وجهة نظر

غطرسة “صمصم” وبراءة محفظتي !

كانت الحافلة القادمة من الفنيدق تهم بدخول العاصمة الاسماعيلية من بوابتها الشمالية،مكناسة الزيتونة بدت كأم مكلومة،ايادي الارهاب الاثمة كانت قد امتدت الى قلبها السياحي النابض… ساحة لهديم.

(قف،الامن الوطني)،الامر اشبه بتشريع سماوي وبنص قرآني غير قابل لاي تأويل،التزمت الحافلة اقصى اليمين وتوقفت استجابة ل”قانون الارهاب”.

صعد ثلاثة رجال امن ،اثنان منهم بزيهم الرسمي ومدججان برشاشهم الوظيفي ،فيما ثالثهم مدني اعزل الا من نظرات فاحصة تقرأ الفرائص ،مسح الحافلة بنظرات حذرة قبل ان يباغثني: 

-محفظة من هذه؟

-انها محفظتي…

-ما محتواها؟

-لا علم لي بمحتواها !

-اني لا امزح،ما محتوى المحفظة وناولني بطاقة تعريفك

-وانا ايضا لا امزح،اقسم بالله اني لا علم لي بمحتوى المحفظة،وبطاقة تعريفي قد تكون ضمن محتويات المحفظة…

تصنع “صمصم” مزيدا من الحذر آمرا اياي فتح المحفظة،ما ان لمستها بيدي حتى صاح باعلى صوته : لا..لا…،ليس هنا،انتهت مهمة صمصم وبدأت مهمة زبانيته،صوبا فوهتا رشاشهما نحو صدري وامراني بالنزول من الحافلة رفقة محفظتي،سايرتهم في استعراضهم وسط دهشة المسافرين الذين ظنوني قصاصة الصباح الباكر ل لاماب.

-هيا،القي بالمحفظة بعيدا وارفع يديك عاليا ،يأمرني صمصم.

-ربما من الافضل ان اضع المحفظة ارضا بهدوء،قد يكون بها شيئا قابلا للانكسار!

“صمصم” لم يمضغ هدوئي ولا مبالاتي..

-الق…ديال بوك كتريكل عليا،لوح لخ…لهيه وتسمط مع سطافيط.

صار المشهد يحبس الانفاس ويحاكي اساليب توقيف اعتى المجرمين.
تصرفت بهدوء تام وغير مبال ب”صعصعات” صمصم،وضعت المحفظة ارضا وعانقت الصطافيط رافعا يداي الى السماء ،فيما احبس ضحكة انفجارية كالتي تباغث كل من يشاهد وثائقيات “اغبى مجرمي امريكا”.
-ماذا بالمحفظة؟

-لا ادري..

-لكنها هي محفظتك وانت المسؤول على محتوياتها،اليس كذلك؟

-نعم هي محفظتي ومسؤول عن محتوياتها امام الامن وامام الله !

-هل تذكر رقم بطاقتك الوطنية؟

القيت عليه الاسم الكامل ورقم البطاقة الوطنية ،اتضح له ان حدسه الامني خيب ظنه هذه المرة،تغيرت لهجته قليلا:

-افتح المحفظة واحكي لنا قصة جهلك بمحتواها..
اخبرته ان من عادتي السفر ” طويل”،لا حقيبة ولا محفظة،وفي كثير من المرات بلا اي وثيقة،لكن هذه المرة باغتتني عمتي بهذه المحفظة وطلبت مني ايصالها الى المنزل،انا لم اسألها عن محتواها وهي لم تخبرني..
ابتسم “صمصم” واعتذر بكلمات اشتممت منها رائحة المكر:سمحنا على التسخسيخة ،اجبته بخبث: لا بأس ،ربما قد تكون مناورة مفيدة….

-صمصم: تدربنا وناورنا ما يكفي ،لسنا بحاجة الى من يدربنا اكثر.
وانا انصرف من قرب الصطافيط ،تركت له في اذنه فيما يشبه تعليقا فيسبوكيا:محد الانسان في الدنيا خصو يبقى كيتعلم!