دوار زمران بمراكش يعيش بدون صرف صحي وسط “أغنى جماعات الجهة”

يعاني سكان دوار زمران التابع لجماعة تسلطانت ضواحي مراكش من غياب شبكة الصرف الصحي، وما يخلفه ذلك من أضرار بيئية وصحية، في وقت تُصنّف فيه هذه الجماعة بين الأغنى على مستوى الجهة، بحسب ما وصفتها به سابقا عمدة المدينة ووزيرة إعداد التراب الوطني، ورغم ما تعرفه المنطقة من نمو عمراني متسارع، خاصة في صفوف المنشآت السياحية.
وأكد أحد الساكنة في تصريح لجريدة “العمق” أن اللجوء إلى طرق بديلة للتخلص من المياه العادمة يزيد من تفاقم مشكل التلوث ويهدد الصحة العامة، خصوصا الأطفال الذين يتخذون الأزقة مكانا للعب.
وفي السياق ذاته، أوضح شاب من الساكنة: “حتى عند اعتمادنا على الحفر كحل بديل، نضطر إلى تفريغها باستمرار، مما يخلق بيئة ملوثة تستقطب مختلف أنواع الحشرات وتنبعث منها روائح كريهة.”
من جهتها، قالت سيدة: “لدي طفل لا يتجاوز سبع سنوات، كلما خرج للعب مع أبناء الجيران يعود ملطخا بآثار المياه العادمة. أما الروائح الكريهة فقد تأقلمنا معها رغم أنها لا تُطاق… عيب أن يستمر الوضع على ما هو عليه.”
وعبّر شاب من أبناء الدوار في حديثه للجريدة: “تسلطانت فيها إقامات سياحية وفيلات فاخرة، ولكن دوار زمران باقي كيعيش بدون أبسط شروط العيش الكريم. ماشي معقول نكونو وسط جماعة غنية وما عندناش حتى الواد الحار.”
إلى جانب الأضرار الصحية المباشرة التي يخلفها انتشار المياه العادمة وسط الأزقة، يحذر فاعلون محليون من أن تسرب هذه المياه نحو باطن الأرض يهدد بتلويث الفرشة المائية بالمنطقة، ما يشكل خطراً مضاعفاً على المدى البعيد، سواء على صحة الساكنة أو على الموارد الطبيعية.
وختم فاعل جمعوي بالمنطقة تصريحه بالقول: “رغم أن الجهة غنية بمواردها المالية، والجماعة بمداخيلها الضريبية التي تجاوزت 35 مليار سنتيم، إلا أن ضعف التسيير الإداري يعرقل تنمية هذه الدواوير، ويترك الساكنة عرضة للأمراض الناتجة عن الصرف الصحي المكشوف.”
وأجمع المتضررون على أن الوضع يحتاج إلى تدخل عاجل من السلطات المختصة، من أجل وضع حد لما اعتبروه “تهميشا وإقصاءً” يطال ساكنة الدوار، وسط الأزقة الضيقة المليئة بالمياه العادمة والحشرات والروائح الكريهة.
اترك تعليقاً