وجهة نظر

عصام الرجواني يكتب…موازين والصهيونية في نفس الميزان !!!

لكل مشروع تحكمي أدواته الاستراتيجية، تحتل فيها الثقافة والفن والإعلام موقعا حساسا، نظرا لفعالية هذه المداخل في تغيير الملمح الثقافي والقيمي العام للمجتمعات، ولذلك أعتبر مهرجان موازين أحد أهم مفردات مخطط التحكم عبر مدخل الثقافة والفن، ولا أستغرب أن يقدم دعم أسطوري لهذا المهرجان المشبوه دون باقي المهرجانات، خاصة تلك التي تؤمن بأن للفن رسالة ومضمونا قيميا راقيا، بل ويشرف على إحيائه كل سنة أحد مهندسي مشروع التحكم ودعاة الردة والنكوص ممن طالبهم الشارع المغربي في سياق لحظة 20 فبراير المجيدة بالرحيل.

وسياسة “المهرجة” هذه؛ تقوم أساسا على منطق التزييف المتعمد للواقع، والانزياح المقصود بالحقيقة، وهي محاولة لإعادة بناء الواقع وفق إيدولوجيا التحكم التي تروم إعطاء الانطباع بأن كل شيء على ما يرام، عبر سياسة فرض الفرح على الجميع، وإعادة تركيب الصورة التي يتصدرها شباب عشريني مفتون بثقافة المتعة والاستهلاك، وأسر تعيش حالة من الرفاه بلغ ذروته مع تنظيم مهرجان موازين، وحالة من السيولة القيمية والأخلاقية في انقلاب مكتمل الأركان على مرجعية المجتمع وهويته الحضارية، ومعاكسة صريحة لأولويات الوطن في سياق عراكه الدامي من أجل الديمقراطية والتحرر.

ويعتبر استمرار مهرجان موازين أحد أهم المقاييس التي تؤشر اليوم على وزن الفساد والاستبداد في البلد، والإصرار العنيد على تنظيمه كل سنة، مهما كانت السياقات الوطنية والإقليمية وعلى الرغم من تكلفته الباهضة التي يتم تدبيرها بمنطق الحديد والنار، يبين بالواضح والملموس شراسة المعركة بين إرداة الإصلاح بالبلد وإرادة مركب التحكم وقوى النكوص والردة.

وعليه فإني أماثل موضوعيا بين مقاومة التطبيع مع مهرجان موازين ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فإذا كان التطبيع مع الكيان الصهيوني يروم تحييد فعالية القيم الإسلامية الباعثة لروح المقاومة والكفاح ويروم تهميش صورة فلسطين في شاشة وجداننا الديني، فإن التطبيع مع مهرجان الدولة هو محاولة لقتل بذور الكرامة فينا، وأن يصير لنا قفا ثور نديره لمعاناة شعبنا من ظلمات الأمية والفقر والبطالة.

ولذلك أقول أن مقاومة موازين ومقاومة الصهيونية في نفس الميزان !!!

#‏موازين_الفساد_والاستبداد‬