خارج الحدود

البايس: الجزائر.. مرحلة انتقالية صعبة بموارد ضئيلة

نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن التدابير “غير الشعبية” التي يتخذها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لإصلاح الاقتصاد الذي يعتمد على الإعانات المالية، وخاصة بعد تضرره جراء أزمة النفط.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الآثار الرومانية في ولاية تيبازة، تملك جميع المؤهلات كي تكتظ بالسياح، لكن مع حلول شهر رمضان أصبحت المنطقة خالية من السياح الأجانب، ومن السياح المحليين أيضا.

وأضافت أن “هذه البيانات لا تثير قلق الحكومة؛ لأن الجزائر تفاخرت مرارا بأنها ليست في حاجة إلى عائدات قطاع السياحة، ولكن بعد الأزمة الناجمة عن انهيار أسعار النفط؛ اضطرت الجزائر إلى إعادة التفكير في أشياء كثيرة”.

وذكرت الصحيفة أن أستاذ اللغة التركية بنفاري شكيب، ندد بحالة الشوارع المتسخة في القصبة، أو الحي القديم في الجزائر، إضافة إلى عدم وجود فنادق وبنية تحتية لاستقبال السياح.

ونقلت قوله بأنه “على الرغم من أن الجزائر تعيش في ظل اقتصاد السوق؛ إلا أن الجزائريين ما زالوا يحافظون على نفس عقلية سنوات السبعينيات، وما زالوا يثقون في (أبي الدولة)، كما أنه في الجزائر؛ إن كان لك عمل مستقر، أو كنت عاطلا عن العمل؛ فإن هذا لا يمنعك من الحصول على منحة صغيرة؛ من شأنها أن تسمح لك بالبقاء على قيد الحياة”.

وأضاف أنه “خلال سنوات السبعينيات؛ كان الناس يصطفون، كما هو الحال في روسيا، من أجل الحصول على كيلوغرام من اللحم. كما أن العقلية اليوم لم تتغير، ولا توجد أي مبادرات من أجل تغيير الوضع”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “في السابق؛ كانت الجزائر تكتفي بصناعة النفط والغاز، التي توفر حوالي 97 بالمئة من عائدات التصدير، وتحصن البلاد من الاقتراض من الخارج”، مضيفة أنه “في ظل أزمة النفط الحالية؛ ستلجأ الحكومة الجزائرية إلى جميع الوسائل التي لم تستعملها منذ قرن مضى، ومن بينها العمل على الحد من الواردات، وتطوير السياحة الداخلية”.

وقالت إنه منذ حزيران/ يونيو عام 2014 عانت الجزائر من انخفاض حاد بنسبة 70 بالمائة في إيرادات النفط والغاز، “وقبل هذه الأزمة؛ كان النفط هو المصدر الرئيس للنقد الأجنبي، كما وفرت المحروقات 95 بالمائة من مجموع المبيعات في الخارج”.

وأضافت أنه “في هذه المرحلة؛ تؤكد الحكومة أنها لا زالت تملك ما يكفي من احتياطيات العملات الأجنبية لتجاوز هذا الانهيار لمدة ثلاث سنوات مقبلة، ومن بين التدابير التي اتخذها عبدالعزيز بوتفليقة في ظل هذا الوضع؛ عزل رئيس البنك المركزي محمد لقصاسي من منصبه”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنه “في كل مرة يصبح الوضع ملحا لأجل تطبيق تدابير اقتصادية جديدة، لكن فقط المرشح للانتخابات الرئاسة لعام 2019، سيقوم باتخاذ هذه التدابير الملحة. ومع ذلك لا أحد يعرف من سيخلف بوتفليقة إلى حد الآن”.

وذكرت الصحيفة أن جميع المصادر التي تمت استشارتها؛ اتفقت على أنه منذ عام تقريبا؛ أصبح بوتفليقة غير قادر على تجاوز الساعة الواحدة عند قيامه بلقاءات مع الوفود الأجنبية، كما أنها اتفقت على وضوح علامات التعب على الرئيس، وأنه يجد صعوبة في التعبير.

وبحسب المصادر نفسها؛ لا زال يُجهل عدد ساعات اليوم التي يبقى فيها الرئيس واعيا، “وأيضا؛ ليس من المعروف ما إذا كان بوتفليقة بصدد الإعداد لمن سيخلفه، أو أنه يعد نفسه لولاية رئاسية خامسة بعد انتخابات 2019”.

وقالت الصحيفة إنه وسط هذا الغموض؛ لا تزال هناك في الجزائر بعض الأصوات المتفائلة. ونقلت عن صاحب مقهى “مون لايف”، عمر التواتي، قوله: “في الوقت الحالي؛ تتم السيطرة على إجراءات تمرير الخلافة، ومن المؤكد أن الحكومة تحمل مخططا كاملا لذلك”.

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن الحياة في الجزائر تتفاعل مع الأحداث الجديدة التي تعرفها السلطة، مشيرة إلى أن بوتفليقة ـ أو عشيرته ـ تمكن مؤخرا من تفكيك وزارة الاستخبارات والأمن القوية، وأزاح الجنرال محمد مدين الذي كان يسيطر على هذه الحقيبة الوزارية لسنوات طويلة.

عربي21