سياسة

الوزير المكلف بالاستثمار: الحكومة فهمت رسالة الشباب وتأخذ مطالبهم بجدية (فيديو)

أكد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن الاحتجاجات الأخيرة للشباب لا يجب أن تُقرأ كاستفتاء على فشل الحكومة، بل كتعبير مشروع عن رأي المواطنين، على حد قوله.

واستشهد زيدان، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”، بالمثل المغربي الشعبي “خذ بالرأي الذي يبكيك، ولا تأخذ بالرأي الذي يضحكك”، مضيفًا أن هناك جزءًا من الحقيقة في الانتقادات الموجهة للحكومة، خاصة ما يتعلق ببعض المسائل الآنية التي لم تنل الاهتمام الكافي بسبب كثافة المشاريع وتعدد المشاكل والبعد الجهوي، ما أدى إلى تأخر معالجة بعض الجهات داخل المنظومة الصحية بالشكل المطلوب، وفق تعبيره.

وقال بهذا الخصوص: “السياسات التي نضعها اليوم هي سياسات سيظهر أثرها في المستقبل، وهؤلاء الشباب هم الذين سيكونون المستفيدين أو المتأثرين بتلك السياسات ولا أستطيع أن أقول إن الأمر فاجأنا أو أننا لم نفكر فيه، بل أراه مسألة طبيعية تحدث في كل المجتمعات، حيث يأتي وقت تُطرح فيه مطالب، والحكومة لديها ما تقوله في هذا الموضوع، وستعمل بطبيعة الحال على تصحيح السياسات”.

وحول سقف الوعود الحكومية، أوضح زيدان أن الحكومة تضع أهدافًا طموحة نتيجة دراسة ميدانية، مشددا على أن رفع السقف يهدف إلى تحفيز الجدية والتفاني في العمل، وليس للحصول على أصوات المواطنين فقط.

وأضاف أن الظروف التي بُنيت عليها البرامج الحكومية تغيرت مع مرور السنوات، بما فيها الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، ما صعّب تحقيق بعض الوعود بسرعة، لكنه أكد أن هناك إنجازات إيجابية عديدة ستستمر الحكومة في إكمالها، مشددا على أن “الإصلاح الهيكلي للمنظومة الصحية بدأ منذ مدة، أما الإصلاح الميداني العميق فهو الذي يُنجز حاليًا، ومن المتوقع أن يرى المواطنون نتائجه خلال المدى المتوسط”.

وأشار إلى أن الحكومة اعتمدت منهجية جديدة في هندسة المشاريع الكبرى، معترفاً بأن بعض الأمور اليومية لم تصل بعد بالشكل المطلوب إلى المواطنين: “ربما كان هناك تقصير في الأمور اليومية الملموسة، لكننا فهمنا رسالة الشباب وسنعمل على تطبيق التعديلات المطلوبة بنفس وتيرة الحكومة وتوجهاتها”.

وأكد زيدان أن الحكومة لا ترفض التعبير عن الغضب أو الاقتراحات، بل تسعى للحوار والعمل المشترك مع المواطنين، مشيرًا إلى أن الحكومة تمتلك أرقامًا جد مشرفة يمكن تقديمها لإثبات جدية العمل على إنجاح أوراش صعبة تتطلب وقتًا كافيًا لرؤية نتائجها الشاملة.

وأضاف أن ما يُنظر إليه أحيانًا على أنه تأخر في تفعيل السياسات، قد يكون في الواقع تأخرًا في التواصل فقط، موضحًا أن الأوراش الثلاثة التي يحتج الشباب بشأنها أي الصحة والتعليم والشغل، تعمل عليها الحكومة منذ سنة 2021 بجدية، وهي محاور جوهرية لأي حكومة في العالم ومطالبة بتقديم نتائج إيجابية فيها، وفق تعبيره.

وأشار زيدان إلى الإكراهات التي تجعل تحقيق النتائج صعبًا، موضحًا أن المواطن يريد صحة جيدة وتعليمًا يضمن الولوج العادل لسوق الشغل، وهو ما تعمل الحكومة على تحقيقه رغم الصعوبات، مؤكدًا أن الحكومة قامت بمجهود كبير لتثمين المشاريع الكبرى، لكنها تسعى في الوقت نفسه لتحسين الأمور اليومية الملموسة التي يراها المواطن. وقال: “الشباب عبّر عن رأيه وفهمنا رسالته وسنطبق ذلك بنفس الوتيرة ونفس التوجه الذي تسير فيه الحكومة”.

وعن الانتقاد القائل بأن الحكومة تحركت بعد فوات الأوان، أكد زيدان أن التفاعل الأول كان مطلوبا ومأمولا، مشيرًا إلى زيارة وزير الصحة لمستشفى أكادير ومدن أخرى في المغرب لمعاينة الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة، بما فيها العزل والتوجيهات الجديدة وتوفير المعدات المطلوبة، مضيفًا أن هذه الخطوة الميدانية كانت ضرورية لضمان التعامل الجاد مع أرواح المواطنين”.

وتحدث زيدان أيضًا عن دور الشباب في السياسات العمومية، مؤكّدًا أنهم يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع ولديهم طاقات كبيرة وتطلعات مستقبلية، وأن الاحتجاجات الأخيرة تشكل فرصة صحية للحوار والمشاركة السياسية والمطلبية، مضيفًا أن السياسات الحكومية اليوم تصمم مع مراعاة تأثيرها المستقبلي على الشباب، وهم المستفيدون الرئيسيون من هذه السياسات. وقال: “لا أستطيع أن أقول إن الأمر فاجأنا أو أننا لم نفكر فيه، بل أراه مسألة طبيعية تحدث في كل المجتمعات، حيث يأتي وقت تُطرح فيه مطالب، والحكومة لديها ما تقوله في هذا الموضوع، وستعمل بطبيعة الحال على تصحيح السياسات”.

وفيما يتعلق بالقضايا التي أثارت احتجاج الشباب، أكد زيدان أن تحقيق مطالب المواطنين في الصحة والتعليم والشغل ليس سهلاً، وأن الحكومة تعمل على هذه الأوراش الكبرى منذ مدة، مع السعي لتحسين التعميم والتفعيل عبر منهجية جديدة لهندسة المشاريع الكبرى، مشيرًا إلى أن الأمور اليومية الملموسة ستتم معالجتها بالتوازي مع الإصلاحات الكبرى، وأن هذا النهج يعكس التزام الحكومة بفهم رسالة الشباب والعمل على تلبيتها بطريقة متوازنة ومستدامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *