشكل طبيعي.
وأشار الفلاح إلى أن إنتاج التين الشوكي تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، بعدما كان كل بيت في المنطقة يعتمد على هذه الزراعة ويبيع صناديق التين خلال المواسم المحلية. وأضاف أن هجرة الشباب من القرى وغياب الرغبة في العمل في هذا المجال ساهم أيضا في تراجع الإنتاج، رغم أن التين الشوكي يبقى غذاء صحيا ومفيدا ويشكل جزءا من عادات الاستهلاك في المنطقة.
وذكر أن الموسم الماضي لم يشهد إنتاجا يذكر، لكنه يأمل أن يحمل الموسم المقبل نتائج أفضل مع توقع إنتاج ما بين 8000 و10000 صندوق بسعر يتراوح بين 50 و60 ريالا للصندوق الواحد.
وعبر الفلاح عن حزنه الكبير لسماع بعض الناس يقولون إنهم لم يتذوقوا التين منذ ثلاث سنوات، معتبرا أن هذا الأمر يجرحه نفسيا لأن التين يجب أن يكون حاضرا في كل بيت باعتباره غذاء صحيا ومشبعا. كما ناشد الجهات المختصة والجمعيات الفلاحية لتقديم الدعم اللازم، سواء عبر توفير الأدوية المناسبة في الأسواق القريبة أو تخفيض سعر دواء “الخانزة” المستخدم في الخلطة.
وأشار إلى أن تجربة إحدى التعاونيات القادمة من خريبكة ساعدت في وقت سابق على إنقاذ المنتوج. وأكد أنه رغم الصعوبات سيظل صامدا في مواجهة القرمزية، متمنيا أن يكون الموسم المقبل أفضل بإنتاج وفير يعيد الاعتبار لهذه الزراعة التي ارتبطت بحياة السكان لسنوات طويلة.
اترك تعليقاً