افتتاح فعاليات الدورة الأولى لمهرجان المسرح الأمازيغي
افتتحت عشية اليوم السبت بقلعة مكونة بإقليم تنغير فعاليات الدورة الأولى من مهرجان المسرح الأمازيغي وسط حضور جماهيري تفاعل مع العرض المسرحي “عبد الجحيم”.
وتتناول مسرحية “عبد الجحيم”، لفرقة أطلس لفنون الخشبة بدمنات، قضية الخيانة والتواطؤ مع العدو في قالب فني رائع أتحف جمهور قلعة امكونة من خلال موضوع الصراع بين الخير والشر، بين العبودية والحرية، بين السلطوية والتحرر… مجسدا ذلك في الصراع بين عناصر مملكة النمل والنملة الحمراء المتسلطة.
وفي كلمة بالمناسبة، أشار المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بورزازات إلى أن الاحتفال بأب الفنون في دورته الأولى في قلعة مكونة يأتي تأكيدا على طموحات قد تحققت على أرض الواقع من خلال إخراج هذا المولود إلى حيز الوجود والذي يعتبر مفخرة لأبناء المنطقة، مؤكدا أن المندوبية ستسعى إلى ترسيم هذا المهرجان ضمن قائمة المهرجانات الوطنية التي تنظمها وزارة الثقافة.
ونوه المسؤول الإقليمي بالجهود الحثيثة التي بذلتها الجهة المنظمة لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الأولى من نوعها على صعيد المنطقة وبجميع الفرق المسرحية المشاركة.
بدوره، أكد ممثل المجلس الجماعي لقعلة مكونة، إبراهيم أيت القاسح، أن مثل هذه التظاهرات الثقافية تسعى إلى تقديم منتوج ثقافي متنوع وخلق جسور التواصل والتبادل الثقافي، مضيفا أن المسرح الأمازيغي إرث فني عريق ومخزون مهم من الذاكرة الجماعية وكنز مكنون يجب النهوض به وتشجيع كل الطاقات المحلية وتكوينها في هذا المجال.
وشدد على ضرورة انخراط المجتمع المدني حتى يضطلع بدوره في الاهتمام بالتراث الفني اللامادي والحفاظ على استمراريته كموروث يجب أن تتوارثه الأجيال.
من جهته، قال مدير المهرجان محمد حدجي إن طموح المنظمين كبير للحفاظ على هذا العرس الثقافي قصد تقديم منتوج محلي يرقى إلى مستوى التطلعات، مؤكدا أن فئة الشباب تشكل الكيان الراسخ الذي يجسد معاني الفكر والموقف والنضوج على خشبة المسرح ويجمع المهرجان المنظم في نسخته الأولى بين ألوان مسرحية أمازيغية متعددة، تعبر عن غنى وتنوع فن المسرح بالمغرب.
وتشارك في هذه الدورة خمس فرق تمارس المسرح الأمازيغـي بمختلف الجهات وستعمد إلى امتاع الجمهور العاشق لأبي الفنون وتقديم أجود العروض منها مسرحيات ” 15 درجة” لفرقة تيطاوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة و”إرباتينو” لفرقة الورود لجمعية حي المسجد بقلعة مكونة و”أمناي” لفرقة محترف آفاق الجنوب بأكادير و”عبد في الجحيم” لفرقة أطلس دمنات لفنون الخشبة بدمنات و”التعارف بين الثقافات” لفرقة دار الشباب تاغبالت، زاكورة. وستشهد الدورة الأولى تكريم أحد أعلام وممارسي المسرح بمنطقة دادس مكونة الفنان محمد أحنصال، بالإضافة إلى ندوة فكرية في موضوع “تجارب واتجاهات المسرح المغربي الأمازيغي”، كما سيتم على هامش المهرجان تنظيم أنشطة موازية تضم معرض للفنون التشكيلية وورشات تكوينية وزيارات استطلاعية ولقاءات مفتوحة مع ضيوف المهرجان.
