وجهة نظر

إلياس العماري.. خلل في جينات التاريخ

قصير القامة لكن مشيته طولية الخطو دالة على تعاليه , كثير الالتفات لدرجة المبالغة , احرف لغته عمودية المخارج تكشف سوء مساره الدراسي وصعوبة ابتلاعه للعلم , في استشهاداته العلمية بالكتب يركز على العناوين واسماء مؤلفيها دون ربطها باستنتاجه الخاص مما يعني قلة قراءاته , طريقة وقوفه في المنصة مستهلكة اي انه يعتمد على مرجع صوري يتمثله في ذهنه للتاثير على الجماهير , يقول لوسيانو في احد مسرحياته ” …انهم يوجدون في كل عصر وفي كل دولة يصعدون فجأة ويرهبون الكل ويربحون الكثير ….ويموتون بشكل مثير ” , لم اكن اود اضاعة متعة ارتشاف القهوة الايطالية و الكتابة عنه لكن صورته في الصحف وغرابة الاخبار المكتوبة عنه جعلتني افتح الحاسوب واصفا خللا وراثيا يحصل في نظم التاريخ , انه حالة كانت وستكون في كل عصر وفي كل رقعة وفي كل دولة .

انه سولا الروماني الوزير الذي دمر اول تجربة لمجلس الشيوخ الروماني وارهب الوزراء وعتا فسادا واغتيالا من اجل تثبيت اسمه , لقد قام سولا بشراء ذمم ثلثي مجلس الشيوخ فقط من اجل عداء قديم اتجاه الوزير ادموس المقرب من سدة الامبراطور واتهمه بكل التهم والغرابة ان تهمة التطرف كانت حاضرة في قاموس جد الياس سولا الروماني , انه من سلالة البرامكة وزراء بني العباس الذين حازوا الضياع واستولوا على الوزارات وابعدوا العلماء وسجنوا المخلصين واغشوا عين الرشيد عن عيوب الدولة حتى خرج الناس في الكوفة لا يلون على شيء سوى القضاء على البرامكة , لقد كان البرامكة يدعون زهدا ويصلي بعضهم بالناس لكن بدون وضوء كما فعل الياس , لقد ناصروا المظلوم لكن من اجل غايتهم لقد اقتصوا من بعض بني جلدتهم لكنها كانت تضحية ملغومة وملتبسة بنية الظهور في لباس الاسلام فتمكنوا وسلمت اليهم رقاب الناس فتحكموا , لكن قدر الله حكم بالنكسة تمام كما حكم على البصري وكما سيحكم على الياس .

انه حفيد المصحفيين في الاندلس الذين اقاموا دولة وسط الدولة , واقتربوا من حاشية قصر الناصر والحكم ومنعوا هذا واعطوا هذا من دون حق وظلموا العامة وقربوا اصحاب المصالح حتى قال ادغيرو المؤرخ ” ان المصحفيين كانوا بلاء على دولة بني امية في الاندلس …) هم ايضا امتلكوا ضياع للكيف , هم ايضا تحالفوا مع المفسدين في الاندلس هم ايضا كانوا يكتنزون الاموال ويجبون ضرائب لم يعلم بها السلطان , لقد اسسوا “صحف” خاصة بهم كانت سببا في عيشهم “اخر ساعة” بعد ان نكب بهم محمد بن ابي عامر حتى انه يقال انه كان يربط عثمان المصحفي ويجوب به في غزواته , انه صورة كربونية مشوهة من ميترنيخ وزير خارجية النمسا الذي تسبب في غضب شعوب اوربا في 1848م بعد ان وقف ندا لكل محاولات الاصلاح في اوربا وقمع الحريات واغلق افواه الصحفيين واشترى بامواله ما تبقى منهم ومنع الاحتجاج , والغريب انه كان دائما يحمل سيجارا كما يفعل الياس في بعض محطاته النضالية , لقد كان الراعي الرسمي للعتبة في النمسا واوربا عتبة البؤس ومترنيخ قبل ان يصبح وزيرا كان يتبنى كل قضية ويتدخل في كل احتجاج ويناصر الجماهير ويدعي انه يفاوض الحكم وانه صديق للملك النمساوي.

انه صيغة مفردة لمحاكم التفتيش المحاكمة لايمان الناس والباحثة عن تهم تليق بعقيدتهم , انه محكمة عرفية استثنائية على شاكلة محاكم غريغوري مهمتها واحدة تهجير الناس والتنكيل بالعلماء تحت طائلة تهمة الهرطقة مخوفا اصحاب القرار بان التطرف ينتشر وان الدين السياسي لاينبغي ان يكبر وينمو فاقنع غريغوري في احد فيلاته كبار السلاطين والساسة ان اقامة محاكم تفتيش لقلوب الناس ةفلترة تدينهم على طريقة الدولة امر محتوم وضروري , فكان ما كان من القصة المعروفة ….

انه سليل ابو مسلم الخرساني الذي ظن ان لن يقدر عليه احد فنافس جعفر المنصور في الحج واتخذ لنفسه مراسيم حكم غير ما تعارفت عليه بيعة الناس لبني العباس فكون جيشا من الجند والساسة يخدومن عتبته ويزرعون مخدراته ويقننون استلائهم على املاك الناس , ومن طرف الخرساني انه يشبه العماري في سلاطة اللسان وفي تقيته الدينية وهما معا اعترفا بها والتاريخ على الخرساني والتجيني شاهد على العماري , اين ابو مسلم الان …لقد قتله جند المنصور شر قتلة حتى انه وجد في جسده سبعون طعنة.

الياس العماري طفرة وراثية على جسم التاريخ التعايش معها في كل مرة وانتظار نكبتها , انه ليس سياسيا شريفا فينافس من طرف الشرفاء , وليس عالما فيناقش من قبل العلماء , وليس وطنيا فيرتدع باحوال ابناء الوطن وليست له ايديولوجية فينازله الفكر في معركة الجدال , الياس انت لا تعرفني لكني درست التاريخ واعرفك …..اعرفك جيدا انت وكل اصدقاءك الذين مروا ……لقد درسناكم على انكم مجرد خلل جيني في التاريخ .