وجهة نظر

حسن حمورو يكتب عن “حزب الله المختار”

العنوان أعلاه لا علاقة له بحزب لبنان الأصفر، وإنما هو محاولة لايجاد وصف مناسب لما تقوم به بعض الأطراف من تقديم مسخ سياسي هجين للمغاربة على أنه حزب.

منذ ظهوره في سياق طفرة سُلّطت على الحياة الحزبية للبلاد، ومن يقفون وراءه لا يملون من وضع ملعقة من ذهب السلطة والادارة في فمه، وتسويقه حزبا مدللا ومرغوبا فيه، ومُنقذا للمغرب وربما خوفا من فضيحة لم يقدموه منقذا للبشرية.

هذا الحزب المعروفة أهدافه على كل حال، ما كان ليستمر لولا مساندة ودعم جهات في السلطة بكل ما تصل اليه اياديها الممتدة في الزمان وفي المكان، من إعلام عمومي وغير عمومي يقع تصنيفه في خانة الإعلام المسخّر، وكذا بعض المؤسسات العمومية فضلا عن الكثير من الموظفين العموميين المنتشرين هنا وهناك داخل الإدارة.

هذا الحزب لا وجود له حقيقة إلا على شاشة التلفزة وصفحات وعناوين بعض الصحف والمواقع، وفي بعض النوادي التي تشتغل في جنح الظلام، هو بعيد كل البُعد عن فضاءات التنافس الطبيعي بين الأحزاب، لذلك لم يستطع أن يُقنع المغاربة بزعامة أي ممن تم تكليفهم بإدارته طيلة السنوات الماضية، وصولا إلى “مديره التنفيذي” الحالي الذي يُصارع فيما يُشبه عملية انتحارية، من أجل البقاء وليس في رصيده سوى دعم متوهّم يُلقي به طُعما في الساحة السياسية ليصطاد به طوعا وكرها من يستعين بهم في تحقيق أهداف “رب العمل” المُشغّل الرئيسي.

طبعا هذا الحزب يخشى كثيرا المحطات الانتخابية، لأنها تذكّره بطبيعته، على الرغم من تقدمه على مستوى الأرقام، عن طريق آليات لم تعد خافية فيها الكثير من التعسف ومن التطويع، ولذلك فإن الحديث عن سيطرته على البوادي والقرى، هو مجرد تمويه وتغطية على هذا التعسف والتطويع، أو حديث تبريري لعجز في تفسير كيف يلتهم الأصوات الانتخابية عن طريق السرقة الموصوفة بالانقضاض عليها في أماكن غير مشمولة بالإضاءة الكافية.

القائمون على هذا “البناء المفكك”، يدركون جيدا أنه لا يمكن أن تكون له مصداقية بشكله الحالي، ولن يستطيع من يلعبون دور البطولة فيه أن يوجدوا له موطئ قدم راسخة في المجتمع وبين أغلبية أفراد الشعب، فلم ولن يكون أمامهم إلا تقديمه حزبا مدللا ومُختارا، ولما لا الاستعانة بنظرية “الحلولية” لتوفير شروط وظروف القبول به.

الذي يؤكد أن صانعي “الأصالة والمعاصرة” لم يعد في جعبتهم سوى ترويج كونه “حزب الله المُختار”، هو ما يمكن اعتباره فضيحة باختيار أمينه العام المُنصّب رئيسا على جهة طنجة تطوان الحسيمة، للتوقيع على اتفاقية مع شركة صينية، في زيارة ملكية للصين على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية للدولة المغربية، وقبلها بأسابيع محاولة تمكينه من دعم مالي لمؤسسات دولية تتعامل مع مؤسسات حكومية لا مع مجالس جهوية، وقبل هذا وذاك تمكينه من فرص إعلامية لتلميع صورته، وتغطية كافة أنشطته وتحركاته التافهة في عدد من مناطق الجهة وكأنه “الحاكم بأمر الله” فيها.

هذا جزء من العبث المقدم للمغاربة على أنه تنافس سياسي أحد أطرافه مطلوب ومرضي عنه، يُدبَّر له التواجد في كل الأنشطة المهمة، وأطراف أخرى ليست مستساغة ومشكوك فيها، على الرغم مما تملكه من شرعية تاريخية وانتخابية وشرعية انجاز كبير ساهم في نقل البلاد من وضع اجتماعي واقتصادي سيئ إلى وضع مريح بشهادة الداخل والخارج