أدب وفنون

أحرار لـ”العمق المغربي” لا مشكلة لدي مع الأدوار الساخنة ورمضان مبارك سعيد

حاورتها: نجلاء بن حمو 

ترد الممثلة لطيفة أحرار في هذا الحوار مع جريدة “العمق المغربي” عن ما يعتبره البعض سلوكات مستفزة تقوم بها من قبيل واقعة قفطان مهرجان مراكش والمشهد المسرحي الذي ظهرت فيه شبه عارية”.

كما عبرت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عن موقفها بوضوح بأن لا مشكلة لديها في لعب أدوار العري أو ما يوصف بالمشاهد الساخنة و”الجريئة” إذا اقتضت الشخصية ذلك.

أحرار تحدثت أيضا عن أسباب نقص الجودة في الأعمال الرمضانية، التي تتمنى من خلالها أن تتاح الفرص لوجوه أخرى أيضا تمتلك موهبة وأن يكون نوع من تكافؤ الفرص.

صاحبة أعمال مسرحية كثيرة، وعدد من الأفلام والسيتكومات، طالبت في هذا الحوار، المركبات الثقافية وزملاءها في الميدان ببرمجة ملتقيات مع الجمهور والتواصل معهم خصوصا في شهر رمضان، من خلال عرض أفلام سينمائية وتنظيم ماستر كلاص.

وعاتبت الفنانة لطيفة أحرار الصحافة والجمهور الذي دائما ما يرى فقط بعض اختياراتها ولا يناقش أدوار وشخصيات جسدتها بعمق.
فيما يلي نص الحوار.

مع اقتراب شهر رمضان المبارك هل لديك أعمال فنية خلاله؟

نعم لدي أعمال كثيرة في هذا الشهر، من بينها “السيدة الحرة” للمخرج ابراهيم الشكيري الذي سيعرض على القناة الأولى، ومسلسل”تماويت” لحميد زيان الذي سيعرض على القناة الثامنة الأمازيغية، وبرنامج “اينوراز” لاكتشاف المواهب في جميع المجالات، بالإضافة إلى حضوري كضيفة شرف بحلقات سلسلة فكاهية باسم “سانسور” لمحمد عهد بن سودة.

ما هو تقييمك للمسلسلات المغربية اليوم ؟

هناط الكثير من المنتجات والتلوينات، مابين الدراما، والفكاهة، و”سيتكوم”، يعني هناك أجناس متعددة، ولغات متعددة، كاللغة الأمازيغية، هناك مسلسلات استخدمت بها “تشلحيت”، و”تاريفيت”، و”تمزيغت”، كما أن هناك أعمال اشتغلت باللغة العامية وأعمال بالعربية الفصحى، يعني هناك طفرة نوعية في المشهد السمعي البصري اليوم بالمغرب، وأتمنى فقط أن لا تكرر الوجوه كثيرا في الأعمال، يعني يجب أن يكون تكافؤ في الفرص وهذا ما حث عليه قانون الفنان الأخير.

فقط ما يقلقني هو العمل الذي يبدأ متأخرا، الأمر الذي يدخلنا في سباق ضد الوقت من أجل دخول دائرة الأعمال الرمضانية، فالعمل ممكن أن يكون على طول السنة لكي يتمكن الجمهور من الاستمتاع بالأعمال الفنية في كل الأوقات.

هل ترين أن الشاشة التلفزيونية أصبحت حكرا على بعض الوجوه؟

الوجوه الحاضرة، فهي حاضرة دائما وبقوة، ولكن يجب أن تعطى فرصة أيضا لوجوه أخرى، لأن الساحة مليئة بالوجوه الفنية الكبيرة التي أتمنى أن تكون حاضرة في أعمال قريبة.

ما رأيك في السيتكومات الرمضانية التي وصفها البعض “بالحوامض” ؟

كل شخص مسؤول عن رأيه، فأنا فنانة ولست ناقدة، لأن عمل النقد أتركه للنقاد والجمهور. أشاهد الأعمال الفنية، إن راقت لي وأثارت إعجابي أتابعها، يعني لدي اختيارات كباقي الجمهور، كما أن هناك بعض الأعمال التي يراها البعض سيئة فيما تروق لآخرين، لكون الاختيارات والأذواق لا تناقش.

ممكن أن يكون السبب في بعض الأحيان هو ضيق الوقت وإنجاز عمل ما بسرعة وبدون التعمق في الاشتغال عليه، وهنا يأتي شق دفتر التحملات والدعم الذي يصدر في لحظة معينة، فيصبح الجميع في حالة سباق وينجز الأعمال بسرعة التي تأتي فيما بعد على حساب الجودة.

وهنا أريد أن أشير إلى أن الرأي العام والصحافة، لا تتكلم حينما أقوم بأعمال جميلة وأشتغل بعمق على شخصية ما لا تعيرها أي اهتمام ولا يكتب عليها سطر، فقط يتحدثون حينما أقوم باختيار آخر. علينا أن نناقش جميع الاختيارات وأن نتتبع المسار الفني للفنان، وأن نناقشهم في العمق والاختيارات، وهنا أشير لفيلم “خناتة بنت البكار”، التي تعد من الأدوار الرائعة التي اشتغلت فيها وجسدت الدور بأسلوب مميز بحيث أن الصوت الذي اشتغلت به كان نابعا من بطني من القرار، ولم ينتقد أحد أو قام بقراءة لهذا العمل، كما هو حال فيلم “جوع كلبك” لهشام العسري، أيضا لم يتكلم أحد عن الدور الذي لعبته للصحافية التي تسائل نظام سياسي في فترة معينة … فأنا أقوم بمهنتي بكل صدق وبكل تفاني، ممكن أن أشخص فقيهة، أو طبيبة، أو بائعة هوى… أجسدهم ببحثي في الأدوار بطريقتي وأسلوبي.

ما هو تقييمك للأفلام السينمائية اليوم؟

هناك عدة مخرجين من قدموا لنا أفلام مميزة، هناك تصنيفات، التي أعتبر نفسي ضدها، لكون الفن فن لا يمكن تقديره بالنظيف أو الوسخ، لا أعتبر هذه المرجعيات وأحب أن أناقش الفن بالفن بأدواته وتقنياته.

بالنسبة للأفلام السينمائية، فقد أصبحت متنوعة، هناك بوكس اوفيس، فقط أنتظر لكي تتاح لي الفرصة لأشاهد أفلام أصدقائي بدور العرض، أعجبني كون الجمهور أصبح مقبلا على السينما حتى وإن كان مشكل “لبيراطاج”، فقط ما أتمناه من المركبات الثقافية أن تعرض الأفلام وخصوصا في شهر رمضان، فعوض من أن نترك الشباب ضائع في الشارع قد يتشاجر أو يحدث الشغب، نفتح له المركبات الثقافية، نخصص السينما في الصباح، وفي المساء ننظم ماستر كلاص. فأنا شخصيا أقوم بماستر كلاص تطوعيا في كل أنحاء المملكة بمالي الخاص في رمضان، لكوني أجد هذا الشهر ملائما للشغل والتداريب، وأتمنى من أصدقائي الفنانين أن يستثمروا هذا الشهر في اللقاءات مع الجمهور.

مع أم ضد مشاهد العري والإثارة التي أصبحت منتشرة في الأفلام السينمائية؟

أنا مع الشخصية أن تلعب بصدق، إذا كانت الشخصية تحتوي على ذلك الكراكتير فسوف تلعب به، فشخصية محجبة سوف تلعب بأسلوب محجبة، أما شخصية أخرى بكراكتير عارية فستتعرى .. لأن الفن ليس عملية حسابية تعطي نتيجة واحدة.

كل مخرج وله رؤيته الخاصة وطريقة اشتغاله، هل يريد استفزاز مجتمع وإيقاظه، أم يريد فقط أن يري للمجتمع ما يعيشه لكن بخجل، أم يريد فقط إضحاكه أو توعيته، فهذا يبقى على حسب كل واحد أين يجد نفسه، فهناك من يهتم بالفكر والوعي والفلسفة وهناك من يريد فقط أن يضحك.

هناك من يعتبر جرأتك استفزاز لهم مثل قفطان مهرجان مراكش والمشهد المسرحي الذي ظهرت به شبه عارية، ما ردك ؟

أولا لم أكن عارية فقد كنت أرتدي ملابس داخلية التي يلبسها الجميع، ومن يعتبره استفزازا هو نفسه الذي حضر العرض ولم يغادر لكون مسرحية “العازفة” التي تناقش قضية المساواة في اللإرث نالت إعجابهم كما شكروني في نهاية العرض على هذا النوع القليل بالمغرب وهو المسرح التجريبي.

وهنا أعود وأطرح السؤال لماذا عند قيامي بمسرحيات أخرى لم تحظى بأية اهتمام مثل مسرحية “واحد جوج ثلاثة”، التي تتطرق حول موضوع العلاقات مابين الرجل والمرأة وكيف تحكم الجماعة على الفرد.

فقد أصبحنا في مجتمع يرى الصورة فقط ويحكم عليك بدون التأكد من صحتها، لا يجب أن نحكم على صورة مقتطفة من المسرحية وجدت بإحدى الصحف بدون مشاهدة المسرحية، فهذا التصرف أعتبره كأن تقتحم منزلا وتجد صاحبه عاريا يستحم وتقوم بتصويره، لا يمكن لأنك أخرجته من المعنى الذي كان بداخله.

لماذا لا يهتمون حينما أشتغل مع أبناء هذا الشعب، عندما أفكر بأن الفرصة لم تسنح لهم أن يتعلموا، لماذا لا تستفزهم صورة أناس في حالة صعبة، أو صورة لاجئي سوريا، أو لاجئي جنوب الصحراء، أو صبي عاري يموت من الجوع والبرد في أمفكو … فهذا كان كعتاب على كل من يرى فقط جانب واحد من أعمالي.

ما تقييمك حول السينما الأمازيغية اليوم؟

أنا لا أصنف السينما لأن هذه الأخيرة لغتها الصورة والصوت، أما الأمازيغية أو العربية، أو العبرية، أو الحسانية … تبقى لغة نتكلم بها، فالسينما هي الفن، وعندما أشاهدها أقيم العمل على حسب اختياراتي وقناعاتي الفنية.

ما رأيك في الشباب الصاعد في الميدان الفني؟

أنا أكون شباب وبالطبع سأكون فرحة بهم، وأشجع الفعل الثقافي أينما كان، لأنه يمكن أن يستهدف الشباب انزلاقات تحوله في ما بعد إلى داعشي أو متطرف أو “مشرمل” أو ينطوي على نفسه وينتحر، خصوصا وأن المغرب عرف في الفترات الأخيرة نسب انتحار كبيرة ولم يتساءل أحد عن السبب. فالفن تربية تعطينا فرص البحث في دواخلنا، هو النقطة المضيئة وسط الظلام الداكن الذي يعطيك فرصة العيش، لكونك تؤمن أنه من خلاله يمكنك صناعة عالم جميل.

هل قدمت يوما عملا بدون اقتناع؟

لا أبدا، ممكن أن لا تعجبني النتيجة في آخر المطاف، أما أن أقدم عملا بدون اقتناع فهذا مستحيل.

هل النجاح في هذا الميدان يتطلب تقديم التضحيات؟

أكيد هناك تضحيات، من ناحية الوقت الذي لا يصبح ملكك، وقلة ساعات النوم، والإرهاق الذي يسببه السهر والتعب والسفر الكثير، فالفنان يصبح ملك الميدان وملك الجمهور.

هل الجمال معيار أساسي للنجاح في ميدان الفن أم يقتصر الأمر على الموهبة فقط ؟

الله سبحانه خلق الناس كلها جميلة، لن نقيم الشخصية إن كانت جميلة أم لا بل هل ستعطي أم لا؟. هناك ممثلين يمكن أن تراهم عاديين ولكن عندما ينغمسون في الأداء ويندمجون في دور ويقنعونك بإحساسهم يصبحون أجمل.

أظن أن الجمهور يبحث عن صورته، عن من قد يمثله ويمثل واقعه وليس من يستعرض جماله، لأن مهنة التمثيل ليست مهنة من لا مهنة له فالموهبة والصدق في الإحساس هو الأساس.

ما الذي ينقص عالم الفن بالمغرب؟

نحن نشتغل، نجرب، نحاول بذل مجهود لأن الفن مرآة كل مجتمع، كمثال التلفزيون أصبح متنوعا في البرامج، متنوعا في الألوان في الحساسيات وذلك من أجل تلبية حاجيات جميع فئات المجتمع.

ما جديدك الفني؟

أصور حاليا مجموعة من الأفلام ، كما أدرس بالمعهد العالي للفن والتنشيط الثقافي، وحاليا أقوم ببروفات مع الطلبة، من أجل عرض لبعض مقتطفات مسرحية عبد الصمد الكنفاوي يوم 28 ماي، وذلك في إطار سوق الفن الذي ينظمه المعهد مع دار الألوان بالرباط.

كلمة أخيرة لجمهورك

رمضان مبارك سعيد يدخل عليكم بالصحة والرزق والأمن والأمان على بلادنا وعلى الجميع إن شاء الله.
شاهدوني وقدموا رأيكم بكل صراحة، من يحبني مرحبا به ومن يكرهني ليس لدي أي مشكل .. شكرا لكم وشكرا لمنبركم.