أدب وفنون

سيدر زيتون: الهدف لم يعد فلسطين للأسف أصبح السلطة والمال

حاورها: يوسف عاصم

أطلقت الفنانة سيدر زيتون ألبومها الجديد الذي يضم مجموعة قصائد للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، من ألحان المايسترو إحسان المنذر والفنان مروان خوري، حيث شارك في غنائه الفنان معين شريف.

يشار إلى أن زيتون، من قرية الرينة، متعددة المواهب، وتغني بلغات مختلفة بالإضافة إلى اللهجة المغربية، كما تتقن ”اللون الفيروزي”، والألوان الرومانسية والإيقاعية الملتزمة بقضايا العالم العربي وهمومه.

تعاونت المطربة مع عدة شعراء، أهمهم الراحل سميح القاسم، وجريس نعيم خوري، والشاعر عبيد حارب، والشاعرة الأميرة السعودية سارة بنت فهد آل سعود، وغيرهم.

في هذا الحوار، سنحاول أن نكتشف الأسباب التي جعلتها تغني قصائد سميح القاسم.

أولا، نهنئك على إصدار ألبومك الجديد لكن، لماذا هذا اللجوء إلى قصائد الشاعر الكبير سميح القاسم؟

شكرا على التهنئة ..غنيت في السابق لشاعرنا الكبير سميح القاسم وتوجهي إليه كوني أحب الكلمة الصادقة التي تعبر عن معاناتنا كشعب فلسطيني، وفي الوقت ذاته كلمات فيها عنفوان وقوة ونضال .. هذا كان سبب اختياري لقصيدة ” تقدموا” التي غنيتها بداية. أما اختياري لأغني ألبوم كامل من قصائد سميح القاسم هي أنه منحني حق رسمي وخطي أعتز وأفتخر به، لاختيار أي قصيدة من قصائده لأغنيه، لذلك قررت إصدار ألبوم كامل.

هل تجدين نفسك أكثر حضورا ووجدانا في أشعار الراحل سميح القاسم؟

أنا أحب جدا غناء الشعر بشكل عام، وأشعر أنه يليق بي وبشخصيتي وبحضوري على المسرح، وأحب القصائد خاصة إذا كانت الكلمة صادقة، معبرة، وفيها رسالة أو ترسم حالة من المشاعر السامية في حياة الإنسان.

لا شك أنني كإنسانة فلسطينية أجد نفسي وأكثر حضورا في قصائد شاعر العروبة سميح القاسم في الأشعار الوطنية خاصة، رغم كل حبي للشعر لكن ليس لدي أي مانع من الغناء باللهجات العامية المختلفة.

كيف تعيشين اشتياقا إلى زمن العشاق وتتغنين بأبطال الحب والرومانسية مثل “قيس وليلى”، و”روميو وجولييت” ؟ هل نحن بحاجة إلى الحب العذري في زمن الدمار والخراب والعدوان والظلم والاحتلال؟

نعم نعيش اشتياقا للحب الحقيقي، ولنا في الخيال حياة، خاصة في زمن نفتقد فيه صدق المشاعر السامية والحقيقية التي لا تقدر بمال، نحتاج لهذا النوع من الأغاني لإحياء ما تبقى من الحب العذري.

كيف تحلمين بأنك تعيشين هكذا؟ أمن أجل وطن محتل وممزق أو من أجل حبيب يبدو بعيدا بعد الشمس؟

الأمل هو من أقوى المشاعر التي تجعل الإنسان يتنفس ويعيش، كل شخص يعيش على أمل أن يجد ويحقق ويصل، دون أمل ليس هناك معنى لحياتنا. فكل إنسان شريف يعيش اشتياقا لحب حقيقي ولوطن آمن وحر.

الوطن و الغربة والشوق…كلها مشاعر كبيرة لك في الغناء لكن كيف تعتصر الآلام والأميال بداخلك ليكون أداؤك الغنائي صادقا ومؤثرا في المستمع؟

لقد اخترت هذه القصائد من بين المئات من القصائد التي قرأتها لشاعرنا. طبعا له الكثير من القصائد الرائعة والاختيار كان صعب، لكنني اخترت ما شعرت أنه فعلا يعبر عن مشاعري تجاه كل قضية طرحت من خلال هذه القصائد حتى تكون كذلك مشاعري صادقة في الغناء.

أما بخصوص مدى تأثيرها على المستمع فهذا شيء يقرره المستمع وحده.

هل مازلنا نتحدث عن الفن الفلسطيني الملتزم؟

هذا الألبوم فعلا ملتزم وراقي في نظري.

إذا مازال هناك جمهور لهذا الفن هل يمكن أن نصنف غناءك الراقي بأنه ملتزم بقضايا الإنسان العربي؟

أنا لا أحب التقيد وتحديد الألوان الغنائية، حيث أغني كل شيء راقي وكل لحن يعجبني.

يهمني طرح القضايا الاجتماعية، والوطنية، والعاطفية في أغنياتي، لأن الفن رسالة قبل أن يكون مجرد غناء لأجل امتاع المستمع، لكنني أحب أيضا الأغاني الفرحة والمرحة الراقية.

إلى أي حد يمكن لهذا اللون الغنائي أن يوحد كذلك بين الإخوة الأعداء في فلسطين المحتلة حيث أصبحنا لا نتحدث عن فلسطين المحتلة بل عن غزة وعن من في السلطة ؟

وحدة الصفوف لن تأتي من الأغنية إنها تأتي من الشعب الواعي لأهمية الوحدة ولخطورة التفكك. فالعداوة تحدث بين الأخوة أو فئة أو حتى شخصين من أجل السلطة والحكم والمال.

للأسف الجميع يتباهى بوطنيته الأطهر، وطبعا يعتزون بالأغاني الوطنية لكن على أرض الواقع الوحدة بعيدة طالما اختلفت الأهداف. فالهدف لم يعد فلسطين، للأسف الهدف أصبح القوة والسلطة والمال.

الخيانة بعينها في نظري هي حين القرار في الاختيار أي الانتخاب يكون من أجل مصالح شخصية أو بواسطة الإرغام والتهديد، هكذا يباع الوطن!

لماذا يخيم الحزن على زهرة المدائن أكثر من أي وقت مضى؟ من ملزم اليوم بحماية مدينة الصلاة؟

أنا ضد أن تتحول القضية الفلسطينية لنزاع ديني. القضية الفلسطينية قضية قومية وقضية سرقة وانتزاع وطن بتآمر الغرب مع الحركة الصهيونية أو باستخدامها على الشعب الفلسطيني والشرق الأوسط عامة.

كل إنسان حر وشريف، مبادؤه ليست للمساومة ويجب أن يناضل بطريقته لقول الحق والعمل من أجل التوصل للعدل المنشود.